الرئيس السيسي يُكلف الهيئة الهندسية بتحدي جديد في بحيرة المنزلة

تكريك البحيرة يساوي ثلاثة أضعاف تكريك قناة السويس الجديدة
الهيئة الهندسية تطهر 500 مليون متر مكعب و800 أخرين للتكريك
إزالة 484 حالة من التعديات لزيادة المساحة المائية.. 5 شركات وطنية تعمل بالمشروع بالتنسيق مع الهيئة الهندسية
الهدف زيادة الإنتاج السمكي ل 108 ألف طن في العام بدلاً من 55

كلف الرئيس "عبدالفتاح السيسي" رئيس الجمهورية الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ببدء مشروع تطوير وتطهير بحيرة المنزلة وإزالة كافة التعديات والمخالفات عليها لزيادة الاستفادة القصوي منها، تخللها مشاكل بيئية كالقمامة، والتلوث المنصب من مصرف بحر البقر، وانسداد البواغيز، ونفايات المصانع إلي جانب مشكلات أمنية من عصابات بلطجية كبيرة أدت إلى انهيار اقتصادي للمنطقة في العقود الأخيرة وذلكبإعتبارها إحدى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر وأخصبها والتي تطل عليها مدينة المطرية وعلى ضفافها أربع محافظات هي الدقهلية وبورسعيد ودمياط والشرقية، وهي تتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب ويسمى قناة الاتصال ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغازي.
ويتوفر للبحيرة أهم مقومات المربى السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48% من إنتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر الأبيض من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك ميزة ساعدت على وجود أفخر أنواع الأسماك في وقت من الأوقات يشرف عليها مجلس مدينة المنزلة المجاورة بمحافظة الدقهلية.

وأكد اللواء "حسن العفيفي" مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومسئول مشروع تطوير وتطهير بحيرة المنزلة ، أن مهمة الهيئة الهندسية في المشروع هو تطهير وإستعادة كفاءة بحيرة المنزلة بمشاركة أجهزة الدولة التنفيذية ، وتمكين الصيادين من الاصطياد وتوسيع رقعة المساحة المائية بعد أن وصلت إلي 40% من مساحة البحيرة بعد نموالحشائش والبوص والنباتات المائية وورد النيل ، إلي جانب عمل عمق مائي للبحيرة لا يقل عن 1,5 متر عن طريق تكريك البحيرة بعد علميات إزالة المعوقات المائية من حشائش ونباتات بالإضافة إلي إنشاء قطاع من البحيرة من الماء المالح لزيادة جودة الأسماك الموجودة فيه وإنشاء قطاع مياة مخلوطة وقطاع مياة صرف صحي معالجة وإزالة كافة التعديات والمخالفات الموجودة علي البحيرة من عشش ومباني خرسانية بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية ووزارة الري والموارد المائية وهيئة تنمية الثورة السمكية.
وقال اللواء "حسن العفيفي"، إن الهيئة الهنسية تتولي تطهير وتطوير قطاع دمياط وبورسعيد ، وأن 500 مليون متر مكعب يحتاج إلي التطهير إلي جانب 800 مليون أخرين تحتاج إلي التكريك وهو ما يعني تكريك ثلاثة أضعاف ما تم عمله في مشروع قناة السويس الجديدة وذلك للوصول للأنتاج السمكي بالبحيرة إلي 108 ألف طن في السنة بدلاً من 55 ألف طن مشيراً إلى أن المشروع يعمل به 5 شركات وطنية مصرية في أعمال الحفر والتكريك والإزالة وأكثر من 500 عامل في المشروع عمالة مباشرة.

وأضاف اللواء "حسن العفيفي" أنه عمل حصر للتعديات والمخالفات الموجودة في البحيرة والتي وصلت إلي 30 ألف مخالفة تم تنفيذ إزالة 484 حالة تعدي بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية من مباني مخالفة وعشش ومزارع ، كما يتم عمل دراسة أمنية وإجتماعية للمناطق المأهولة بالسكان في بحيرة المنزلة للتعامل معها دون المساس بحقوقهم وفقاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية إلي جانب العمل علي إنشاء محطة لمعالجة المياة.

وأشار " إبراهيم السيد " مهندس شركة " الكابري للتجارة والمقاولات " احدي الشركات المدنية العاملة في المشروع بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، أن تطهير يحيرة المنزلة يعتبر تحد كبير نظراً لمساحة البحيرة الضخم في ثلاث محافظات إلي جانب كثافة الحشائش والبوص والجزر التي يتم إزالتها عن طريق الحفارات ونقلها للشاطئ ومن ثم نقلها ، مشيراً إلي أن الشركة وحدها يعملها بها في المشروع 100 عامل و25 حفار و2 شفاط تكريك وجميعهم يعملون علي مدار 3 ورديات في اليوم الواحد لأنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن.

