صعد نجمه، وبزغ في السلك الدبلوماسي، شغل مناصب عديدة منها، عمل مديرًا للشئون الخارجية في مجلس أبو ظبي، سابقًا سفيرًا غير مقيم في المكسيك، تميز بعلاقاته الواسعة، وبشهرته، يصفه المسؤولين الأمريكان بالبارع والشخص القوي لعدائه الشديد للإخوان، هذا هو يوسف العتيبة السفير الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة في الولاياتالمتحدة. يوسف العتيبي وُلد العتيبة لأم مصرية وكان أباه مانع سعيد العتيبة أول وزير للنفط في الدولة الإماراتية، حصل العتيبة على درجة في العلاقات الدولية من جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، وذلك بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية في القاهرة. وكان زميلًا دوليًا في الكلية الصناعية للقوات المسلحة التابعة لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة. مناصبه شغل "العتيبة"، مناصب عدة، حيث عمل لمدة سبع سنوات مديرًا للشئون الخارجية في مجلس ولي عهد أبو ظبي، عمل خلال هذه الفترة على تعزيز أمن الإمارات العربية المتحدة وعلاقاتها الاقتصادية في المنطقة. سفيرًا لدى واشنطن أدلى العتيبة بالقسم سفيرًا للإمارات في الولاياتالمتحدة في 21 يونيو، 2008، وعقب وصوله، قام بتعيين إيمي ليتل توماس والتي كانت من بين الأكثر نفوذًا ووصولًا داخل إدارة جورج بوش (وحصلت لاحقًا على منصب مسئولة المراسم بالسفارة الإماراتية). فتحت إيمي لعتيبة كل الأبواب التي احتاج الدخول إليها. ظهر عتيبة بعد ذلك في كل مكان. يصف أحد المتابعين للمشهد الاجتماعي ظهوره في المشهد في واشنطن بالكثيف. هاورد بيرمان، عضو مجلس النواب الأمريكي وعضو الحزب الديموقراطي عمل عن قرب مع عتيبة في اتفاقية للسماح للإمارات بالحصول على مواد نووية من الولاياتالمتحدة لأغراض سلمية. ونشر موقع هفنجتون بوست مقالًا مطولًا عنه بعنوان "يوسف العتيبة الرجل الأكثر سحرًا في واشنطن". بارعًا يقول بيرما عن عتيبة "إنه دبلوماسي بارع". مات سبينس، الذي كان مستشارًا لوزارة الدفاع لشئون الشرق الأوسط يقول "كان عتيبة بارعا لسببين رئيسيين: لأنه عندما يتحدث فإنه يمثل حكومته بشكل كامل، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إليه بسهولة". القوي والعدواني في أولى سنواته في واشنطن، بدا واضحًا أن عتيبة –تمامًا كمحمد بن زايد- مهتم بأمرين رئيسيين: الكراهية العميقة للإسلام السياسي، وخصوصًا جماعة الإخوان المسلمين، والأمر الآخر هو الموقف تجاه إيران والذي وصفته ويكيليكس "بالقوي والعدواني في بعض الأحيان". رائع "هذا رائع" هكذا عبر جو سكاربرو المذيع التلفزيونى عندما ظهر معه العتيبة في برنامجه الصباحي "مورنينج جو" مؤكدًا هوية الطيار الذى قاد الضربات كان رد العتيبة عليه "لم يكن ليمكننا فعل ذلك دون مساعدتكم، وكذلك أنتم لم يكن ليمكنكم القيام بذلك بدوننا" مشيرًا إلى الضربات ضد تنظيم داعش. رد عليه سكابرور بإعجابه الشديد بما تم. علاقاته الواسعة في خلال سنوات قليلة، أصبح للعتيبة نفوذًا كبيرًا في العاصمة الأميركية. خلال الكثير من المناسبات، تناول العتيبة عشاءه مع إعلاميين لامعين، أعضاء في الكونغرس وبعض الشخصيات السياسية في مكانه المفضل: فندق فور سيزون في جورج تاون. "هو لا يبحث عن أحد، الناس هم من يتطلعون لمقابلته" هكذا وصف أحدهم هذه اللقاءات. يعد العتيبة أفضل ضيف على عشاء أحد السياسيين في واشنطن: رجل مسلم يستطيع التحدث بصراحة عن الأزمات السياسية في المنطقة. دهاء شديد يصفه أحد المعاونين الذين عملوا في البيت الأبيض بالدهاء الشديد. يقول: "إنه شخص اجتماعي جدًا في الأحداث والمقابلات، إنه يفهم كيف تسير واشنطن وكيف تسير المنطقة وهو ما تفتقده دول بأكملها، يعلم تمامًا كيف يُجاري الكيانات المختلفة وربما كيف يوقع بينها حينما يحتاج لذلك". قال عنه أيضًا السيناتور ريتشارد بور رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي "لقد قضيت وقتًا مع يوسف ربما يفوق الوقت الذى قضيته مع أي شخص آخر". تداولت معلومات عن السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، عقب اختراق قراصنة لحساباته، والذي كشف عن اختراقه ليل، حيث اخترقته مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها اسم "غلوبال ليكس" أرسلت عينة من رسائل إلكترونية تمت قرصنتها من صندوق البريد الوارد من السفير يوسف العتيبة، إلى وسائل إعلام أمريكية تضمّ 55 صفحة من الوثائق. ولم يصدر أي موقف رسمي من قبل حكومة أبوظبي ينفي أو يؤكد قرصنة البريد الإلكتروني لسفيرها في واشنطن، إلا أن "الديلي بيست" الأمريكية نقلت عن المتحدثة باسم السفارة الإماراتية في واشنطن تأكيدها عملية الاختراق، مشيرة إلى أن عنوان البريد الإلكتروني المخترق يتعلّق بالسفير العتيبة، وأن ما وصل الصحيفة قد يكون وصل لصحف ومواقع إخبارية أخرى.