* ماجدة واصف استقالت من "القاهرة السينمائي" قبل انطلاق الدورة 39 * اختيار الإدارة الجديدة للمهرجان متروك لوزارة الثقافة * لا يمكن "خصخصة" أو بيع" القاهرة السينمائي ل dmc * dmc ليس عندها الخبرة السينمائية الكافية لإدارة المهرجان * تعاقدنا مع dmc على الشراكة لمدة عام واحد * "القاهرة السينمائي" خسر بعض الأفلام وأخذ البعض الأخر من مهرجانات أخرى * أفلام "أفاق السينما العربية" تشهد إقبالا جماهيريا أكثر من "سينما الغد" و"أسبوع النقاد" * هذه أسباب عدم مشاركة "شيخ جاكسون" في المسابقة الرسمية للمهرجان
يتوجه برنامج "آفاق السينما العربية" برئاسة الناقد الفني أحمد شوقي، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال39، إلى الثراء الفني المتمثل في مشاركة 8 أفلام من دول سوريا، الكويت، لبنان، تونس، المغرب وفلسطين، تعبر موضوعاتها عن العديد من الثقافات العربية، منطلقة من "القاهرة" عاصمة الفن في العالم، خاصة بعد غياب الفيلم المصري، عن المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، هذا العام.
"الفجر الفني" حاور أحمد شوقي، حول أهم تفاصيل برنامج "آفاق السينما العربية"، وتوقعاته للأفلام الفائزة في نهاية الدورة ال39، وأهم المستجدات التي طرأت عليها هذا العام، وإلى نص الحوار.
ما تعليقك على نبأ استقالة د. ماجدة واصف رئيس المهرجان؟ أمر التقدم بالاستقالة ليس جديد أو طارئ، فالدكتورة ماجدة واصف اتخذت قرارها قبل انطلاق فعاليات الدورة الحالية، وأبدت رغبتها في عدم تجديد تعاقدها على رئاسة المهرجان في العام القادم، ونحن كفريق إدارة وبصفتي نائب المدير الفني للمهرجان، مكلفون بإنهاء أعمالنا إلى ما بعد ختام الفعاليات في 30 نوفمبر، لأن مسؤوليتنا المادية والأخلاقية تشمل عودة نسخ الأفلام والضيوف الأجانب إلى بلادهم، ودفع المستحقات المالية للجهات التي تعاملنا معها، بعدها نكون قد أنهينا تعاقدنا مع المهرجان بشكل رسمي.
هل تتفق مع الآراء التي قالت إن dmc ستتولى إدارة المهرجان؟ لا اتفق بالطبع، فالسيد حلمي النمنم وزير الثقافة، يكلف من يراه أجدر بمنصب رئاسة "القاهرة السينمائي" سنويا، أي لا يكون هناك اتفاق على تولي شخص أو جهة محددة إدارة المهرجان بشكل مسبق، وأنا لا استطيع أن أتوقع الإدارة الجديدة للمهرجان، بعد استقالة ماجدة واصف، ولكن الأمر متروك لقرار الوزارة، ورؤيتها في اختيار الرئيس الجديد.
وما رأيك فيما يتردد عن بيع المهرجان ل dmc? اختلف مع ذلك، ولا يوجد شئ اسمه "خصخصة أو بيع المهرجان" لشخص أو جهة بعينها، المهرجان تابع لوزارة الثقافة وسيظل هكذا، ولكن هناك أسلوب متبع يسمى بعقود الرعاية أو الشراكة، وهذا التعاقد يشمل بنودا واضحة، لرعاية المهرجان إعلاميا أو دعمه ماديا، وخلاله يشارك الراعي في ميزانية المهرجان، ولكن أتمنى أن يكون التعاقد للدورة القادمة، له شروط أوضح.
كيف رأيت أثر هذه الشراكة على المهرجان هذا العام؟ اعتبر أن شراكة شبكة قنوات dmc الفضائية، للمهرجان هذا العام، تجربة نتج عنها الكثير من الإيجابيات مع وجود بعض السلبيات، ولكن الأثر واضح بالطبع، من حيث جودة التنظيم وحضور الضيوف الأجانب والعرب خلال حفل الافتتاح، وهذا يأتي ثمرة لمجهودات الإدارة لإظهار المهرجان بشكل لائق، ولكن لا ينفي احتياجه لإعادة ترتيب أوراق لتجنب سلبيات الدورة الحالية.
وفي جميع الأحوال فشراكة dmc لمهرجان القاهرة السينمائي يعد أضخم تعاقد تم في تاريخ المهرجان، حيث كان الأمر يقتصر على وجود راعي رسمي مقابل مبلغ مادي متفق عليه، وعلى جانب أخر، أجد أن dmc تولت تنظيم أحداث فنية أكبر، مثل مهرجان شرم الشيخ السينمائي، لكنها لا تمتلك الخبرة السينمائية الكافية، للمشاركة في إدارة "القاهرة السينمائي"، وظهرت بعض السلبيات خلال حفل الافتتاح، أهمها سياسة توجيه دعوات الحضور للضيوف.
