توقع بعض المختصين في الشأن الكنائسي، استهداف بعض الكنائس في هذه الآونة بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، لاسيما عقب التهديدات المباشرة من قبل تنظيم داعش، مؤكدين أن استهداف كنيسة مارمينا بحلوان صباح اليوم، بالرغم من أن الأمن كان سريع التحرك فيها وتصدى لوقوع الحادث داخل الكنيسة إلا أن طلق النار العشوائي على المدنين في الشوراع تعد كارثة، مطالبين الأجهزة الأمنية بتعزيز قواتها في القرى خوفًا من استهدافها الأيام القادمة. وكانت الخدمات الأمنية لتأمين كنيسة "مارمينا" بحلوان، رصدت تحركات لشخصين من عناصر إرهابية، وعلى الفور توجهت الخدمات الأمنية صوبهم، إلا أن المتهمين أطلقوا الأعيرة النارية، فبادلتهم القوات إطلاق النيران، وتم قتل أحدهما.
ودفعت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، بمجموعات قتالية الى موقع اطلاق النار على كنيسة مارمينا بحلوان، وقامت بعلق مداخل ومخارج جنوبالقاهرة.
اتهامات "كتائب حلوان" بفعل الواقعة وفي سياق ما سبق قال نادر شكري، متخصص في الشأن الكنائسي، إن هذا الحادث أمر متوقع في هذه الفترة-أعياد الميلاد- ودائما كنا نحذر المواطنين بأنه سيحدث هجمة على الكنائس، وذلك عقب تلاقي التهديدات المباشرة من قبل تنظيم داعش.
وأضاف "شكري"، في تصريح ل"الفجر"، أن الخطر في هذه الواقعة أن الإرهابين اتبعوا استهداف المدنين بشكل عشوائي وكل المارة في الشارع وليس الكنيسة فقط، عقب الحادث، موضحًا أنهم في البداية كانوا يستهدفوا الأقباط داخل الكنيسة لاسيما أثنار خرجهم، لكن الأعداد داخل الكنيسة كانت قليلة في هذا التوقيت، والأمن تعامل بحزم.
وتوقع المتخصص في الشأن الكنائسي، إلى أن فاعل هذه الوقعة من الممكن يكون تنظيم داعش، لكن أصابع الاتهام بشكل كبير تشير لجماعة الإخوان "كتائب حلوان"، وهو معروف عملها منذ فترة طويلة، وهذه ليست أول واقعه كنائس في حلوان، فمن قبل كان استهداف كنائس الشرطة بذات المكان.
توقع تكرار الحادث خاصة في القرى وأردف "شكري"، أن منطقة حلوان بحاجة لجهد كبير جدًا من قوات الأمن، وأن ينشط الجهاز المعلوماتي الذي يسبق الحدث لمنع وقوع الحدث، متابعًا أن الشرطة تعاملت بشكل جيد بامكانيتها وأسفر عن ذلك شهداء من أفرادها.
وحذر "شكري"، من تكرار هذه العمليات الإرهابية الأيام القادمة، خلال احتفالات أعياد الميلاد، لأنها رسالة تحمل ضجة حول العالم، مشددًا على تأمين الكنائس في القرى لأن من السهل جدا استهدافها.
اليقظة الأمنية قال الكاتب والمفكر سليمان شفيق، إن قوات الأمن في هذا الحادث نجحت بشكل كبير في أنها انتقلت من رد الفعل للفعل لأول مرة، وتصبح المعركة خارج الكنيسة وليس داخلها، كما حدث من قبل العام الماضي.
وأضاف "شفيق"، في تصريح ل"الفجر"، أنه لابد من البدء سريعًا بالتصدي الثقافي والتعليمي، والإعلامي، لأن من غير المعقول الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح كنيسة من أكبر كنائس مصر يوم السادس من الشهر الجاري، في الوقت التي يخرج فيها مظاهرات في إحدى قرى أطفيح تستنكر ذلك، مشيرًا إلى أن الأمن وحده لا يستطيع التصدي لهذه العمليات دون الوعي.
وتابع: "أرجو أن يكون هناك تغير ثقافي جذري مثلما تغير الأمن، فالتنمية وحدها هي الحل الأمثل للقضاء على هذه الجماعات التي تخرج كل عام في نفس التوقيت لعمل هذه الوقائع".