ساعات قليلة وتهل علينا دار الإفتاء المصرية فى إحتفال تقيمه لرؤية هلال رمضان لإعلان غرة الشهر الكريم، وهذه عادة في العصور الإسلامية الأولى كان قديمًا يخرج على المواطنين مجموعة من الفقهاء في أخر شهر شعبان لرؤية هلال رمضان وذلك اقتداء بالسنة الشريفة. ويعد أول من خرج لرؤية الهلال في مصر القاضي غوث بن سليمان الذي توفي سنة 168ه ، وقيل إن أول قاض ركب في الشهود إلى رؤية الهلال هو أبو عبد الرحمن بن لهيعة الذي تولى قضاء مصر بعد وفاة أبي خزيمة سنة 155ه، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت ب "دكة القضاة" ، يخرج إليها لاستطلاع المواطنين. العصر الفاطمي: وفى العصر الفاطمى ظهر ما يعرف بموكب أول رمضان أو موكب رؤية الهلال، و تم استطلاع الهلال من فوق مئذنة جامع بدر الجمالى. العصر المملوكي: فى العصر المملوكى فكان قاضى القضاة يخرج لاستطلاع الهلال من فوق منارة مدرسة المنصور قلاوون ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف ، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد. ويخرج قاضى القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره ، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام . عصر العثماني: عاد استطلاع رؤية هلال رمضان مرة أخرى إلى سفح المقطم وذلك فى العصر العثمانى ، فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية فى، ثم يركبون جميعاً يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال ، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية ، حيث يعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته فى موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل فى ليلة مشهودة . إنشاء أول مرصد فلكي: في عام 1838م تم إنشاء أول مرصد فلكي فى مصر في القلعة، ثم انتقل بعد ذلك إلى العباسية باسم الرصد خانة ثم نقل بعد ذلك إلى حلوان سنة 1903 م، نظرًا لتعذر رؤيته من منطقة العباسية . عصر الخديو عباس حلمي: أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل رؤية هلال رمضان إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق . وفي عام 1956م كانت مصر تعمل بنظام الاستطلاع بالعين المجردة، وأدى كثافة السحب إلى إلغاء نظام استطلاع الرؤية بالعين المجردة و استبدل ب "الحسابات الفلكية". دار الإفتاء المصرية: في أواخر القرت التاسع عشر تم إنشاء دار الإفتاء المصرية، وتم اسناد إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به. وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية فى احتفال يحضره الإمام الاكبر والمفتون السابقون ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة والوزراء وسفراء الدول الإسلامية ورجال القضاء وغيرهم من رجال الدولة .