تعد سراييفو من أكبر المدن الموجودة في البوسنة والهرسك، حيث يبلغ عدد سكانها 369 ألفاً، وهي عاصمة البوسنة والهرسك، بالإضافة لكونها المركز الثقافيّ، والسياسيّ، والاجتماعيّ. وتشتهر سراييفو بتنوّعها الدينيّ والثقافيّ، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّها أصبحت من ممكلة يوغسلافيا بعد الحرب العالمية الأولى، ثمّ سقطت تحت حكم القوات الألمانية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي هذا المقال سنعرفكم على أزمة سراييفو. وعن أزمتها فقد قامت مجموعة مكوّنة من ستة أشخاص تابعين لتنظيم اليد السوداء السرية، وهم: سيفيتكو بوبوفيتش، ونيديليكو كابرينوفيك، ومحمد بايك، وتريفكو غاربيز، وغافريلو برينسيب، وفاسو كبرلوفيك باغتيال وريث العرش النمساويّ الأرشيدوق فريناند أثناء زيارته هو وزوجته لمدينة سراييفو في الثامن والعشرين من يونيو في عام 1914م، حيث تجمّعوا في الشارع الذي سيمرّ منه موكب الوريث، وفي تمام الساعة 10:10 صباحاً ألقى نيديليكو قنبلة على سيارة وليّ العهد النمساويّ عندما اقتربت، الأمر الذي أدّى لإصابة ضابط الحراسة، وعدد من الأشخاص، ثمّ حاول آخرون اغتياله إلا أنّ السيارة مرت بسرعة كبيرة. وبعد ساعة من الحادثة عاد ولي العهد النمساويّ من زيارة ضابط الحراسة، فمرت قافلته بمنعطف خاطئ لأحد الشوارع حيث كان غافريلو برينسيب واقفاً هناك، فأطلق رصاصتين عليه، فأصابت إحدى الرصاصتين زوجته في بطنها، والأخرى أصابت ولي العهد النمساوي الأمر الذي أدّى لوفاتهما، فازدادات النقم النمساوية على الصرب، واشتعل فتيل الحرب العالمية الأولى، حيث أرسلت الحكومة النمساوية رسالة تتضمّن عشرة أمور للحكومة الصربية بمثابة تهديد، فقبل الصرب بكافّة شروطهم باستثناء شرط واحد. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ النمسا أعلنت الحرب على صربيا في عام 1914م، فبدأت التحالفات الأوروبية في العمل، حيث سارعت روسيا إلى نصرة صربيا، وإعلان الحرب على النمسا، فأعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، ثمّ أعلنتها على فرنسا، وقامت بغزوها عبر بلجيكا، ثمّ أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا. وأعلنت النمسا الحرب على روسيا، وظلت إيطاليا على حياد، ثمّ دخلت الدولة العثمانية إلى الحروب في يوم 29 أكتوبر، حيث قام أسطولها بقضف الموانئ الروسية على البحر الأسود.