عنما تفتح المصحف لتقرأ سورة ق تجدها من الحروف المتقطعة، مثل: ألم، ألر، ص، كهيعص. وتأتي هذه الحروف المُقطَّعة في القرآن الكريم نوعاً من التحدّي للعرب، وكأنّها تخاطبهم، وتقول لهم إنّ هذه الحروف هي حروف اللّغة العربيّة التي يعرفونها جيّداً. ويستخدمونها في لغتهم، والله سبحانه وتعالى أنزلَ القرآن آياتٍ وسوراً مُكوّنةً من هذه الحروف التي يخبُرونها جيّداً، ثمّ تحدّى بها العرب الذين نزلَ القرآنُ بلغتهم أن يأتوا بقرآنٍ مثله، أو عشرِ سورٍ، أو سورةٍ في مثل إعجازه بلاغيّاً، ولغويّاً، وتشريعيّاً. بدأت بقوله تعالى "ق"؛ لهذا سُمِّيت بسورةِ (ق)، والقاف حرفٌ قويٌّ من حروف الاستعلاء المجموعة في قولهم: (خصّ ضغطٍ قظ)، ثمّ يأتي بعد هذا الحرف قوله تعالى: (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) فالله سبحانه بدايةً يقول قافاً، ثمّ يُتبِعها بالقسم بالقرآن المجيد، وقسم الله سبحانه وتعالى بشيءٍ يدلّ على عظمة هذا الشّيء وهنا القسمُ بالقرآن المجيد دليلٌ على عظمة القرآن الكريم، وعظَمَة سُوَره وآياته، ووجوب احترامها وتَبجيلها، والعناية بها دراسةً، وفهماً، وتدبُّراً، وحفظاً، وتطبيقاً.