قالت جماعة نشطين ان القوات السورية قتلت 15 مدنيا في مدينة حمص يوم الاربعاء رغم نداءات دولية تدعو الرئيس بشار الأسد لإنهاء الحملة الدامية ضد المحتجين على حكمه. وقالت الولاياتالمتحدة ان العالم يراقب سوريا "بفزع" وفرضت عقوبات على مصرف سوري وشركة لتشغيل الهاتف المحمول. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أوفد وزير خارجيته الى دمشق يوم الثلاثاء لحث الاسد على إنهاء إراقة الدماء ان سوريا "تصوب مدافعها نحو شعبها".
وتقول منظمات حقوقية ان 1700 مدني على الاقل قتلوا منذ تفجر الانتفاضة ضد حكم الاسد في مارس اذار. وتقول سوريا ان 500 من جنود الشرطة والجيش قتلوا.
وقال التلفزيون الحكومي ان الجيش انسحب من مدينة حماة بعد حملة استمرت عشرة أيام أشارت تقارير الى ان عشرات الاشخاص قتلوا فيها. وعرض التلفزيون لقطات لقوات تغادر مدينة أدلب الشمالية.
لكن المرصد السوري لحقوق الانسان قال ان قوة مدرعة قتلت 15 مدنيا على الاقل في هجوم على منطقة باب عمرو السكنية في حمص مساء يوم الاربعاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لرويترز ان المنطقة تشهد مذبحة. ونشرت القوات في حمص التي تبعد 165 كيلومترا شمالي العاصمة دمشق منذ ثلاثة أشهر وسيطرت على الميدان الرئيسي بعد احتجاجات ضخمة تطالب بوضع نهاية لحكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما.
وقال عبد الرحمن ان شخصين قتلا في ضواحي دمشق بينما قتلت امرأة في وقت سابق عندما اقتحمت قوات ودبابات بلدتين شماليتين قرب الحدود التركية.
وحظرت سوريا على وسائل الاعلام المستقلة دخول حمص وبقية سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الارض.
وقال البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يعتقد ان سوريا ستكون افضل حالا بدون الاسد وان الولاياتالمتحدة تعتزم الاستمرار في الضغط على الحكومة السورية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الانتقادات الدولية للاسد تتزايد بسبب "أفعاله الشائنة".
واضاف "نحن جميعا نراقب بفزع ما يفعله بشعبه."
وفي وقت سابق اعلنت وزارة الخزانة الامريكية فرض عقوبات جديدة على سوريا تستهدف البنية الاساسية المالية التي تساعد في دعم حكومة الاسد.
وقالت الوزارة انها تستهدف المصرف التجاري السوري وهو مؤسسة مالية مملوكة للدولة وفرعه في لبنان المصرف التجاري السوري اللبناني بموجب أمر رئاسي يستهدف الجهات المسؤولة عن انتشار أسلحة الدمار الشامل وداعميها.
كما استهدف القرار شركة سيريتل أكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سوريا بموجب قانون منفصل يستهدف المسؤولين السوريين وغيرهم من المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.
وقال رئيس الوزراء التركي انه يتمنى أن تتخذ سوريا خطوات للاصلاح السياسي الذي وعدت به خلال عشرة أو 15 يوما.
ويواجه الاسد الذي يخضع بالفعل لعقوبات غربية ضغطا دوليا متزايدا لكبح جماح العنف بعد أن دعت ثلاث قوى في المنطقة صراحة الى التغيير هذا الاسبوع مما جعل ايران الحليف الوحيد المتبقي لسوريا.
وأدانت السعودية العنف واستدعت سفيرها بينما قالت الحكومة المصرية الجديدة التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط ان سوريا تقترب من "نقطة اللاعودة".
وأجرى أوغلو يوم الثلاثاء محادثات مع الأسد استمرت لأكثر من ثلاث ساعات للسعي لإنهاء أعمال العنف وإجراء انتخابات وحوار مع المعارضة.
وردا على ذلك قال الأسد في التصريحات التي نقلتها الوكالة العربية السورية للانباء ان "سوريا لن تتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين ومصممة على استكمال خطوات الاصلاح الشامل."
وقال الاسد لوفد من مسؤولين من الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ان سوريا ستكمل اصلاح الدستور بحلول مارس اذار من العام القادم وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الانتخابات البرلمانية ستجري هذا العام.
وقالت المجموعة في بيان أصدرته بعد المحادثات "المعلم كرر القول بأن سوريا ستصبح ديمقراطية حرة متعددة الاحزاب قبل نهاية العام."
وفي مدينة دير الزور بشرق البلاد تحدث سكان عن اطلاق نار كثيف بينما كانت القوات تنتشر في أنحاء عاصمة المحافظة وتقوم باعتقالات وتقصف مسجدا وتلقي على المباني شعارات مؤيدة للأسد.
وقال شهود يوم الأربعاء ان الدبابات والمدرعات انتشرت في أنحاء المدينة. وأضافوا أن السكان تراجعوا عن توعد سابق بمقاومة أي هجوم للجيش بالقوة.
وقال أحد السكان "اتخذ سكان دير الزور قرارا جماعيا بعدم المقاومة لعدم إعطاء ذريعة للسلطات بنشر دعايتها عن وجود ارهابيين وجماعات مسلحة."
ومضى يقول "نسمع صوت الأسلحة الآلية والقذائف" مضيفا أنه سمع أن الجنود وضباط المخابرات العسكرية معهم قائمة من 364 شخصا يلاحقونهم.
وقال سكان آخرون ان الجيش قصف مسجد عثمان بن عفان حيث اندلعت الاحتجاجات للمرة الاولى. وعرضت قناة الجزيرة الفضائية لقطات أظهرت الثلث الاعلى من مئذنة يتحطم على الارض بعد قصفه.
وقال الساكن انه رأى جنودا يلقون شعارات مؤيدة للاسد على المنازل مثل "الاسد وبس" و"الشعب يريد دخول الجيش".
وتنفي السلطات وقوع هجوم على دير الزور. وتقول انها واجهت هجمات منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار وألقت باللوم في مقتل مدنيين على مسلحين مخربين. (رويترز)