تناولت الصحف الخليجية اليوم السبت عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الخليج"بالأصابع القطرية في سيناريو اغتيال الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، وكذلك ما أشارت إليه صحيفة "الإمارات اليوم" عن الانتهاكات الكبيرة التي تتعرض لها العمالة الوافدة في قطر. سيناريو اغتيال صالح نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا كشفت فيه تفاصيل جديدة عن تورط قطر في مقتل الرئيس اليمني الراحل، علي صالح، مؤكدة أن الدوحة رصدت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار "37 مليون ريال سعودي" للقيام بعملية الاغتيال، تجنباً لكشف الأسرار التي كان يملكها الرئيس السابق. ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن مصدر موثوق، أن عملية التصفية سبقتها مداهمات وملاحقات المقربين منه، لإخفاء وثائق تدين "نظام الحمَدين". وفضح المصدر التورط القطري في مقتل صالح، من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، مشيراً إلى أن الدوحة تدخلت في الشأن اليمني منذ وقت مبكر تحت مزاعم الوساطة، قبل أن تباشر في دعم الحوثيين بكل قواها لقتل علي صالح. وأوضح المصدر، أن من أوائل الجهات المحتفية بمقتل صالح هي قطر، وهي السابقة في تحريضها الإعلامي والميداني، واللوجستي لملاحقة وقتل اليمنيين، لافتاً إلى أن كل الخراب في اليمن جاء بتخطيط مسبق منها، فيما أبانت مصادر أخرى متعددة، أن عملية اغتيال صالح تتشابه مع سيناريو مقتل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وأوضح المصدر أن الدوحة كانت تحرص على تعقب أماكن صالح لتصفيته، خاصة بعد إعلانه فض الشراكة مع الحوثيين، وخشية قطر من افتضاح مشروعها التخريبي في البلاد عبر الوثائق التي يملكها، في وقت سبق للرئيس الراحل أن قام بفضح وتعرية الأجندة القطرية في بلاده، عقب الاجتماع مع أميرها السابق، حمد بن خليفة، ومطالبته بترك دعم تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن الدوحة كانت حريصة على تفتيش منزل صالح أثناء قتله، مثلما قامت بنفس العملية بمنزل القذافي وسرقة جميع محتوياته، خشية العثور على أدلة تثبت وتدين تورطها في قضايا متعددة كان صالح يعرفها جيداً، مشيراً إلى أن النظام القطري لم يكتف بذلك فقط، بل يعكف على ملاحقة جميع المقربين من صالح وتصفيتهم خشية كشف أمره وسياسته في البلاد. وأكد المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، أن النظام القطري لا يراعي حرمة الدماء، بل يسعى إلى تمرير أجندته الخفية، سواء اتفق مع الأنظمة العربية أو اختلف معها، مبيناً أن الدعم القطري للفوضى في ليبيا لا يزال ينعكس سلباً على الأوضاع الأمنية والسياسية والمعيشية في البلاد. وأوضح المحلل السياسي، ضرار الفلاسي، أن الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياًوقطرياً، قامت بفبركة عملية اغتيال صالح، بعد تصفيته داخل بيته، لافتا إلى أن الرئيس الراحل كان يملك مخزوناً من المعلومات التي تثبت تورط قطر في الإرهاب باليمن، واصفاً إياه بالصندوق الأسود. وتوقع الفلاسي أن تكون عملية الاغتيال، بسبب فضه الشراكة مع الحوثيين، وفضحه للمشروع الفارسي الخطير في بلاده قبل أيام قليلة من اغتياله، مؤكداً وجود ترابط قوي بين المخطط الإيراني والمال القطري والتنفيذ الحوثي في البلاد. لجان "قطر الحقوقية" تتغاضى عن انتهاكات الدوحة ونشرت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرًا عن ما قامت به الشبكة العربية "الموازية" للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان من إرسال معلومات إلى المدير التنفيذي لمنتدى آسيا والمحيط