نجوم الغد لن يتنافسوا فقط داخل الملاعب حول العالم، حيث تحولت الألعاب الإلكترونية إلى تجارة كبيرة رائجة، وأصبحت أندية دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليجا)، على دراية بهذا الأمر. أول ناد بالبوندسليجا يخترق عالم الألعاب الإلكترونية كان فولفسبورج، في 2015، يليه شالكه ثم شتوتجارت، الذي دشن في منتصف تموز/يوليو قسما للألعاب الإلكترونية، وعين اثنين من الموظفين للعبة "فيفا 2017". وقال يوشين رويتجيرمان، رئيس مجلس إدارة شتوتجارت: "نريد الوصول إلى مجموعات مستهدفة جديدة تمامًا من الشباب المحب لشتوتجارت". كما أن رويتجيرمان على يقين بأن العديد من الأندية الأخرى ستنضم إلى هذه الظاهرة. ونظم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أول بطولة كأس عالم تفاعلية، حيث يلتقي لاعبون من الأندية المختلفة مع بعضهم البعض، اليوم السبت. وبجانب شالكه وفولفسبورج، تأهلت أندية أخرى، مثل مانشستر سيتي الإنجليزي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وآيندهوفن الهولندي، إلى البطولة. ويرى المدرب السابق بالبوندسليجا، روبن دات، القوة الكامنة للألعاب الإلكترونية، حيث يعمل المدرب السابق لباير ليفركوزن وفيردر بريمن، كمستشار لوكالة اللاعبين الافتراضيين. وقال دات "52 عاما": "كرة القدم الحقيقية ينبغي أن تتعامل خصيصا مع الفئة العمرية بين 14 و30 عاما، لضمان أن الشباب سيأتون إلى الملاعب في المستقبل". وتسجيل الحضور في عالم الألعاب الإلكترونية، يساعد الأندية على الدخول إلى أسواق جديدة، بما في ذلك السوق الآسيوي. وأوضح دات: "مع ارتباط نجوم الألعاب الإلكترونية من أصحاب الشهرة بعقود، فمن الممكن أن تحقق قدرًا أكبر من الظهور الإلكتروني في هذه الأسواق، أكثر من إرسال فرق البوندسليجا إلى آسيا مرة واحدة في العام". وتتزايد شعبية الألعاب الإلكترونية حول العالم، وخاصةً في آسيا، حيث ستكون على أجندة دورة ألعاب الآسيان في 2022. وتضم الألعاب الإلكترونية متنافسين في بطولات مثل: "دوري الأساطير" ، "دوتا 2"، "كاونتر سترايك"، أو "فيفا". كما أن هناك دوريات يلتقي فيها المحترفون مع بعضهم البعض، في مسابقة شبيهة بالدوريات الحقيقية. ولكن هل الألعاب الإلكترونية هي رياضة حقيقية؟ في الوقت الذي يتردد فيه الكثيرون في الإجابة بنعم، فإن إينجو فروبوس يعتقد ذلك. البروفسير في الجامعة الرياضية الألمانية في كولونيا، يسميها رياضة لأنها تنافسية، وتظهر العديد من ردود الفعل البيولوجية والفيزيائية، مثل زيادة معدل ضربات القلب والإجهاد، والتغيرات الهرمونية، تماما كما هو الحال في الرياضة الكلاسيكية. كما أشاد فروبوس بالعنصر التكاملي في الألعاب الإلكترونية: "اللاعبون يسافرون دوليا، إنها مثل عائلة كبيرة عالمية، لا يوجد أي حواجز بين الثقافات". وتتزعم آسيا والولايات المتحدةالأمريكية سوق الألعاب الإلكترونية، حيث اشترى نجم كرة السلة السابق، شاكيل أونيل، ونجم البيسبول السابق، أليكس رودريجيز، حصة في مجموعة "ان.ار.جي" للألعاب الإلكترونية. كما تزدهر الألعاب الإلكترونية في أوروبا، حيث تخصص مدرسة نرويجية حصصا لتدريسها، وفقا لفروبوس، فيما قال دات إن أندية الدرجة الأولى في هولندا وفرنسا، طلبت تأسيس قسمًا للألعاب الإلكترونية. وأكد رئيس شتوتجارت، رويتجيرمان، أن ألمانيا ينبغي أن تواكب هذه الظاهرة: "الحنين وتمجيد العصور القديمة ليس كافيًا اليوم"، مضيفًا أنه ينبغي على الأندية أن تواكب السوق العصري الحديث.