وأكد "محمد عبد اللطيف" مهندس الشركة الوطنية للمقاولات ، أن الشركات العاملة في المشروع تعمل تحت حماية القوات المسلحة والشرطة وإدارة المسطحات المائية لتسهيل عملهم في إزالة التعديات والمخالفات التي بنائها المعتدين علي البحيرة إلي جانب الأحواض المخالفة التي تضر بالثروة السميكة في البحيرة ، مشيراً إلي أن الشركة يعمل بها ما يقارب 100 عامل في المشروع إلي جانب 15 حفار وكراكة في ثلاث ورديات علي مدار 24 ساعة يومياً.

وقال مهندس "مجدي عبده" المدير التنفيذي لبحيرة المنزلة، إنه جاءت التكليفات الرئاسية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، لرفع كفاءة بحيرة المنزلة وتطهيرها لزيادة الإنتاج السمكي فيها وتمكين الصيادين من الصيد وإزالة كافة المعوقات والتعديات والمخالفات التي تضر بالبيئة والثورة السمكية في البحيرة دون المساس بالمواطن البسيط في بحيرة المنزلة.

وأضاف المهندس "مجدي عبده"، قائلاً "تولت الهيئة الهندسية مهامها في 11\5\2017 لتطهير وتنظف 200 ألف فدان من البحيرة في محافظتين من أصل ثلاثة محافظات هما دمياط وبورسعيد ، وذلك بالتنسيق بين الهيئة الهندسية وأجهزة الدولة التنفيذية من وزارة الأسكان والصحة والتعليم العالي والزراعة وهيئة التعمير والثورة السميكة ووزارة الداخلية ممثلة في شرطة المسطحات المائية كل في ما يخصة لأنجاح مشروع تطهير وتطوير بحيرة المنزلة ورفع كفائتها.
وقال "أحمد محمود" أحد الصيادين المرخص لهم بالصيد في البحيرة ، أن قرار تطهير بحيرة المنزلة يعتبر حلم لمعظم الصيادين لأنه سيعود عليهم بالنفع في المستقبل ، بعد أن نضبت الثورة السمكية في البحيرة بسبب التجاوزات التي يمارسها بعد البلطجية والخارجين علي القانون في التعدي علي حرم البحيرة وتقليص المساحة المائية والبناء المخالف ، إلى جانب أستخدام أساليب مخالف في الصيد مما أضر بالثورة السمكية في بحيرة المنزلة.

وتابع الصياد قائلاً ، " المكان كان يسيطر علية مجموعة من البلطجية والمجريمين ، وبعض عمليات الخطف تتم في بحيرة المنزلة لمساحتها الكبير ، إلي جانب بنائهم العشوائي والمخالف داخل بحيرة المنزلة من بيوت خرسانية وعشش وخوص وتربية الحيوانات فيها مما أدي الإضرار بالكائنات المائية في البحيرة، إلى جانب أن هؤلاء لا يملكون تصريحاً للصيد بالمكان مما اضر بالصيادين المرخص لهم بالصيد في البحيرة.

وأكد "نبيل عوض" أحد الصيادين المرخص لهم بالصيد بالبحيرة ، أن القوات المسلحة وفرت للصيادين الملاذ الأمن للصيد بعد أن بدأت حملتها في تطهير وتنظيف البحيرة حتي تعود بكامل طاقتها الإنتاجية في إنتاج الأسماك ، مشيراً إلي أن المخالفين يقومون بعمل مزارع مخالفة لصيد الأسماك الصغيرة لبيعها قبل موسم نموها بغرض الكسب السريع مما أضر بالثورة السمكية في بحيرة المنزلة ، إلي جانب استخدامهم الكهرباء في الصيد والعديد من الأدوات المخالفة التي من شأنها الإضرار بالثورة السمكية في البحيرة.
وأضاف "نبيل عوض" أنه يعمل في مهنة الصيد منذ 25 عاماً وكانت هناك مناطق يسيطر عليها البلطجية ويمنعونة من الصيد فيها ، إلي جانب أعمال البلطجة والسرقة التي كانت تتم في البحيرة ، إلى أن جاءت القوات المسلحة وتولت مهمة تطهير البحيرة من كافة المعوقات التي تمنع الصيادين من الصيد والتوسع وزيادة الثورة السمكية في بحيرة المنزلة.