ما حقيقة استمرار شراكة dmc للمهرجان لمدة 3 سنوات؟ اعتقد أن الاتفاق النهائي والذي تم التعاقد عليه، أن تكون الشراكة لمدة عام واحد، خلال الدورة 39 فقط.
ماذا عن رئاستك لبرنامج "آفاق السينما العربية"؟ تشرفت باختياري لرئاسة البرنامج هذا العام، خاصة بعد اعتذار الزميل أحمد حسونة عن استكمال دوره كرئيس للبرنامج، نظرا لظروف سفره خارج مصر، وهو ما أحدث ارتباكا بين الإدارة، لعدم إتاحة الوقت لاختيار رئيس جديد، حتى أنني استعنت ببعض الأفلام التي اختارها "حسونة" للمشاركة في البرنامج، وفوجئت بالإقبال الجماهيري على العروض، بالمقارنة ببرنامجي "سينما الغد وأسبوع النقاد" خاصة في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، والتي تضع لافتة "كامل العدد" يوميا.
وكيف تم اختيار الأفلام.. وما توقعاتك للفائز منها؟ معيارنا الأساسي كان "الجودة"، إضافة إلى تنوع الأفلام بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي وغيره، أما عن الأفلام الفائزة، فلم استطع أن أتوقع ذلك، لأننا ما زلنا نواصل عروض الأفلام، ولكني حرصت على انتقاء أعضاء لجنة التحكيم المكونة من المخرج الأردني محمود السماد، مدير التصوير أحمد المرسي، والفنانة التونسية ريم بن مسعود، وواثق في اختيارهم للأفضل، وفي المجمل أنا راض تماما عن جميع الأفلام المشاركة هذا العام.
هل حال ضعف ميزانية المهرجان دون ضم بعض الأفلام؟ بعيدا عن الميزانية الخاصة بالمهرجان، فهناك قاعدة تنظم شراء الأفلام التي يتم مشاركتها، والتي لا تزيد عن مبلغ 2000 يورو، وفي نفس الوقت،وقد يحدث أن تستبعد بعض الأفلام، بسبب مغالاة صناعها أو تفضيل مشاركتها في مهرجانات سينمائية تشارك "القاهرة السينمائي" في نفس المساحة الزمنية، مثل "دبي" أو "الجونة" أو "قرطاج"، وهذا يقوم على الكثير من العناصر، غير المقابل المادي لعرض الفيلم، وفي النهاية فكما خسرنا أفلام في هذه الدورة أخذنا أفلام من مهرجانات أخرى.
وما أسباب عدم مشاركة فيلم "شيخ جاكسون" في المسابقة الرسمية؟ رشحنا فيلم "شيخ جاكسون" للفنان أحمد الفيشاوي والمخرج عمرو سلامة، للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام، ولكن حالت الظروف دون ذلك، بسبب التزام صناع الفيلم بموعد عرض محدد، قبل أكتوبر الماضي، بسبب ترشحه لجائزة الأوسكار، ولكني شخصيا أقدر هذا الفيلم، وسعيد بمشاركته في عروض "بانوراما السينما المصرية"، خلال الدورة الحالية، وقبلها عرضه خلال مهرجان الجونة السينمائي الدولي، في دورته الأولى.
ما رأيك في مصطلح "أفلام المهرجانات"؟ لا أحبذ مصطلحات "أفلام المهرجانات" والأفلام "المستقلة أو المغايرة"، فهناك فيلم جيد وفيلم أقل جودة، ويوجد أيضا أفلام لها توجه تجاري واضح، وتصنع للجمهور، من أجل تحقيق الإيرادات بدور العرض السينمائي، وتلك الأفلام لا يتعامل صناعها مع مهرجان القاهرة السينمائي أو غيره، وهناك أفلام أخرى تكون المشاركة في المهرجانات الدولية أحد أهداف صناعها.
هل ترى أن الفيلم المصري أصبح مطلوبا في المهرجانات الدولية؟ لا يمكن الجزم بذلك، فالفيلم الجيد بصرف النظر عن جنسيته يجد مكانه ومساحته من التقدير حول العالم، والسينما المصرية تنتج حوالي 40 فيلما سنويا، وهذه الأفلام تتنوع مستوياتها الفنية، وهناك بعض النماذج الجيدة لأفلام مصرية شاركت في مهرجانات دولية وعالمية مثل لوكارنو ودبي وكان في فرنسا، وأبرزها: "شيخ جاكسون"، "اشتباك"، "الماء والخضرة والوجه الحسن"، و"علي معزة وإبراهيم".