عندما يتم وضع قائمة للمرشحين للفوز بلقب أهم بطولة أوروبية للأندية، فإنَّ الأقطاب الاعتيادية، ستبقى هي المرشحة الأبرز لنيل اللقب. لكن لم يضع الكثيرون في حسبانهم نادي لايبزيج، المدعوم من عملاق مشروبات الطاقة "ريد بول"، وربَّما هذا خطأ. ويُسجِّل لايبزيج وصيف الموسم الماضي بالبوندسليجا، ظهوره الأول بدوري أبطال أوروبا في مواجهة موناكو حامل لقب الدوري الفرنسي، الذى وصل للدور قبل النهائى فى النسخة الاخيرة، غدًا الأربعاء. كان لايبزيج صعد لدوري الدرجة الأولى الألماني للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، لكنَّه فاجأ الجميع وأنهى الموسم في المركز الثاني، خلف البطل بايرن ميونيخ. وستلقي الآن الجماهير الأوروبية، نظرة ثاقبة على لايبزيج تحت قيادة مدربه النمساوي رالف هازنهاتل، الذي ظهر فجأة ليصبح منافسًا لأفضل الفرق العالمية في أقل من عقد من الزمان. التجربة تشير إلى أن الفرق الجديدة على دوري أبطال أوروبا من الممكن أن تتعثر من خلال الضغوط الإضافية التي تنبع من الجمع بين المسابقتين المحلية، والقارية في آن واحد. ويرى بيرتي فوجتس، المدرب السابق للمنتخب الألماني، أنَّ نادي لايبزيج لديه من الإمكانيات التي تؤهله للفوز بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا.
وقال فوجتس في مقال له على موقع "تي أونلاين" على الإنترنت: "بالطبع يمكن الحديث عن انعدام الخبرة، لكن هذا تحديدا يعد ميزة في رأيي. إنه فريق لا يهتم بتناقل الكرة بين أقدام لاعبيه والاستحواذ عليها بنسبة 80%، لكن يهتم أكثر بالوصول في أسرع وقت ممكن إلى ملعب المنافس والتسجيل، هذه هي خطته". وأضاف: "هذه هي الكرة الحديثة. هذا هو جوهر لايبزيج، كما لديه مجموعة من اللاعبين الرائعين". وأبدى فوجتس، اللاعب الأسطوري لنادي مونشنجلادباخ، ومدرب المنتخب الألماني في الفترة بين 1990، و1998، إعجابه بأحد لاعبي لايبزيج وهو تيمو فيرنر. وقال: "فيرنر يذكرني بليونيل ميسي في فترة الشباب، من حيث السرعة في المراوغة، والقامة القصيرة وطريقة التعامل مع المواقف المختلفة. إنه استثنائي ويتمتع بمهارة كبيرة". وتابع: "كما كان يقال إن أوفه زيلر، وجيرد مولر كان يتمتعان بمسحة فنية، فالأمر ينطبق بالمثل على فيرنر. يمكنه أن يصبح لاعبًا كبيرًا". وبعد الظهور الأول الناجح في البوندسليجا، لم يعد لايبزيج مجهولاً، حيث إنَّ فيرنر بات هدفًا واضحًا لريال مدريد، كما تعاقد ليفربول مع لاعب الوسط الغيني الدولي نابي كيتا، بداية من الموسم المقبل، كما لفت العديد من اللاعبين الآخرين أنظار الأندية الكبرى في القارة العجوز. وفي حال تقديم لايبزيج، حملة ناجحة في دوري الأبطال، فربما يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة العداء التي يحملها البعض للفريق في الموسم الأول من البوندسليجا. وعوقب بوروسيا دورتموند بإغلاق مدرجه الجنوبي بعد أحداث الشغب قبل وخلال المواجهة أمام لايبزيج في شباط/فبراير الماضي. كما تعرض دينامو دريسدن لعقوبة إغلاق جزئي لمدرجاته بعد إلقاء رأس ثور بالقرب من أرض الملعب خلال مباراة الفريقين في كأس ألمانيا. ووقعت العديد من أحداث الشغب الأخرى، واحتجاجات من جماهير الفرق المنافسة التي أبدت عدم رضاها عن التعاملات التجارية للايبزيج، وأنشطته في كرة القدم بشكل عام. وتدرَّج لايبزيج بالدرجات الدنيا منذ تأسيسه ب2009 من قبل ريد بول، بعد شراء رخصة نادي ماركرانشتيدت المنافس بدوري الدرجة الخامسة. المشاركة في دوري الأبطال هذا الموسم، كانت محل شك لبعض الوقت حيث قال محققو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في البداية إن النادي ربما لن يشارك مع ريد بول سالزبورج بنسخة واحدة من البطولة؛ نظرًا لأن الناديين يحظيان بدعم نفس الشركة. لكن كل هذه الأجواء لا تؤثر على هازنهاتل، 50 عامًا، وفريقه حيث ينتظر الفريق مواجهة المارد الفرنسي موناكو ضمن المجموعة السابعة التي تضم بورتو البرتغالي، وبشكتاش التركي.