أكد ألبرت موشنغا، مفوض الاتحاد الأفريقي للتجارة والصناعة، أن أفريقيا تسير فى الطريق الصحيح لإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية رغم تزايد موجه التراجع الحالى عن مفهوم التعددية. وقال موتشانغا، خلال الكلمة التى ألقاها فى منتدى التجارة والتنمية الذى عقده البنك الافريقى للتصدير والاستيراد "افريسكيمبانك" تحت عنوان"منطقة التجارة الحرة الافريقية"، أن ما يشهده العالم من تغييرات أدى الى زيادة الحاجه إلى وجود اقتصادات إقليمية قوية. وأشار، على سبيل المثال، إلى أنه على الرغم من فشل منظمة التجارة العالمية في التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة متعددة الأطراف ، الا أن هناك العديد من الدول لاتزال تتقدم بطلب للانضمام إلى تلك المنظمة العالمية، كما لا يوجد دول تطالب بمغادرتها. وأوضح موشانغا أن إنشاء اتفاقية منطقه التجارة الحرة الافريقية قد انبثق عن رؤية الاتحاد الأفريقي لتحقيق أفريقيا المتكاملة والمزدهرة والمتمتعة بالأمن والسلام، مدفوعه بارادة مواطنيها الذين يمثلون قوة ديناميكية في النظام العالمى. وأشار إلى أنه مع وجود أكثر من 1.2 مليار شخص يعيشون فى القارة الافريقية، وتمثل الطبقة المتوسطة سريعه النموجزءا هامًا من التركيبة السكانيه لدول القارة، كما يصل اجمالى الناتج المحلى الى أكثر من 3.4 تريليون دولار، حيث تعتبر القارة من أكبر 10 اقتصادات في العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي، لذا كانت منطقة التجارة الحرة الافريقية مشروعًا مجديًا وهامًا يعطى فرصًا واسعة لزيادة التبادل التجارى ومن المتوقع ان تكون هذه المنطقه من أكبر المناطق التجارية الحرة على مستوى العالم من حيث عدد السكان. وقال إن اتفاقية التجارة الحرة تساهم فى تحقيق الاستقرار الاقتصادى والنمو فى افريقيا وتعمل على معالجة العديد من قضايا السياسات التجارية وتسهيل حركة التبادل التجارى وزيادة القدرات الانتاجية والمعلومات على مستوى القارة. وتتصدى المنطقة أيضًا لتحدي تطوير الهيكل التجارى الأساسى فى دول القارة، بما في ذلك حرية تنقل الأشخاص وحرية حركة رأس المال وحق تأسيس الشركات. وقال الدكتور بنديكيت أوراما، رئيس البنك الافريقى للتصدير والاستيراد "أفريكسيمبانك"، أن وصول مفاوضات منطقة التجارة الحرة الافريقية الى نهايتها في الوقت المحدد يؤكد التزام رؤساء الدول الافريقية بتحقيق الوحدة والتكامل الإقليمي. وأشار "أوراما" إلى أن التقدم الذى حققته منطقه التجارة الحرة الافريقية في وقت يتعرض فيه مفهوم التعددية للهجوم في العديد من التكتلات الاقتصادية الرئيسية، مما يثير العديد من الأسئلة بشأن مستقبل هذه المنطقة في ظل البيئة العالمية الجديدة. وقال "على الرغم من أن السرعة التي أبرم بها اتفاق منطقة التجارة الحرة الافريقية يشير إلى تفضيل دول القارة لخيار الوحدة، إلا أننا يجب أن نضع في اعتبارنا أن تحقيق الهدف النهائي والمتمثل فى تعزيز دور أفريقيا في التجارة العالمية قد يواجهه مزيد من الصعوبات في ظل الموجة الحالية من تزايد اجراءات الحماية التجارية التي تجتاح العديد من الأسواق". وتتضمن المنتدى حفل تكريم للسفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية والذى سيتولى منصب الممثل المقيم لمصر فى الأممالمتحدة. وشارك فى المنتدى عدد من سفراء الدول و أعضاء السلك الدبلوماسي في مصر، وكبار المسؤولين، وممثلي القطاع الخاص، ورؤساء عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية، وممثلى وسائل الإعلام. ويسعى منتدى التجارة والتنمية الذى يعقده أفريكسيمبانك لتعزيز عملية تبادل الخبرات والمعلومات حول مسارات التجارة والتنمية في أفريقيا وتوفير منصة لمناقشه قضايا التمويل التجارى، مع تعزيز دور البنك كفاعل رئيسى في مجال اقتصاديات التنمية والتجارة.