كشف محللون ل"سبوتنيك"، أن خطة الهند لزيادة الوجود العسكري على طول الحدود مع الصين ستضيف إلى عدم الاستقرار في المنطقة ويمكن تفسيرها على أنها إشارة مقلقة من بكين. وعلاوة على ذلك، تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الهند، والتي كانت بالكاد مصادفة. وقال بيوتر توبيشكانوف، المحلل بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم لوكالة سبوتنيك الصينية، إنه بالرغم من تطور الوضع في منطقة الهيمالايا بطريقة يمكن التنبؤ بها فإن "احتمال وقوع اشتباكات عسكرية بين الوحدات الهنديةوالصينية يزداد" في إطار هذا التنبؤ. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة التايمز الهندية، أن الحكومة الهندية تبحث بناء 50 موقعا استيطانيا حدوديا جديدا على طول الحدود الهنديةالصينية التي يبلغ طولها 3.488 كيلومترا. وذكر التقرير أنه سيتم نشر أربع كتائب إضافية تضم أكثر من 4 الآف جندي في منطقة الحدود. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليل التوترات وتحسين التنسيق في المنطقة. وقال يانج بيان، وهو باحث في جامعة الاتصالات الصينية، إن الأنشطة العسكرية للهند يمكن أن تخلق تهديدات جديدة للصين. وأضاف يانج، "على الرغم من أن المواجهة الحدودية بين الصينوالهند قد تم تسويتها الآن، إلا أن هناك نزاعا إقليميا، وأن الهند تعزز وجودها العسكري في المنطقة، وأن بناء المزيد من المواقع الحدودية هو جزء من هذه الخطة". وأوضح، أن بكين تزيد أيضا من قدراتها العسكرية كنتيجة، نتيجة لسيطرتها على الحدود، اقترح المحلل أن تقوم الهند ببناء قواتها العسكرية، اعتمادا على الافتراض بأن "المواجهة مع الصين ستكون طويلة الأمد". وقال المحلل، "إن الوضع في المنطقة ما زال غير مستقر وإن المزيد من المواقع الحدودية الهندية سوف تزيد من تهديد الهند للسيطرة على الأراضى الصينية". وفي الوقت الحالي، هناك 176 موقعا استراتيجيا على الحدود الهنديةالصينية، وأن الحكومة الهندية قد اعتبرته وقت كبير في بناء جسورها العسكرية ضد الصين. وتشمل المبادرة على وجه الخصوص نشر قوات قادرة على القتال في المناطق الجبلية في المنطقة الحدودية، فضلا عن نشر نظم أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ أكاش المضادة للطائرات المنتجة محليا. ويبدو أن خطة بناء نقاط حدودية جديدة تشكل جزءا من الاستراتيجية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الإجراء أعلن بعد ثلاثة أشهر من المواجهة بين القوات الهنديةوالصينية في دوكلام. وأشار توبيشكانوف، إلى أن الخطة أعلنت اليوم أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وصل إلى نيودلهي، الأمر الذي يمكن اعتباره رسالة للحكومة الصينية. وأضاف، "أن الهند تريد أن تظهر للصين أن أعمالها تتفق مع مصالحها الوطنية وأن هناك تفاهما حول هذه المسألة بين الحكومة الهنديةوواشنطن. وأوضح المحلل، "تعكس الاستراتيجية الهندية [الخاصة بالصين] السياسة الأمريكية، بما في ذلك إنشاء شبكة من القواعد العسكرية حول الصين وردع بكين بكل الوسائل المتاحة. وبطبيعة الحال، فإن هذا يمكن أن يثير استجابة صعبة من قبل الصين". وذكرت وكالة أنباء الأسوشيتد برس، أن رحلة تيلرسون إلى أفغانستان وباكستان والهند تهدف إلى تعزيز استراتيجية واشنطن الجديدة لجنوب آسيا. والهند لا تريد أن تكون جزءا من أي تحالف عسكري، وخاصة من التحالف الافتراضي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد الصين. بيد أن الهند لديها موارد عسكرية محدودة لاتخاذ إجراءات مستقلة في منطقة الهيمالايا وفي المحيط الهندي ويمكنها أن تنظر في الانضمام إلى الجهود الأمريكية لردع الصين.