في زيارة أجرتها صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، والتقت خلالها بقائد القاعدة الجوية وبعض القادة العسكريين، وصفت الصحيفة شكل القاعدة وإمكانياتها والرفاهية التي يتمتع بها الجنود والقادة الأمريكيين في القاعدة. في داخل مكتب الميجور جنرال ديفيد ناهوم، فوق مبنى غير مكتوب عليه شئء يضم الدماغ اللوجستي للقوات الجوية الأمريكية الممتدة من حافة أفريقيا وصولا إلى أفغانستان. «يجب أن يكون.. هذا هو المكان الذي يتم فيه تنظيم واحدة من أكثر الحملات تعقيدا في تاريخ سلاح الجو الأمريكي لقصف داعش» يقول جاي تيلور، الكاتب في الصحيفة، ورد ناهوم قائلا: "فقط لإعطائك فكرة- توقف عن توجيه مؤشر ليزر أخضر نحو خريطة بحجم المسرح السينمائي في سورياوالعراق- إذا نظرتم هنا، فهذا كل الأشياء الخضراء هي طائراتنا ". ويوجد شاشة رقمية شاسعة تتخللها مئات من النقاط الخضراء، و«هذا هي الرقة السورية، ويمكنك أن ترى أن كومة من الطائرات فوقها في الوقت الحالي». وأضاف: «يمكنك أن ترى الأرقام هناك، ومن ثم تخيل أفغانستان»، وهذه القاعدة هي محور رئيسي يشرف على العمليات الجوية ضد طالبان على بعد نحو 1100 ميل إلى شمال شرق البلاد. القاعدة هي من الناحية الفنية ممتلكات قطرية تستضيف المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية. ولكن هناك القليل من التساؤلات حول أنها تستضيف حوالي 11 ألفًا من الأفراد الأمريكيين، تمثل واحدة من أكثر العمليات العسكرية وأكثرها استراتيجيا في العالم، وهي نقطة أكدها الجنرال ناهوم وآخرون خلال زيارة صحيفة الصحيفة للقاعدة. وأشارت الصحيفة إلى مواقف قطر في دعم الجماعات الجهادية، بما في ذلك تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين، والرسائل التي أرسلتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي حذر فيها قطر خلال رحلته الأولى إلى الرياض في محاولة لحشد تحالف عربي ضد إيران، أن «أمريكا لن تتسامح مع تمويل قطر للفكر المتطرف»، وهذا التمويل والدعم للمتطرفين والإرهاب وإيواء الإرهابيين من قبل قطر هو ما دفع الدول العربية إلى مقاطعتها. وتابع «ناهوم»: «الوضع يثير مأزقا لواشنطن الذي يتوق خصوم قطر لاستغلاله». وكان ترامب أثار التكهنات في يوليو الماضي من خلال إخبار «شبكة الإذاعة المسيحية»، بأنه «إذا اضطررنا إلى مغادرة (قطر)، سيكون لدينا 10 بلدان على استعداد لبناء قواعد لنا، وصدقوني، سيدفعون ثمن ذلك». سلاح الجو "مركز العصب" وقال الجنرال الذى يشغل منصب نائب قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية إن هناك «جودة لا تصدق فى حجم المدارج والمنحدرات في قاعدة قطر». وتشير مصادر ب«البنتاجون» إلى أن حوالى 100 طائرة أمريكية تعمل من العديد، وهي تشمل طائرات شحن من طراز C-17 و ستراتوتانكرز من طراز كك-135 تشتهر ب(محطات الغاز الطائر) التابعة للقوات الجوية، وهناك عدد غير معروف من قاذفات القنابل من طراز B-52، التي تتطلب مدارج طويلة ودائمة بشكل خاص، هنا كجزء من حملة واشنطن المتزايدة ضد داعش». وقال الجنرال جيسون أرماجوست، الذي يرأس الجناح الجوي المستكشف رقم 379، فى مقابلة من القاعدة: «إنه بعيدا عن منشآت القوات الجوية الأخرى في جميع أنحاء العالم، فهناك منشأة سرية تعرف باسم مركز العمليات الجوية المشتركة، أو (كاوك) في قطر، وويوجد فوق اللجنة الاستشارية العامة مكتب الجنرال ناهوم وممثلين من التحالف العالمي الواسع بقيادة