أعلن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، هذا الأسبوع، أن صربيا يمكن أن تتلقى الغاز من خط أنابيب تركي اعتبارا من عام 2019. وفي حديث إلى "سبوتنيك"، قالت خبير الطاقة جيليكا بوتنيكوفيتش، إن بلغراد لم تجد بعد المال لبناء خط أنابيب من شأنه أن يربط بلدها مع بلغاريا، وأنه من غير الواضح كم سيكلف ذلك. وأضافت "بوتنيكوفيتش"، "سيكون من الجيد أن تكون تركيا مهتمة بتمويل بناء الساحة البلغارية وأن أنقرة تريد بالتأكيد الحصول على أكبر قدر ممكن من الغاز العابر عبر الأراضي التركية، فكلما زادت إمدادات الغاز زادت الإيرادات التي يمكن أن تحصل عليها تركيا". ووفقا لها، فإن بناء خطوط أنابيب الغاز له أهمية اقتصادية وسياسية، وهذا هو السبب في أن مشروع تيار تركيا يمكن أن يسهم في تطبيع العلاقات بين دول البلقان. ورددها الدبلوماسي الصربي السابق سريكو ديوكيتش الذي قال ل"سبوتنيك"، إن أنقرة تريد أن يصل مجرى تركي إلى وسط أوروبا. وقال إن "كل شيء يعتمد الآن على موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه هذا المشروع". وأضاف "دجوكيتش"، أن المفاوضات المتعلقة بالتيار التركي في بروكسل "ضرورية للغاية" لأن "من الواضح بشكل متزايد أن وسط أوروبا يدرس بناء خط أنابيب نورد ستريم 3". "في هذه الحالة، دول البلقان يمكن أن تبقى دون غاز، وهذه مشكلة خطيرة حقا، لأن السؤال هو بالفعل كيف توفر الحرارة لفصل الشتاء، الناس يذهبون حرفيا إلى الغابة، ويقطعوا الأخشاب ويبدأو في إشعال النيران لتدفئة أنفسهم كما لو كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت للتو". وقال "دجوكيتش" ايضا، إن تركيا تستطيع على الأقل تمويل الجزء الأوروبي من مجرى تركي بالرغم من العلاقات المتوترة بين الاتحاد الأوربى وأنقرة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن بروكسل حالت دون نقل الغاز الروسي من خط أنابيب سوث ستريم إلى مستهلكي دول البلقان. وأوضح "ديوكيتش"، "أنه سؤال كبير عما إذا كان اتحاد يضم خطوط أنابيب غاز على الأراضى البلغارية سيدعو تركيا للانضمام إلى المشروع، ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت أنقرة ستوافق على هذا النوع من التعاون". وقد أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن مشروع مجرى تركي خلال زيارته الرسمية لتركيا في أواخر عام 2014. تم تعليق المشروع في نوفمبر 2015 عندما تم إسقاط طائرة روسية من طراز سو -24 من قبل مقاتلة تركية من طراز F-16 في سوريا. بيد أن ذوبان العلاقات بين موسكووأنقرة بدأ في يونيو الماضي بعد اعتذار تركيا لروسيا. وفي أكتوبر 2016، وقعت موسكووأنقرة على اتفاق حكومي دولي ينص على بناء ساقين تحت الماء من خط أنابيب الغاز التركي في البحر الأسود. وتقدر القدرة السنوية لكل ساق لتصل إلى 15.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ومن المتوقع أن ينتهي العمل بوضع الأنابيب في أواخر عام 2019.