أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة مكرم محمد أحمد، قرارا بمنع ظهور الدكتور صبري عبد الرؤوف على شاشات التليفزيون، وعدم استضافته في المحطات الإذاعية. وآثار صبرى عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل حوله خلال الأيام القليلة الماضية، بعد فتوى جواز معاشرة الزوجة الميتة.
وفي السطور التالية ترصد "الفجر" أزمة الدكتور صبري عبد الرؤوف من من بداية الأزمة وحتى قرار منع من الظهور على شاشات التليفزيون.
معاشرة الوداع وأفتى الدكتور صبرى عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز معاشرة الزوج لزوجته الميتة، مؤكدا أن الفعل حلال وليس بزنى، ولا يقام على الزوج الحد أو أى عقوبة، لأنه شرعًا أمر غير محرم، لأنها زوجته.
وأضاف عبد الرؤوف فى لقائه على فضائية "ltc"، أن النفس البشرية لا تقبل مثل هذه العلاقة لكن لا يعتبر هذا من قبيل الزنى، ولكن لولى الأمر أن يعاقب هذا الزوج بالتعزير، لأنه فعل أمرا مخالفا للفطرة الإنسانية. وتابع: "هذا شذوذ وأمر لا تقبله الفطرة الإنسانية، ونادرًا من ينتهج هذا الفعل ويكون له ضرر صحي، مطلقًا على الأمر "معاشرة الوداع"، وأنه غير مخالف شرعا وحلال، ولكنه غير مألوف إنسانيا وتعافه النفوس، فالفعل حلال لأنها زوجته وعاشرها، فهو هنا لم يرتكب إثما أو ضررا، وشرعا هذه زوجته، وشرعا له الحق في أن يغسل زوجته، فهو أمر حلال، ولم تعد هناك أى مخالفة شرعية، ولكنه أمر غير محبب اجتماعيا".
هجوم وتسببت فتوى الدكتور صبري عبد الرؤوف في الهجوم عليه، وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن بعض الفتاوى غير الرشيدة وغير العاقلة والتي تخرج دون فهم أو وعي أساءت للدين الإسلامي.
وضرب الوزير مثالا بما أثير مؤخرا حول حكم جماع الرجل لزوجته المتوفاة قائلا: "بالذمة ده كلام في بني آدم عنده حس إنساني يمكن أن يفكر في جماع سيدة ميتة يا ناس اتقوا الله". وأضاف الوزير: "حينما تخرج الفتاوى الشاذة من أصحاب الفكر المتطرف فده طبيعي ولكن ده لما يجي من ناس بعضهم محسوب على أهل العلم يبقى شيء كارثي"، فمن يفعل ذلك إنسان بدون مروءة أو إحساس وإذا لم يكن لذلك حد فمن يفعل ذلك لابد أن يعذر".
اعتذار بعدها قدم الدكتور صبري عبدالرؤوف الأستاذ بجامعة الأزهر وصاحب فتوى جواز معاشرة الزوجة المتوفية اعتذارا رسميا على الهواء للمشاهدين، موضحا أن الفتوى تم التلاعب فيها وتحريفها.
وقال في مداخلة هاتفية مع برنامج 90 دقيقة المذاع على فضائية المحور اليوم السبت: "كانت الفتوى ردا على سؤال من أحد الأشخاص أنه إذا عاشر زوجته بعد وفاتها هل يعتبر زنا أم لا؟ فأجبته بأنه ليس زنا فقط، بل حرام شرعا وإن فاعلها شاذ".
وأضاف عبدالرءوف: "إحنا بنتعلم من أخطائنا، وما حدث سوء فهم، ومعاشرة الزوجة المتوفية حرام شرعا ولكن لا يعاقب عليها الزوج".
منع من الظهور وأصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة مكرم محمد أحمد، قرارا بمنع ظهور الدكتور صبري عبد الرءوف على شاشات التليفزيون، وعدم استضافته في المحطات الإذاعية.
وقال مكرم محمد أحمد، في بيان صادر عنه اليوم الإثنين: إن المجلس اتخذ القرار نظرا لسخف ما أفتى به ويسيء للدين الإسلامي ولذوق المسلمين وأخلاقياتهم واحترام الموت، مؤكدا أن الدين واضح في هذه المسائل.
وأضاف مكرم أن المجلس لاحظ انتشار عديد من الفتاوى الشاذة في الفترة الأخيرة على بعض الشاشات وهي فتاوى أبعد ما تكون عن صحيح الدين الإسلامي وتسيء للدين وتقدم للجماعات الإرهابية وكذا مهاجمي الإسلام فرصة لمهاجمة الإسلام الصحيح.
وأكد "مكرم"، أن المجلس سيصدر قرارا بمنع البرامج التي تتعرض لمثل هذه القضايا، وأهاب بالأزهر الشريف التحقيق في كل هذه الفتاوى وإصدار بيان واضح، مشيرا إلى أن قرار منع الدكتور صبري عبد الرءوف من الظهور على الشاشات أو المشاركة في البرامج الإذاعية سيستمر حتى ينتهي الأزهر من تحقيقاته معه وإصدار قراره الأخير.
وأوضح مكرم، أن المجلس أصدر خطابا للقنوات بمراعاة اختيار الضيوف والاعتماد على علماء من الأزهر والأوقاف في مناقشة القضايا الشرعية.