بينما يواصل الإخوة المسيحيين توافدهم على الكنائس لأداء الصلوات احتفالًا بأعياد الميلاد، ويستعد المسلمون لأداء صلاة الجمعة، يتسلل إرهابيان لتنفيذ عملية إرهابية على كنيسة مارمينا في حلوان، قبيل صلاة الجمعة، بقليل. الإرهابيون دأبوا في الفترة الأخيرة على تنفيذ عملياتهم الخسيسة، خلال الأعياد والمناسبات العامة، وهذا ليس بجديد عليهم فهم يريدون أن يكون المصريين في حالة حزن متواصل لا ينسونه بسبب عيد سواء إسلامي أو مسيحي.
إرهابيان - "ذئاب منفردة" كما تصفهم الأجهزة الأمنية - استقلا دراجة بخارية "موتوسيكل" وقصدا كنيسة مارمينا العجايبي في حلوان، أحدهم ارتدا حزامًا ناسفًا والأخر بحوزتة سلاح آلي وذخيرة حية وقنابل، تولى قيادة الدراجة، ودخلا من الشارع الغربى إلى شارع أحمد بدوي على ناصية الكنيسة، وترجلا من الدراجة البخارية.
المتهمان توجها إلى الكشك الأمني، وأطلقا صوبه ما بين 12 إلى 15 طلقة نارية، وبادلتهما قوة تأمين الكنيسة إطلاق النيران حتى أصيب آميني شرطة ومجند بطلقات نارية.
عملية الهجوم استغرقت ما يقرب من نصف ساعة، تمكنت قوات الأمن من ضبط أحد منفذي الهجوم وقتلته، بينما فر الآخر ولاحقته قوات الأمن حتى ضبطته في النهاية. إمام مسجد الدسوقي، في المنطقة التي تقع فيها الكنيسة، استخدم الميكرفون ونادى في أهالي المنطقة للخروج إلى الكنيسة لحمايتها من الهجوم الإرهابي ومساعدة رجال الأمن، قائلًا: "الحقوا يا أهل المنطقة إرهابيين دخلوا الكنيسة"، ومن ثم توجه الأهالي إلى الكنيسة وحاصروا الإرهابيين، حتى وصلت الشرطة.
الإرهابي الآخر، حوصر في المنطقة المحيطة بالكنيسة، ووصل الأهالي إلى الشارع الذي يتواجد به وحمل مواطن السلاح الآلي الذي كان برفقة فرد الأمن ومن ثم تبادل إطلاق النار مع الإرهابي حتى وصل أحد ضباط المباحث وحصل على السلاح من مواطن ومن ثم تولى إطلاق النار على الإرهابي، بينما تفقد الأهالي فرد الأمن الملقى على الأرض بجوار كشك أمني كان يقف به.
عمليات تبادل إطلاق النار استمرت عدة دقائق ومن ثم وصل الإرهابي إلى باب الكنيسة، نتيجة استخدامه الرصاص العشوائي، ولكن باب الكنيسة كان مغلقًا بفعل المتواجدين فيها، ومن ثم غادر المكان حتى قبضت عليه قوات الشرطة.
وأعلنت الكنيسة عن أسماء الشهداء الذين وقعوا جراء الحادث وهم: عماد عبد الشهيد 45 سنة، صفاء عبد الشهيد 43 سنة، وديع القمص مرقس 65 سنة، ايفلين شكر الله 52 سنة، وجيه إسحق 90 سنة، رضا عبد الرحمن 45 سنة من القوة الأمنية.
لم تكن كنيسة مارمينا العجيبي، المستهدفة فقط، حيث وقع هجوم ثانٍ في منطقة "أطلس" على محل يملكه أقباط بجوار كنيسة الأنبا أنطونيوس، نفذه اثنين ملثمين على دراجة نارية، وأسفر عن استشهاد مالكي المحل روماني شاكر وعاطف شاكر.
من جانبها قالت وزارة الداخلية، إنه صباح اليوم الجمعة، تصدت الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مار مينا بحلوان لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمنى الخارجى للكنيسة، حيث قامت القوات بالتعامل الفورى معه ونجحت فى إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلى و5 خزينة "150 طلقة" وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، وأسفر ذلك عن إستشهاد أمين شرطة و6مواطنين وإصابة 4 آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج . وأكدت الوزارة، في بيان لها، صدر منذ قليل، أن المعلومات تشير إلى أن الإرهابي المشار إليه كان يستهدف اختراق النطاق الأمنى من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك. الإرهابى المشار إليه من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية والتى أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين. ويشار إلى أن الإرهابى كان قد أطلق عدد من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة مما أسفر عن إستشهاد مواطنين كانا داخل المحل، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.