الأحزاب في مصر ليست ناجحة "السيسي" سيترشح للانتخابات الرئاسية وسيفوز بها "السيسي" نجح على المستوى الخارجي وحقق إنجازات عديدة الإخوان لم يختفوا.. وسيعودوا بعد 25 عامًا
فجر الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، العديد من المفاجآت والأسرار الهامة في حواره الناري ل"الفجر"، حول جولة الانتخابات الرئاسية القادمة في 2018، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيخوض تلك الانتخابات وسيفوز بها، كما انتقل إلى إنجازات "السيسي". وتطرق إبراهيم، إلى عهد الإخوان المسلمين بأنه لن يعود مرة أخرى لأنه ترك تجربة مخيبة ومريرة مع الشعب المصري، منوهًا إلى دور النخبة السياسية في الفترة الراهنة، مطالبًا إياها بمراجعة نفسها وتكون رقيبة على السلطة التنفيذية، وأن تتحدث وتكتب وتنزل إلى الشارع.. وإلى نص الحوار:
بدايةً.. ما تعليقك على المشهد السياسي بوجه عام؟ المشهد سائل متطور سريع، في الداخل والخارج، وظهرت تجليات ذلك في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئاسته للوفد المصري الكبير لتمثيل مصر، فضلًا عن قيادات الدول العربية والأمريكية لبحث الأزمات الإقليمية.
هل يصب ذلك كله في حل الأزمات المصرية التي تواجه رجل الشارع؟ لا، فمن ناحية، المساعدات التي تأتي إلى مصر، مازالت عند مستواها الذي لمسناه في السنوات السابقة، بينما رجل الشارع، يعاني الأمرين من الارتفاع الحاد في أسعار السلع والخدمات، تزامنًا مع المرور بشهر رمضان المبارك، ولذلك لا بد من وضع حلول لذلك من قبل الحكومة المصرية.
الجانب الآخر، وماذا عن الأحزاب؟ فهنا نجد أن مصر بها ما يزيد عن 100 حزب مسجلين، والمواطن في الشارع المصري يكاد لا يشعر إلا بوجود حزبين أو ثلاثة، وبالتالي لماذا انصرف المواطن عن تلك الأحزاب، ولماذا لم تنجح تلك الأحزاب في اختراق الشارع المصري وتجنيد أعداد من أبناء هذا الوطن وخاصةً الشباب، الذين هم عماد المستقبل؟!.
ماذا عن علاقة الدولة بالشباب؟ الدولة عقدت عدة مؤتمرات للشباب حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزراء، وأجريت فيها حوارات متعددة، لم تخلو منها الصراحة والأمانة في طرح القضايا، ولكن يظل السؤال وماذا بعد؟!. أما ترجمة هذا الانفتاح والسيولة الفكرية على أرض الواقع، فهل المناطق والمحافظات المحيطة بانعقاد مؤتمرات الشباب شعرت، بنتيجة تلك المؤتمرات في الشارع. مدينة كبيرة مركز كرداسة، الذي كان على ملئ السمع والبصر، في المظاهرات والاحتجاجات خلال الخمس سنوات الأخيرة، لم يشارك منها أحد في تلك المؤتمرات، إذً في هناك عتب، بل ينبغي أن يكون في أحد تلك المؤتمرات التي يرأسها أن يكون لكرداسة ممثلين بها، حتى لنعلم لماذا انفجرت كرداسة، ولماذا عانى أهلها من الحصار والإجراءات الأمنية المشددة، ولماذا احتدم الصراع بين الأهالي والشرطة؟!.
منذ أن تولى "السيسي" رئاسة مصر، في أي المجالات حقق نجاحاً أكثر؟ في المجال الإقليمي والدولي، وحقق نجاحات داخليًا أيضَا، حيث على المستوى الإقليمي، حقق نجاحات في إقامة علاقات طيبة مع الدول، جلبت لمصر كمية هائلة من المساعدات، المالية والعينية، شاحنات نفط وغاز من الأشقاء العرب وفي منطقة الخليج، فضلًا عن استمرار الدعم الغربي؛ الأوروبي والأمريكي، لمصر، وأيضًا مواجهة الإرهاب، وبخاصةً بسيناء، مشروع قناة السويس الجديدة، ومثلث التنمية، الذي يبدأ من القصير ويتوجه إلى سوهاجالأقصر، ثم إلى البحر الأحمر.
برأيك، هل سيترشح "السيسي" للرئاسة في 2018؟ نعم، سيترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للرئاسة وسينجح، لأن المصريين تعودوا ألا يغيروا الحصان، فضلًا عن أن مصر تمر بمرحلة عصيبة ينبغي التضامن فيها، وفي غياب بدائل معروفة، سيقوم المواطن المصري، بالتصويت للسيسي.
هل ترى أن هناك بوادر لثورة جديدة؟ هناك غضب مكتوم، ولكن الشعب المصري صبور، وظهر ذلك جليًا في صبر الشعب 30 سنة على حكم مبارك، فلذلك أرى أنه يستطيع الصبر من 5 ل 7 سنوات قادمة. ولكن الجديد أن الشعب المصري لم يعد يخاف، ولذلك فله تعبير جرئ عن الغضب، على عكس ما كان يحدث أيام "مبارك"، وربما هذا التعبير، يقدم تنفيس دوري عن هذا الغضب.
