العلاقات السعودية والإماراتية من أقوى علاقات الدول الخليجية، وهو ما أكده عدد من أبناء الخليج في وصفهم للعلاقات بين الدولتين، عندما أشيع أن هناك ثمة أزمة بين الرياض وأبو ظبي. الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي رد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، اليوم الجمعة، على الأنباء التي ترددت عن خلاف بين بلاده والسعودية، حيال الأزمة في مدينة عدن اليمنية، وقال قرقاش إن بلاده والمملكة العربية السعودية، تبنيان شراكة استراتيجية تشمل توحيد المواقف بشأن الأزمة اليمنية وغيرها من القضايا.
وكتب الوزير الإماراتي على "تويتر" أنه "من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيّد في المياه العكرة، بأن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها".
وأضاف قرقاش: "سرني البارحة تأكيد سياسي يمني مهم قوله، إن موقف الإمارات في اليمن نبيل، وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن فزعتها لجيرانها، وتضحيات أبنائها وشفافية موقفها".
كما وجه الوزير حديثه للإعلام قائلا: "الإعلام العربي المسؤول لا يشوه المواقف الإقليمية افتراء، بل ينطلق من قراءته للسياسات التي أقحمت نفسها في الشأن العربي، لا يمكن للفعل إلا أن يكون له رد فعل".
العلاقات.. شاهدة على النمو والإزدهار ووصف كاتب جزائري العلاقات السعودية- الإماراتية بالنموذج الحي والشاهد الثري على نمو وازدهار العلاقات البينيّة العربية، في الوقت الذي تشهد فيه الدول العربية الأخرى خلافات وتوترات على مستوى العلاقات في المجالات المختلفة.
وقال الكاتب خالد عمر بن ققة: "يرى بعض المراقبين أن العلاقات بين الدولتين تمثل ضمانة قوية للأمن الخليجي ببعديه المحلي والإقليمي أولا، وللأمن العربي بوجه عام ثانيًا؛ ناهيك عن أنها تقدم صورة إيجابية عن العرب تجاه العالم، لجهة أنها تطرح أفكارا بناءة، تجاه مجمل قضايا المنطقة".
وأضاف في مقال نشره مؤخرًا بصحيفة "العرب": "العلاقات بين الدولتين تكشف عن التعامل الواعي مع التحديات التي تواجهها المنطقة؛ وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة لهما، وأيضا مواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة، ومع ذلك ستبقى أمام امتحان عسير يثبت استمراريتها من عدمها متأثّرة بالتطورات الحاصلة، ومن هنا يطرح السؤال الآتي: هل العلاقات بين السعودية والإمارات استراتيجية دائمة أم مجرد تكتيكي مرحلي اقتضته الظروف الراهنة؟".
وأجاب الكاتب الجزائري: "إذا أخذنا بالشواهد والمعطيات والمواقف، فإننا ننتهي إلى نتيجة مفادها: أن العلاقات بين الدولتين تحمل أبعادا استراتيجة طويلة المدى، فالاشتراك في عاصفة الحزم مثلا يصنف ضمن الرؤية الاستراتيجة القائمة على الشراكة بين الدولتين، ذلك لأن الأمر لا يتعلق فقط بقرار الحرب، أو شنها، ولكن يتعداه إلى النتائج المترتبة عليه لسنوات عديدة مقبلة، صحيح أن هناك دولا أخرى شريكة في عاصفة الحزم، لكن التنسيق والتعاون بين السعودية والإمارات يبدو الأكثر فاعلية، إلى درجة تتجاوز العلاقات بينهما مستوى التحالف والتعاون إلى تحقيق نوع من الوحدة غير المعلنة بينهما بشكل لم نعهده في العلاقات البينية العربية، وهي إذا تم الاحتكام إليها مستقبلا ستكون محرجة للدول العربية الأخرى، لأنه من الصعب الوصول إليها".
صمام الأمان والإستقرار في المنطقة وأكد الإعلامي والأكاديمي الخليجي، عبدالله الرفاعي، أن التعاون بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مهم جداً لأنه صمام الأمان والإستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في خلال مشاركته في برنامج أحداث 24 ساعة على قناة 24 السعودية، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات أكثر بلدين يعيشان إستقرار ونمو وإزدهار إقتصادي في المنطقة .
وأضاف أن العلاقات السعودية الاماراتية ستشهد نقلة غير متوقعة قريباً وهو ما يتطلب وجود البوابة الأمنية المنضبطة لحماية هذه العلاقة القوية المفتوحة وبما يسهم في تعميم هذه العلاقة بين البلدين.