طالب وزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي، بوضع خطة عربية واضحة لدعم التحرك والعمل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني بإتجاه الأممالمتحدة ومجلس الأمن والقوى المؤثرة في المجتمع الدولي، من أجل الضغط على إسرائيل حتى تنصاع لإرادة السلام وإرادة التوجه لتسوية الصراع بل وانهائه، بإعطاءالشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، موكدا أن الحكومة الإسرائيلية قد أغلقت وتستمر في إغلاق كل أفق أمام الجهود الأمريكية والجهود الدولية للعودة إلى عملية سلام. وقال المالكي في كلمته امام مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الغرب في دورتهم148 والتي انطلقت أعماله اليوم في مقر الجامعة العربية اليوم، برئاسة محمود على يوسف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي، إننا نجتمع اليوم وأجندتنا ممتلئة بالمواضيع والقضايا العربية، والمصاعب الناتجة عن ما يدبر لهذه الأمة ودولها من مؤامرات تستهدف النيل من وحدتها، وتسعى إلى إضعافها، وضرب مقوماتها تمهيداً لتقسيمها، وحتى لا تعود قادرة على حماية مقدراتها وأسس صمودها، ولعل الإرهاب الذي يضرب العديد من دولنا العربية، هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا، حالياً بالإضافة لتحدي احتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين وبقية الأراضي العربية الأخرى. وأضاف المالكي، إنه منذ قمة عمان في شهر مارس الماضي، حيث تم الإتفاق على التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة منأجل تفعيل عملية السلام في المنطقة، إنطلاقا من الإجماع الدولي المقرّ بعملية السلام على أساس حل الدولتين، وحيث تواصلت الزيارات المتبادلة بما في ذلك زيارة الرئيس ترامب الى المنطقة، إلا أن موقف الحكومةالإسرائيلية، وخططها الممنهجة، والاستمرار بالإستيطان، وإتخاذ خطوات تصعيدية، غير مسبوقة، وكانت بمثابة عقبة رئيسية أمام هذه الجهود، ولم يقف الأمر عند مصادرة الأراضي العامة، وإنما وصل الأمر إلى مصادرة أراضي المواطنين الخاصة، في خطوة تعبر عن انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وتشكل سابقة خطيرة، إذا ما تم السكوت عنها، فإنها أيضاً تهدد وبشكل صريح ممتلكات المواطن الفلسطيني. واكد الوزير المالكي، أن الخطير في هذا الموضوع هذا التناغم بين الحكومة الإسرائيلية وما بين القضاء الإسرائيلي، ليشكلا معاً أداة ووسيلة للتعمق في الإستيطان والمصادرة، وليصبح خرق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية مسألة عادية، تنفذ بكل بساطة دون الإلتفاف إلى النتائج المترتبة على ذلك، مشيرا اننا شهدنا كيف بدأت بالأمس عمليات بناء مستوطنة جديدة مسماه هميخاي على اراضي قرية جالود جنوب نابلس والمملوكة لمواطنين فلسطينيين، بالإضافة لبدء البناء في جبل المكبر في قلب مدينة القدسالمحتلة، بحيث تتحول مستوطنة نوف تزيدن كأكبر مستوطنة تبنى في قلب مدينة القدس وفي احيائها العربية. واضاف المالكي، إن استمرارالممارسات الإسرائيلية في القدس، وفي محيط الحرم القدسي الشريف، ومحاولات فرض واقع جديد، هدفه هو تغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني للمسجد الاقصى والحرم الشريف وما هي هذه الاقتحامات اليومية للمستوطنين وبحماية الشرطة والمخابرات الاسرائيلية الّا جزء من تلك المحاولات لفرض واقع جديد. واوضح، "أننا نسجل بكل فخر واعتزاز الصمود العظيم لأبناء القدس وأبناء شعبنا الفلسطيني، ومن خلفه القيادة الفلسطينية ممثلةً بشخص الرئيس محمود عباس وموقف وصي المقدسات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية في إفشال المخطط الهادف إلى السيطرة على الأماكن المقدسة، والتحكم بها، تمهيداً لتقسيمها مكانياً وزمانياً، الأمر الذي تطلب التصدي لها، وإفشالها بصمود جماهيري وتناغم شعبي ورسمي. وقال المالكي، إن الحكومة الإسرائيلية قد أغلقت وتستمر في اغلاق كل افق أمام الجهود الأمريكية والجهود الدولية للعودة الى عملية سلام ذات مغزى، حيث ان التطرف الإسرائيلي زادعلى نحو غير مسبوق، وقد أعطت القيادة الفلسطينة كل الفرص الممكنة من أجل العودة الى مفاوضات محددة بوقت زمني، تفضي إلى إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة المستقلة حسب الإجماع الدولي، لكن الملاحظ أنه لا يوجدشريك في الجانب الإسرائيلي، إذأن كل مواقف الحكومة الإسرائيلية وحلفائها من الأحزاب، تعطي مؤشرات عكس ذلك تماماً، فهي تتوغل في ممارساتها على الأرض، كما تصرح سرا وعلانية، وتتحالف مع المستوطنين في رفضها لفكرة أيعودة للعملية السياسية، ولا تعطي وزناً لأي تحرك دولي حتى تلك التوجهات الأمريكية بهذا الخصوص، وفي هذه الحالة. وبين الوزير المالكي، أنه حينقررت حكومة توغو عقد قمة إفريقيا- اسرائيل في شهر أكتوبر المقبل، قد تحركنا في عدة اتجاهات وخاصة مع الدول الإفريقية الصديقة من أجل الحيلولة دون انعقاده، حيث كنا نؤمن أن دول إفريقيا الحرة لنتقبل بعقد مثل هذه القمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي- دولة التمييز العنصري، الأمر الذي سيجعلها متمادية في ممارساتها الاحتلالية والاستيطان ضد الشعب الفلسطيني. وأشار، أنه بهذا الجهد الجماعي والتحرك المدروس من قبل الدبلوماسيين الفلسطينيين والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والدول العربية الشقيقة ومنظمة التعاون الإسلامي، تلقينا بالأمس خبر تأجيل انعقاد ذلك المؤتمر، وإن ذلك ما كان ليتم لولا هذا الجهد المشترك والمقدر، موكدا ان جهودنا ستستمر حتى تتمكن من إلغاء فكرة عقد المؤتمر وليس فقط تأجيله. ولفت، إن إفريقيا ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، كانت وستظل مثال افتخار لأمتنا العربية، وأن مصلحة افريقيا الحقيقية، هي مع الدول العربية والإسلامية، ومن هنا ندعو الأخوة الوزراء بذل كل الجهود الممكنة من أجل افشال عقد هذا المؤتمر، داعيا الى تحرك فوري عربي يقوده وزراء الخارجية العرب والأمين العام لزيارة بعض العواصم الافريقية الفاعلة والمؤثرة للعمل على افشال هذه القمة. واكد انه يجب أن تتضافر كل الإمكانيات والجهود من أجل إنجاح حملات التصدي للإرهاب، وبهذه المناسبة فإننا نهنئ الاخوة في القيادة العراقية على الانجازات الهامة التي تحققت في هذا الإطار، والتي تمثلت في تحرير الموصل وتلعفر.