كيف قرأت إعلان حمدين صباحي عدم خوضه الانتخابات الرئاسية؟ حمدين يأس من المشهد السياسي، أو أنه قام بواجبه في الانتخابات السابقة، أو تعب سياسيا وماديًا من خوض معارك جديدة، وهو شخصية أكن لها كل التقدير، حيث انتخبته فعليًا في الانتخابات الرئاسية السابقة، ولم انتخب السيسي. وكنت أتمنى أن يكون أحمد شفيق، ضمن قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه أكثر من مرشح حتى يتاح للشعب المصري فرصة الاختيار بحرية.
بما تنصح النخبة السياسية في الوقت الحالي؟ أنصح النخبة السياسية، بمراجعة نفسها وتكون رقيبة على السلطة التنفيذية، وأن تتحدث وتكتب وتنزل إلى الشارع.
من الممكن أن يفاجئ سعد الدين إبراهيم القوى السياسية بالترشح للرئاسة؟ لا، لأنني بلغت من العمر أرذله، كما أنني أؤمن حقيقة بأن القيادة تحتاج لجيل شبابي، وأن نسانده نحن بالشورى والمشاورة إذا احتاج إليها، وليكن لنا فيما حدث في فرسنا، أسوةً لنا، وبالمناسبة أهم شخصية قيادية مهمة في العصر الحديث، هو جمال عبد الناصر، هذا وفي النمسا وفرنسا شباب يمثلون القيادة، فنحن نتمنى أن يأتي اليوم، ويقود مصر شباب في مقتبل العمر.
هل ترى أن البيئة السياسية تنذر بإفراز نخبة سياسية جديدة؟ النخبة السياسية دائمًا ما تفرز، ولكن تحتاج وقت لكي تعرف، فمنذ ثورة 25 يناير، ظهرت أسماء جديدة لم تكن موجودة على الساحة، بعضها لا يزال ثائر، وبعضها تم تكميمه، فالنظام على ما يبدو لا يريد أي منافسة، في السلطة، وإذا كانت هناك منافسة فتكون محدودة وشكلية وصورية، للخداع الداخلي والخارجي.
ما تعليقك على مطالب بعض النواب بتعديل مدة الرئاسة؟ مدة الرئاسة 4 سنوات، تتجدد مرة واحدة، وهذا يكفي، لأن كل الدول الديمقراطية تسير على هذا النهج. أما عن مطالب البعض بتعديل مدة الرئاسة ل 6 سنوات، فهذا لا يصح ، ولذلك هذا المجلس شبه في جبين الديمقراطية، فهو لا يستحق الاسم، فمالجلس هو صوت سيده – بحسب قوله-.
في رأيك هل عهد الإخوان انتهي أم سيعود بعد فترة؟ الإخوان لم يختفوا من الساحة، وفي رأيي الإخوان لن يصلوا إلى السطة لمدة جيل كامل، أي 25 سنة، لأن التجربة تركت مرارًا شديدًا لدى عدد كبير من المواطنين، فالناس تعاطفت مع الإخوان ووصلتهم للسلطة إلا أن التجربة كانت مخيبة، لآمال قطاعات كبيرة إخوانية وغير إخوانية، وبالتالي لا اعتقد أن الشعب في ظل انتخابات حرة ونزيهه سيخوضها الإخوان، ستعطيهم نفس التأييد الذي حصلوا عليه المرة السابقة.
ماذا عن حديث البعض الدائر واتهامك بالعمالة وتلقي تمويلات أجنبية؟ وماذا عن علاقتك بأمريكا؟ لم نتلق أي أموال منذ 15 سنة، حتى لو تلقينا أموال فالدولة نفسها تتلقى أموال. وعن ما يخص علاقتي بأمريكا، فعلاقتي بها مثل علاقتي بألمانيا والصين، في حدود القانون، فالجدية والشفافية أساس تعاملنا مع أي جهة، داخلية أو خارجية.
أي المرشحين سيتم التوافق على حوله في الانتخابات الرئاسية؟ كلمة التوافق هي كلمة شمولية، والأفضل أن يتواجد أكثر من بديل لإتاحة الفرصة للشعب أن يختار بحرية، كأحمد شفيق، عمرو موسي، حمدين صباحي، هشام جنينه، وأنا شخصيًا يمكنني أنا أرشح حمدين صباحي أو هشام جنينه، فالشخصيين أكن لهما كل التقدير والاحترام.
إعلان منى البرنس وأحمد مهران وغيرهم الترشح للانتخابات، هل ذلك من باب الشهرة؟ في هذا وفي ذاك، فهناك شخصيات تسعى للشهرة، وأخرى من باب الرغبة الحقيقية، فهو في الأصل مواطن مصري أو مواطنة مصرية، يحق لها الترشح للرئاسة، وينطبق ذلك على الراقصات والعاهرات والموظفين وغيرهم، طالما يتمتعوا بحقوق المواطنة.