الولاياتالمتحدة لهزيمة داعش»، مشيرا إلى أن «فقدان القاعدة سيكون نكسة كبيرة». وأشارت الصحيفة إلى أن «الكثير من القطريين يدعمون الإرهاب سرا حتى وهم يدعمون البعثة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش، حتى أن المجتمع الأمريكي يسخر من ذلك». وقال مستشار رفيع المستوى للجيش الأمريكى فى المنطقة لصحيفة «التايمز»، بشرط عدم ذكر اسمه: «هل تتساءل يوما لماذا داعش وقادة الجماعات الإرهابية يعرفون دائما عندما تأتي قنابلنا؟»، في إشارة إلى تعاون قطر مع الإرهابيين وتقديم معلومات ودعم لهم. ويعود تاريخ الوجود العسكرى الأمريكى فى قطر إلى ما قبل 11 سبتمبر 2001، عندما قررت إدارة كلينتون خلال أواخر التسعينيات بدء نقل الأفراد من المملكة العربية السعودية. وقال مسؤول قطري رفيع المستوى، إن «الجيش الأمريكي عندما دخل إلى قطر رحبنا به في منتصف الليل». بدأت واشنطن استخدام القاعدة على أساس سري خلال الأسابيع التي تلت 11 سبتمبر كجزء من التدافع العسكري الأمريكي لفتح حملة ضد القاعدة في أفغانستان. في عام 2003، وكانت القاعدة حيوية في الحرب الأمريكية على العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين. وقد تزايدت العمليات والهياكل الأمريكية الدائمة في العديد منذ ذلك الحين. ولكن البنتاجون، الذي يعكس الحساسيات الإقليمية، سعى لفترة طويلة للحفاظ على دور القاعدة هادئا، وفي أواخر عام 2013، أمر أفراد الجيش الأمريكي بعدم التحدث عن القاعدة أو الكشف عن موقعها بعد وصفها بأنها في مكان ما في جنوب غرب آسيا. وقد تراجعت هذه البروتوكولات في السنوات الأخيرة ويبدو أنها قد جرفت تماما تقريبا وسط الأزمة الدبلوماسية المحيطة بقطر. وصورت صور لأفراد أمريكيين في قاعدة العديد عبر الصحافة العربية بعد أن قام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزيارة خاصة في 11 سبتمبر للقاعدة، ويقوم القطريون ببناء المقرات الخاصة للقوات الجوية في العديد. وأشارت الصحيفة إلى أنه «على الرغم من تهديدات ترامب، فإن البيت الأبيض يدفع مبيعات طائرات مقاتلة من طراز F-15 إلى الدوحة بقيمة 12 مليار دولار». وحول إمكانية تخفيض عدد القوات الأمريكية في قطر، قال الجنرال ناهوم: «أعتقد أن لدينا صديقا جيدا في قطر، ولدينا موقع جيد جدا للعمل فيه، ولا أرى خفضنا لفترة طويلة». وفي عنوان فرعي لتقريرها علة الزيارة كتبت الصحيفة: «حمامات السباحة والبيرة»، في إشارة إلى الرفاهية التي يتمتع بها الأفراد العاملين في القاعدة الأمريكية، والتي توفرها لهم قطر. وقال الجنرال أرماجوست، في تصريحا لصحيفة التايمز: «إننا قاعدة استكشافية تمر بمرحلة انتقالية إلى وجود دائم». وفي إشارىة إلى الرفاهية التي تقدمها قطر للقوات الأمريكية، قال الكولونيل ديفيد فيشر، وأعضاء آخرون في القاعدة: «نحن مدللون هنا، ففي معظم القواعد في الشرق الأوسط، لا توجد مباني من هذا القبيل». وبحسب الصحيفة، تتميز القاعدة بصالة ألعاب رياضية حديثة مع ملاعب كرة سلة أنيقة ومكيفة وحمامات سباحة داخلية، كما أن قاعدة قاعدة هي مركز تجاري على الطراز الأمريكي يضم مطاعم بيتزا هت، وأربيز وتاكو بيل، كما أن «هناك بار لأولئك الذين يحتاجون إلى احتساب مشروب كحولي». في حين أن الأمور نادرا ما تتحول إلى مشاكسات بسبب وضع حد للشرب بزجاجتي بيرة «جعة» يوميًا، كما أن المكان يوفر راحة لطيفة من حركة لا نهاية لها من الطائرات الأمريكية تقلع وتهبط في القاعدة.