الهادئ، كارن فيتر باترك، وإلى المشاركين في اجتماع الدورة ال22 لمنتدى آسيا والمحيط الهادئ بالعاصمة التايلاندية بانكوك، تقريراً بشأن حالة حقوق الإنسان المتردية والخطيرة في دولة قطر. وتحدث التقرير عن صمت وتواطؤ اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية برئاسة علي بن صميخ المري، عن الانتهاكات الكبيرة التي تتعرض لها العمالة الوافدة في قطر، خصوصاً في المنشآت الرياضية لكأس العالم 2022، وكذلك طرد وسحب جنسيات عدد كبير من القطريين بسبب موقفهم السياسي المعارض لفساد وظلم السلطة في قطر. وأوضحت الشبكة أن المري استغل في اجتماع الدورة ال22 بالعاصمة التايلاندية، اسم المنتدى والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان سياسياً وحقوقياً وإعلامياً للدفاع عن نظامه القطري، وشددت الشبكة على أهمية تعاون المؤسسات الوطنية في الدفاع عن القضايا الإنسانية والتصدي لدول وجماعات تقف وراء الإرهاب العالمي، كما أن لجاناً وطنية مثل الموجودة في قطر لحقوق الإنسان هي حكومية ولا تتمتع بالاستقلالية، كما أنها لا تلتزم الحياد حينما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان، بل بكل علانية تدافع وتقف مع الحكومة القطرية، ولا تقوم بكشف ورصد وإدانة ممارسات وسلوكيات وانتهاكات كثيرة للحكم في قطر ومساسه بالحقوق التي كفلتها للإنسان كل المواثيق والمعاهدات الدولية. كما تحدثت الشبكة في رسالتها عن حرمان الأمهات والآباء من البقاء مع أبنائهم وأطفالهم، بالإضافة إلى انتهاكات الحكومة القطرية بسحب الجنسيات من أعداد كبيرة من قبائل الغفران وآل مرة. وقالت الشبكة (الموازية): إن انتهاكات قطر تتواصل أكثر إعلامياً عبر قناة الجزيرة، التي تعزز خطاب الكراهية والتحريض على العنف والإرهاب، الذي بات يهدد حياة الناس في العالم. إيران تتغلغل وتسيطر على مفاصل الاقتصاد القطري كما نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا عن توغل إيران في اقتصاد قطر، التي تكبدت خسائر اقتصادية فادحة؛ بعد نحو ستة أشهر من المقاطعة التي تفرضها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على الدوحة منذ يونيو الماضي؛ بل زاد تزايد التوسع الإيراني في الأسواق القطرية؛ من أجل السيطرة على قطاعات الاتصالات والنقل والصناعات الغذائية. وبعد نجاحها في السيطرة على عقول حكام الدوحة، وتحريك "تنظيم الحمدين" حسب أهوائها ومصالحها، نجحت طهران أيضاً في السيطرة على جميع مفاصل الاقتصاد القطري والاستحواذ على مقدراته، والتحكم في جميع قطاعاته. وحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد بدأ الإيرانيون استغلال السوق القطرية، مع بداية إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر، بتصدير المنتجات الفاقدة لمعايير الجودة والبضائع ذات التغليف غير الصحي والمواد الغذائية التالفة والسامة، وقال تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تريبيون" الإيرانية على موقعها الإلكتروني، إن طهران صدرت سلعاً غير نفطية بقيمة 139 مليون دولار إلى قطر خلال الأشهر السبعة حتى 22 أكتوبر الأول، مسجلة زيادة ملحوظة بلغت 117.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات إدارة الجمارك الإيرانية "إيريكا". وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى أن منتجات البيتومين والمواد الغذائية والزراعية تمثل الجزء الأكبر من الصادرات، وتشير بيانات إدارة الجمارك الإيرانية إلى نمو مطرد في قيمة الصادرات غير النفطية إلى قطر خلال الأشهر الأربعة الأولى بعد المقاطعة العربية، كما صدرت إيران منتجات غير نفطية بقيمة 50 مليون دولار إلى قطر خلال شهر واحد.