بالرغم من أن أصابع الاتهام تشير إليهم من قبل العديد من المراقبون، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، أدانت الهجمات الأخيرة التي استهدفت كمين أمني بالبدرشين، وسائحات ألمان بالغردقة أمس الجمعة، وهو ما فسره بعد المنشقين أنه محاولة للتصالح عقب ضعف موقف قطر، والتصاعد ضدها، خوفًا على مصيرهم. وفي بيان للجماعة اليوم، قالت الإخوان إن الدم حرام، بينما زعمت فشل السلطات الأمنية في عدم اتخاذ إجراءات كافية لتأمين المنشآت والسائحين الأجانب بالبلاد، وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية. واستشهد 5 من أفراد الشرطة في إطلاق نار لمسلحين مجهولين في هجوم استهدف سيارتهم بالبدرشين، كما لقيت سائحتان ألمانيتان مصرعهما، وأصيب 6 أخريات في حادث طعن بأحد منتجعات الغردقة، ولم تعلن أية جماعة إرهابية مسؤوليتها عن هجمات الجمعة، حتى الأن.
محاولة للتصالح بعد موقف "قطر" الحرج في ضوء ما سبق أوضح الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، أن هذا البيان ليس محدد من فصيل معين من قبل الجماعة، لذا من الممكن أن يكون من الشباب المعتدلة الفكر التي تحاول أن تعود في أحضان الوطن، فتحاول تغازل الشعب المصري للعودة. وأضاف" الهلباوي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، إنما إذا كان البيان من المجموعة المتطرفة فهذا يعني أنهم شعروا بموقف "قطر" المحرج، عقب الأزمة الخليجية، لذلك يحاولو أن يعودوا ينخرطوا وسط الشعب المصري من جديد، لاسيما وأن الصراع العربي لازال مستمر، وموقفهم أصبح صعب. ولفت القيادي الإخواني المنشق، إلى أن هذا البيان يعد مداعبة للقوى السياسية المدنية للتصالح بعيدًا عن المواطنين الذين كان لهم دورًا كبيرًا في اسقاط حكم الجماعة.
وسيلة لتجنب تورط قطر وقال الدكتور خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن الإخوان المسلمين، إن إدانة جماعة الإخوان للعمليات الأخيرة في مصر، ماهي إلا وسيلة للتنصل من العمليات الإرهابية، للإثبات أنهم جماعة سلمية وليس لهم علاقة بحماس وغيرهم من الجماعات المتطرفة، لاسيما أمام الغرب. وأضاف "الزعفراني، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن جماعة الإخوان بمصر تحاول تظهر أمام دول بعينها مثل المملكة والكويت والإمارت والبحرين أنها ليس لها علاقة بإخوان البلدان الأخرى، لعدم توريط قطر في العمليات الإرهابية، وتجنب الحديث عنها. وأشار القيادي المنشق، إلى أن هذه طريقة جماعة الإخوان ونهجها، وليس جديد عليها، فعندما ترى نفسها تغرق تحاول انقاذ نفسها بأي وسيلة وعلى حساب أي أطراف.