تسعى دويلة قطر، لمواجهة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بعرقلة فوز المرشحة المصرية لمنصب المدير العام لليونسكو السفيرة مشيرة خطاب، ذلك رغم اعتماد القمة الإفريقية، في شهر يوليو الماضي، في حين تستخدم الدوحة المال وأساليب التزوير، لدعم وفوز مرشحها، الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث. وتتنافس 7 دول على منصب الأمين العام للمنظمة وهي: الصين، وفيتنام، وأذربيجان، وفرنسا، ومصر، وقطر، ولبنان، بعد انسحاب مرشح العراق، لصالح المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، 73 عامًا.
صراع خصمين في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة، رسميًا ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، فضلًا عن الجولات الخارجية للدول الأعضاء في المجلس التنفيذى لليونسكو البالغ عددها 58 دولة، وهي الدول التي لها حق التصويت في انتخاب مدير عام اليونسكو.
وتشير تلك اللقاءات مع رؤساء هذه الدول ووزراء الخارجية، إلى ترحيب غالبية الدول التي زارتها "خطاب"، وسامح شكري وزير الخارجية المصري، بدعم المرشح المصري.
ووسط هذا الصراع حول المنصب، أعلن الجانب القطري مبكرًا عن مرشحه، فبحسب صحيفة "العرب" القطرية قد نشرت خبرًا في منتصف فبراير 2015، أشارت خلاله إلى أن قطر تعتزم ترشيح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو عام 2017، الذي يوافق نهاية ولاية المديرة الحالية البلغارية إيرينا بوكوفا، وهو ما وصفه المرتقبون بصراع الخصمين.
استخدام المال القطري وكشف طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن دعم مشيرة خطاب، على رأس أولويات اللجنة، في جميع المحافل الدبلوماسية البرلمانية، ونتواصل مع ممثلي الدول المختلفة لمحاولات ضمان صوتهم في ظل معركة ليس سهلة على منصب اليونسكو، وفي وجود مرشح قطري يستخدم سلاح المال يحاول التلويح بدعم اليونسكو بمبالغ كبيرة مستغلًا الضعف المالي، الذي يعانى منه اليونسكو، مشددًا على اعتيادنا على المعارك الصعبة وسلاح المال لن يخضعنا ولا ينال من عزيمتنا.
تزوير بريد باسم "اليونسكو" وتحت عنوان "اليونسكو تبحث عن مدير"، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها، عن تزوير بريد إلكتروني باسم منظمة اليونسكو، وإرسال عدد كبير من الرسائل بهدف دعم المرشح القطري من خلاله.
محاولات قطرية غير شريفة وأشار التقرير، إلى محاولات قطر غير الشريفة، للفوز بهذا المنصب لصالحها على حساب الدول العربية الأخرى، لا سيما في ظل الأزمة السياسية التى تواجها حاليًا مع دول الخليج ومصر التي تحجز مكانة مهمة لها في المنافسة بمرشحتها مشيرة خطاب.
تصريحات مستفزة وحسب الصحيفة الفرنسية، فإن قطر تعتبر أول بلد يشرع في المعركة بشكل حاد، معتبرة أن مرشحها حمد الكوارى، هو الفائز من دون منافس، للدرجة التي دفعته إلى الإعلان، قائلًا بشكل استفزازي: "إنه الرابح، وأنه أحد الأشخاص القلائل الذين حظوا بتكريم 3 رؤساء فرنسيين مختلفين: ميتران، جيسكار، وأولاند، لهذا أنا المفضل، ولهذا سأنتخب".
الضغوط المالية ولم تكن هذه المرة الأولى، التي تكرس فيها قطر لسياسة التعصب في المنظمات الدولية، ففى عام 2014 ساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار لصندوق التراث العالمي، التابع لمنظمة الأممالمتحدة، وقبل عامين مارست ضغوطًا مالية شديدة لإدماجها في المنظمة الدولية للفرنكوفونية بوصفها عضوًا منتسبًا، وقد تم هذا من دون المرور عبر الاقتراع، واليوم تفعل الشىء ذاته كي تفوز بقيادة إحدى أهم منظمات الأممالمتحدة.
تحركات قطرية كما أشارت الصحيفة، إلى الدور الذي تلعبه قطر الآن على الوجوه كافة، ففيما يبدى مرشحها نوعًا من الغرور والثقة الزائدة، بدأت الدولة في تحريك جماعات الضغط على شبكات التواصل الاجتماعي، بينما تمارس بنفسها ضغوطًا مالية من نوعٍ آخر، وفي الوقت نفسه، تبدو مائلة للترغيب عبر توجيه الدعوة إلى أعضاء المجلس التنفيذى كافة إلى رحلة مدفوعة بالكامل في أرقى الفنادق إلى الدوحة للتعرف إليها.
محاولة عرقلة فوز المرشحين الآخرين ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تنتهج قطر بعض الأساليب التي لا تتوافق مع تاريخ وسياسة المنظمة، مثل إرسال فيضان من الرسائل الإلكترونية على عناوين الصحفيين المعتمدين لدى المنظمة، مستخدمة في ذلك عنوانًا إلكترونيًا وهميًا، يشير إلى أنه أحد عناوين المنظمة.
وتفيد هذه الرسائل أن المرشح القطرى قد طمأن الموظفين المتضررين كافة من الأزمات المالية التي عانت منها المنظمة مؤخرًا، وأنه تمكّن من إبعاد منافسيه، وأن بعض المرشحين قد انسحبوا بالفعل لصالح المرشح القطرى، بالإضافة إلى سيل من التمجيد في مرشح الدوحة، وما زالت المعركة دائرة.