وسط أجواء روحانية تقبع العديد من الأسر الذين يتوافدون من محافظات شتى لإمضاء الوقت في رحاب الصلاة والابتهالات صوب أحد الأركان المنزوية لمسجد السيدة نفيسة، يحيطهم أمتعتهم، يرددون الأناشيد والابتهالات. بدأ مولد "السيدة نفيسة" الكائن في مصر القديمة منذ الأربعاء الماضي، وسط ابتهالات ساطعة، وأبخرة تمر من حولك لتدخل في شراين الأنف فيستنشق عبير عطرها تلك المتصاعدة من فواحات البخور محبونيها الذين يمكثون في شتى أرجاء المنطقة.
على جانب آخر، يقف رجلاً خمسيني يساعد أحباب الله، من الأطفال وكبار السن، يقدم لهم بعض المشروبات الدافئة، لتروي رمقهم وتمدهم بالطاقة في ظل البرد القارص، ففي المولد يتبرع العديد من المواطنين بتجهيز الطعام للوافدين فهي سنة معروفة عند آل البيت، حيث انتشرت الخدمات التي تقدم الطعام لزوار مسجد "السيدة نفيسة"، كما انتشرت العديد من حلقات الذكر والدروس الدينية. وكالعادة حرصت الأمهات على اصطحاب أطفالهم، لكي يزرعون في قلوبهم حب السيدة نفسية وآل البيت، وأن يعتادو عليها منذ نعومة أظافرهم. أروقة مسجد السيدة نفيسة تمتلأ بهمسات المنشدين، ما جذب الكثير من كبار السن، المكوث أم المسجد مفترشين الأرض، لسماع كلمات الانشاد، غارقين في عالمهم الخاص، يحتسو الشاي، بينما يجوب آخرين المنطقة، متطلعين في وجوه البشر الذين يرتدون زيًا ذات اللون الأبيض، ووجوهمم تشع منها الطمئنينة كالملائكة. وبالرغم من موجة الصقيع التي تشهدها البلاد، إلا أن الأيس كريم، كان وسيلة الرفاهية لبعض الأسر التي قطعت المسافات الطويلة، لقضاء الوقت في رحاب حب السيدة نفيسة.