أعرب الشاعر محمد بكر مدير قصر ثقافة نجيب الريحاني، عن سعادته بالنجاح الذي حققه القصر منذ افتتاحه وحتى الآن وجذبه للعديد من المواهب الشابة والأطفال من أبناء منطقة حدائق القبة ودير الملاك، وهي المنطقة المجاورة للقصر، في فترة زمنية قصيرة. وقال "بكر" في تصريحات خاصة ل"الفجر الفني" إن القصر يعمل بالجهود الذاتية نظرًا لقلة الموارد التي يتحصل عليها من ميزانية وزارة الثقافة المخصصة لقطاع القاهرة الكبرى، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الإقبال الجماهيري على القصر يتزايد يومًا بعد يوم ما يؤكد على أهمية القصر ثقافيًا في جذب رواده من أبناء المنطقة وتأثرهم به وبمكانته لديهم.
وعن الصعوبات التي يواجها "بكر" بخلاف قلة الموارد المالية للقصر، قال: "نواجه بعض الصعوبات الإدارية مثل تعيين بعض الأشخاص والذين لا يمتون بأي صلة للثقافة في أماكن هامة مما يعيق العملية الثقافية، ويجعل منهم موظفين يؤدون ساعات عملهم فقط دون النظر لتطوير أو تحديث إمكانيتهم أو إمكانيات المكان الثقافي الذي يعملون به".
وأضاف: "نواجه صعوبات أخرى مثل نقص العمالة المختصة في النظافة وجمع القمامة بالقصر ومحيطه، وهو ما يجعلنا نقوم بتنظيف المكان بأنفسنا، أو يجعلني في بعض الأحيان أصرف من جيبي ومالي الشخصي للحفاظ على نظافة المكان الذي أديره، كما عانينا من وجود بعض الخلافات والمشاجرات التي تحدث بين رواد القصر وأصحاب المقاهي المتواجدة بجوار القصر ولكننا تغلبنا هذه المشكلة الآن بعدما أخبرنا أصحاب هذه المقاهي بأن هناك منفعة متبادلة بيننا".
وتابع "بكر": "القصر يتكون من دور أرضى إضافة إلى دورين علويين، ويشمل مسرح صغير يسع 100 كرسي، إلى جانب مسرح آخر للطفل، ومكتبة عامة، وقاعة للفنون، وقاعة للندوات، ونادي للمرأة، بالإضافة إلى عدد من الغرف الإدارية".
مضيفًا: "هدفي هو احتواء أطفال الشوارع وأطفال المدارس وتنميتهم ثقافيًا حتى لا يكونوا مشاريع جاهزة للفساد والإرهاب داخل المجتمع، ولدي 3 أطفال يمتلكون أصوات رائعة وسأقف بجانبهم حتى منحهم المزيد من الخبرة، ولهم مطلق الحرية في اختياراتهم بعد ذلك أما التكملة بالقصر أو الاحتراف على مسارح دار الأوبرا، لأن وظيفتي هي البحث عن المواهب المختلفة وتسليط الضوء عليها وليس احتكارها لصالح القصر، وأزرع في هؤلاء الأطفال منذ أول يوم لهم في القصر الانتماء للمكان وللمنطقة التي يسكن فيها والانتماء لمصر حتي يكون أمينًا على وطنه في المستقبل".
وفي جولة خاصة اصطحبنا فيها "بكر"، تجول "الفجر الفني" داخل القصر لرصد المنارة الفنية والثقافية التي يتمتع بها القصر، وكشف لنا "بكر" عن مكان الأسانسير الخاص بالأكل الذي كان يصعد لغرفة نوم الفنان الراحل نجيب الريحاني، ومكان المرقص الذي شهد كل حفلات وسهرات "الريحاني" مع أصدقاءه، ومكان المسرح الذي ظهر عليه الفنان يوسف بك وهبي وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في فيلم "غزل البنات" والذي شارك في بطولته "الريحاني" مع ليلي مراد وأنور وجدي، وقاموا بتصوير أغنية "ليه يا عين ليلي طال"، والذي تم تصويرها داخل قصر "الريحاني" عام 1951.
ومن المواقف المضحكة التي سردها لنا "بكر" خلال جولتنا معه بالقصر أن هناك عدد من القصص والأساطير تقول إن القصر الذي صممه المهندس الإيطالي شارل عيروط، وأبدع في تصميمه عام 1949 -حسب اللوحة الرخامية المثبتة على أحد الجدران- مسكون بالأرواح نتيجة لغلقه سنوات طويلة بعد رحيل صاحب القصر.
وفي نهاية جولتنا بالقصر، كشف لنا "بكر" أن هناك احتفالية ضخمة يعد التحضير لها حاليًا للاحتفال بذكرى ميلاد الفنان الراحل "نجيب الريحاني"، وستشهد الاحتفالية ميلاد فرقة كورال القصر، بالإضافة إلي ميلاد فرقة "نجيب الريحاني"، كما ستشهد الاحتفالية عدد من المفاجآت سيعلن عن تفاصيلها قبل الحفل بأيام قليلة.