فيما صعّدت قوات الأمن اللبنانية، عمليات الدهم وحملات التفتيش بمناطق تواجد اللاجئين السوريين في جرود عرسال بحثاً عن مسلحين، بدأ العد التنازلي لمعركة بقيادة الجيش اللبناني ضد المسلحين في المنطقة الواقعة قرب الحدود مع سوريا. وكان أشار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى أن الجيش اللبناني سيقود المعركة وسينفذ عملية في منطقة عرسال، مؤكداً عدم وجود تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري. حسب ما نقل موقع "24" ويأتي ذلك وسط انتقادات وجهت إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية على خلفية انتهاكات بحق لاجئين سوريين، حيث نشر مؤخراً على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب وحرق وانتهاكات بحق النازحين السوريين في عرسال. وكانت أشارت القوات الخاصة اللبنانية، أمس الأربعاء، إلى أن عمليات مداهمة أسفرت عن اعتقال عدد من المسلحين، في الوقت الذي حذرت فيه هيئة علماء المسلمين اللبنانية من جريمة بحق المدنيين من اللبنانيين والسوريين في عرسال. حزب الله والنصرة وكانت ميليشيات حزب الله اللبنانية قد أمهلت المسلحين في المنطقة مهلة زمنية للاستسلام، وأشارت مصادر محلية إلى أن مفاوضات بين "جبهة النصرة" (فتح الشام) وحزب الله عبر "سرايا أهل الشام" ووسطاء آخرين، حول إخلاء مسلحي النصرة جرود بلدة عرسال باءت بالفشل. وأفادت معلومات صحافية متقاطعة أن المفاوضات بلغت حائطاً مسدوداً نتيجة إصرار "النصرة" ممثلة بمسؤولها في القلمون أبو مالك التلة على مغادرة الجرود مع كامل أسلحتها الخفيفة والثقيلة، إلا أن الحزب رفض الأمر واشترط على النصرة مغادرة المسلحين مع أسلحة خفيفة فقط. وكان التفاوض استؤنف لإيجاد تسوية لإخلاء الجرود من هذا التنظيم الأسبوع الماضي، على وقع مواصلة الجيش السوري غاراته الجوية على مواقع المسلحين في منطقة القلمون والجرود البعيدة من عرسال، منذ أكثر من 10 أيام، وبعد تسريبات للحزب تفيد بأن ساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية في الجرود اقتربت. غارات سورية والأربعاء، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جديدة على الحدود اللبنانية السورية، وتلك هي المرة الرابعة خلال أسبوع التي تشن فيها طائرات حربية سورية غارات جوية على مناطق المسلحين في المنطقة الحدودية على السلسلة الشرقيةللبنان. يذكر أن جرود عرسال منطقة قاحلة في الجبال الواقعة بين سورياولبنان وهي قاعدة لعمليات الجماعات المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية بما في ذلك جبهة النصرة وتنظيم داعش، إضافة إلى أن بها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من الصراع في سوريا إلى مخيمات للاجئين في الجرود. وتؤوي البلدة أكثر من 100 الف نازح سوري يتوزعون على عشرات المخيمات في البلدة وجرودها. مخاوف وكشف مصدر عسكري للهار اللبنانية أن هناك ما يمكن وصفه بالغموض الملتبس حول موعد المعركة التي يعتزم "حزب الله" القيام بها خصوصاً أن الطيران السوري دأب في الأيام الماضية على قصف مواقع للمسلحين في جرود عرسال فيما تحدث البعض عن قصف أرضي لهم من جانب الحزب أيضاً. وأشارت الصحيفة إلى تخوف مصادر سياسية رسمية في لبنان من تصاعد هذه الأزمة، خاصة مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن، وهي الزيارة التي تترقبها دوائر سياسية هامة خاصة وسط وجود توقعات بأن يتم إثارة هذه القضية على هامش لقاء الحريري مع الرئيس دونالد ترامب، الأمر الذي طرح قضية "توقيت" إثارة هذه القضية وتصاعد أزمة اللاجئين السوريين في لبنان تزامناً مع اقتراب هذه الزيارة. النازحون السوريون وحول أزمة اللاجئين السوريين، قال الحريري في تصريحات نشرت الجمعة الماضية: "في الآونة الأخيرة، برز نقاش حول عودة السوريين. وهنا أود أن أكرر موقفي من هذه المسألة بعبارات واضحة جداً". وأضاف: "سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة". وتحدث خلال اجتماع للجنة التوجيهية العليا للنازحين قائلاً: "نحن ندعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين، ومع ذلك فإننا لن نجبر، تحت أي ظرف، النازحين السوريين على العودة إلى سوريا".