شغل منذ أمس بال المهتمين بأخبار الميديا والتلفزيون، نبأ واحد، وهو عودة الإعلامي محمود سعد، لشبكة تلفزيون النهار، وهو الخبر الذي يؤكد على أن "النهار"، قادرة على زيادة عدد نجومها، وضم العديدين لها، لتجديد محتواها البرامجي، والتصدي للأزمات. لم يكن النبأ مجرد مفاجأة فقط، بل هو ردٌ ذكي ومحنك، من "النهار"، على كل من تنبأ بتراجع القناة، أو بيعها، أو على أقل تقدير عدم قدرتها على المنافسة الإعلامية، وتعرضها لأزمات إدارية أو مادية، وخلافه، احتدت نبرة الهجوم على "النهار"، خلال الآونة الأخيرة، خاصة في إبريل الماضي، بعد انفصالها عن "cbc"، والشهر الماضي، بعد قرار الإعلامي خيري رمضان تركها والتوجه لجهة أخرى، ليترك مكانه فارغًا في جدول مواعيد "آخر النهار"، البرنامج الرئيسي للقناة الذي يضم وجوهًا إعلامية متنوعة، ومدارسًا مختلفة وهم جابر القرموطي، وخالد صلاح، ومحمد الدسوقي رشدي، ما خلق حالة أشبه بالترصد للقائمين على القناة، وانتظار وقوعها في أي لحظة، دون النظر لحقيقة أن القناة ترتكز على عدة دعامات تحقق لها النجاح، ليس فقط نجوم التوك شو، والتي نرصدها فيما يلي: إدارة الأزمات على عكس المثل القائل "الصيت ولا الغنى"، التزمت إدارة شبكة التلفزيون دائمًا على مبدأ العمل "الغنى الحقيقي"، فلم تلتفت لحالة الترقب الغريبة التي ينتظر فيها البعض تراجع القناة، والتي تدفعهم لنشر العديد من الأخبار أو الإشاعات والتنبؤات بتراجع القناة، عُقب كل مرحلة، أو ما يظنه البعض أزمة، مثلًا وقت انفصال القناة عن "cbc"، تزامنًا مع دخول الموسم الرمضاني، وعدم ضم القناة لمسلسلات "نجوم الصف الأول" كما يحب البعض وصفهم، رجح الكثيرون عدم اهتمام المشاهدين بما ستقدمه، وهو ما حدث عكسه تمامًا، حيث تصدر مسلسل "ريح المدام" قائمة المسلسلات الكوميدية، وكان ياسر جلال بطل "ظل الرئيس"، هو مفاجأة الموسم، حيث إنه فاجأ الجميع بدوره، وأدائه، وحتى قصة المسلسل، لتتصدر القناة بمسلسليها الحصريين عناوين الصحف عكس توقعات المتربصين. رد القناة أيضًا على مغادرة خيري رمضان، الذي انشق لجزئين الأول هو البيان الذي أصدرته "النهار" وقتها، توديعًا ل"رمضان"، بأسلوب راقي، حملت كلماته امتنانًا لأحد أبرز وجوهها الإعلامية في الآونة الأخيرة، مع التأكيد أن قرار انفصاله عنها وديًا، والثاني هو ضم محمود سعد لها، كواحدٍ من الوجوه التي نجحت في خلق صدىً واسعًا للقناة من قبل، وسبق الإعلان عن انضمامه أيضًا انضمام الإعلامية نجوى إبراهيم الاسم الأكبر والأشهر في تاريخ التلفزيون المصري، وهو المفاجأة التي أكدت أن "النهار" قادرة على إدارة ما يظهر للبعض بأنه "أزمات"، كان نوعًا من الحنكة الإدارية التي امتازت بها إدارة النهار، في العديد من المواقف التي تعرض لها. "النهار" ليست برنامجا واحدا لا تعتمد النهار على فكرة البرنامج الرئيسي، وإن ظهر أن "آخر النهار"، هو ركيزة القناة، إلا أن ذلك غير صحيح تمامًا، ف"النهار" تعتمد سياستها على الانتشار البرامجي، أكثر من فكرة البرنامج الواحد، فنجاح أكثر من برنامج، واكتساب كلٍ منهم جمهوره الخاص، ما يجعل القناة متعددة الروابط، وتقدم للجمهور أكثر من موضوع، ولا تعتمد على "توك شو" واحد، كقنوات أخرى شديدة المنافسة، فتقدم النهار "التوك شو"، بأكثر من مذيع له جمهوره، جابر القرموطي، وخالد صلاح، والدسوقي رشدي، ومؤخرًا دعاء فاروق التي ستقدم فقرة فيه كل جمعة، والتي تقدم برنامجًا مستقلًا "حياتنا"، الذي يتناول العديد من الجوانب الاجتماعية، والأسرية، والدينية، وكذلك "شارع شريف"، البرنامج الأسري الأنجح، نظرًا لنجاح شريف مدكور نفسه وشعبيته الكبيرة، وحب جمهوره له من السيدات والأطفال، وأيضًا لما يقدمه من محتوى مبهج وشامل في برنامجه، كذلك ريهام سعيد التي وبالرغم من موجات النقد اللاذعة التي تتعرض لها، إلا أن لا أحد ينكر دور "صبايا الخير" الاجتماعي في مساعدة الحالات والأطفال، سواءً كان بالعلاج، أو مناقشة القضايا الصادمة كونها حقيقة في المجتمع الذي يرفض تصديقها، وأيضًا "بنات وولاد"، برنامج الأطفال الوحيد حاليًا الذي يعتمد على تقديم قيمة تربوية ومعلوماتية لهم، ووجود أحمد أمين مقدم "في البلاتوه"، أحد أنجح البرامج ذات الطابع الكوميدي، كون مقدمها واحدًا من أشهر نجوم "السوشيال ميديا"، الذي نجحت "النهار" في الاحتفاظ به لثلاث مواسم متتالية، وحتى دعاء صلاح، استطاعت تحقيق جماهيرية كبيرة في برنامجها "مع دودي" بأفكارها "الغريبة". الهجوم لم يؤثر على النجاح في الوقت الذي يتم فيه الهجوم بشكل دائم على أي أفكار غير تقليدية، في برامج "النهار"، مثل "دودي شو"، أو "صبايا الخير"، تستمر تلك البرامج في الحفاظ على جماهيريتها وتقديم حلقاتها بينما يتبخر ذلك الهجوم.