دفعت شركة تشاينا سبورتس ميديا مبلغا قياسيا بلغ 8 مليارات يوان (1.18 مليار دولار) في عام 2015 لابرام عقد لمدة 5 سنوات لبث مباريات الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم. وجاءت تلك الخطوة من قبل الشركة مع سعي الحكومة الصينية لاعطاء دفعة للرياضة في البلاد، حيث عانى الدوري المحلي والمنتخب الوطني كثيرا. وقال تشاو جون الرئيس التنفيذي لتشاينا سبورتس، إن التعليمات الجديدة الصادرة عن الحكومة ومنها وضع حد لعدد اللاعبين الأجانب، ستؤدي لتراجع نمو الدوري الصيني الممتاز، وإن الشركة تريد التفاوض على العقود التي أبرمتها في السابق. وفي القلب من الوضع الحالي تبرز القواعد الجديدة التي تضع حظرا افتراضيا على إبرام صفقات ضخمة لضم اللاعبين المميزين، إضافة للتغييرات الحادة في نظام الحصص، الذي يضع حدا لعدد اللاعبين الأجانب المسموح للفرق المحلية بالدفع بهم. وأوضح تشاو ومجموعة من المسؤولين عن الصناعة أن تلك الاجراءات الجديدة تزيد من الصعوبات التي تواجهها الشركات لتسويق المباريات للمشاهدين بنظام الدفع مقدما. وأكد تشاو أن شركته التي تتطلع لاستثمارات جديدة تسعى لتمديد عقودها مع الدوري الصيني الممتاز، واتفقت مع رابطة الدوري المحلي على تأجيل دفع 600 مليون يوان إلى ان يحل الطرفان المشكلة القائمة حاليا. وأضاف "نعتقد أننا أمام سوق جيدة على المدى الطويل، لكن الفترة المتاحة أمامنا الآن هي 5 سنوات وهو ما يجعل مجال الأعمال صعبا للغاية". وبدا التغيير في التوجهات السياسية إزاء الرياضة واضحا. ففي عام 2005 ظهر الرئيس الصيني شي جين بينج في صورة ذاتية (سيلفي) مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وسيرجيو أجويرو نجم هجوم مانشستر سيتي أحد عمالقة كرة القدم الإنجليزية. وبعدها قدمت شركة تشاينا ميديا كابيتال، المدعومة من الدولة وصاحبة حصة الأغلبية في تشاينا سبورتس ميديا، عرضا بقيمة 400 مليون دولار لنيل حصة في ملكية مانشستر سيتي. لكن الصين شددت هذا العام من القواعد الخاصة بعدد اللاعبين الأجانب الذين بإمكانهم المشاركة مع أندية الدوري المحلي، وأعلنت مؤخرا أن الفرق، التي تعاني من ثقل الديون، يجب عليها أن تدفع 100% ضرائب على أي قيمة صفقة للاعب أجنبي تتجاوز 45 مليون يوان. وتعني التغييرات، التي تلت استعراضا لمجموعة من أسماء النجوم الذين انضموا في صفقات قياسية ومنهم البرازيليان أوسكار وهالك، إضافة للأرجنتيني كارلوس تيفيز، أن الأندية لا يمكنها التعويل على الموارد المالية الكبيرة لشراء أفضل اللاعبين، وأن شبكات البث التلفزيوني باتت تملك نجوما أقل لمساعدتها في إغراء المشاهدين على الاشتراك في باقاتها.