"غار ثور"، هو تجويف في الجبل ناتج من عوامل التعرية، ويطلق عليه الغار أو المغارة. غار ثورٍ أخذ اسمه من اسم الجبل الموجود فيه وهو جبل ثورٍ الّذي يقع في منطقة مكّة المكرّمة في المملكة العربيّة السّعوديّة غرب البلاد بإرتفاعٍ يبلغ سبعمائة وثمانيةً وعشرين مترًا يقع على بُعد أربعة كيلومتراتٍ من الحرم المكيّ من ناحيته الجنوبيّة. هو عبارةٌ عن تجويفٍ في الصُّخور الصَّلدة يبلغ ارتفاعه متراً ورُبع المتر، وله مدخلان على هيئة فتحتين شرقيّةٍ وغربيّةٍ. غار ثورٍ أحد الرُّموز التَّاريخيّة العظيمة في الحضارة الإسلاميّة؛ فهو الغار الذي آوى إليه النّبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه عندما خرجا مهاجرين من مكّة إلى المدينة جاذ ذلك بعد أنْ أجمع كفّار قريش أمرهم على قتله صلى الله عليه وسلم وهو نائمٌ في منزله بواسطة مجموعةٍ من الرِّجال من قبائل عدّةٍ؛ كي يضيع دمه في القبائل فيعجز أهله عن المطالبة به؛ وبالتّالي القضاء على الدَّعوة الإسلاميّة. جاء الأمر الإلهيّ بالهجرة؛ فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه ولجآ إلى الغار؛ فلحقت بهما قريش للقبض عليهما حتّى وصلا إلى الغار ووقفوا عليه؛ لكنّ الله بمشيئته وقدرته صرفهم عن رؤية النّبيّ الكريم وصاحبه؛ حتّى أنّ أبا بكرٍ قال للنّبيّ: لو أنّ أيًّا منهم نظر تحت قدميه لرآنا؛ فأجابه الرَّسول صلى الله عليه وسلم مطمئنًا: ما بالك في اثنين الله ثالثهما، وبقيا في الغار ثلاثة أيام قبل بدء المسير نحو المدينة المنوّرة. غار ثورٍ هو حامي الإسلام بحمايته للرَّسول الكريم وصاحبه ومنه انطلق الرَّسول إلى المدينة مؤسِّساّ دولةً عظيمةً وديناً باقياً إلى قيام السَّاعة. زيارته غار ثور قيمة تاريخيّةٌ وأثريّةٌ كغيره من المعالم في التَّاريخ ولا يتعدّى هذا الأمرأمّ وما يعتقده بعض المسلمين يدل على قداسته، ويجب زيارته عند وصول مكةالمكرمة للحجّ أو العمرة؛ فهذا أمرٌ لا أساس له من الصِّحة وهو من الأمور المبتدعة في الدِّين، إنّه لم يردْ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم زيارته ولا عن أحدٍ من أصحابه.