على رأسها السكر والضغط والقلب الاستعدادات لشهر رمضان تختلف للشخص المريض عن السليم، استعدادات يغلفها الخوف ويتخللها الأرق ويشوهها التفكير، الصراع مع المرضى يبدأ مبكرًا، ليجد المريض نفسه محاصرًا بين مقصلة نية الصيام وصعوبة تناول الأدوية فى مواعيدها المحددة. الغريب فى الأمر هو اللامبالاة التامة التى تواجه بها وزارة الصحة مخاوف المرضى فى الشهر الكريم، فلا بيان إرشادى ولا تعليمات مكتوبة توزع بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الأطباء أو الصيادلة بشأن تنظيم التعاملات مع المرضى خلال الصيام. الخطورة تتجسد فى تأثر كل المرضى بتغيير مواعيد تناول الأدوية عن مواعيدها المعتادة، وتدهور الأمور سريعًا مع مرضى السكر، الضغط، القلب، الغدة الدرقية والصرع، ويوضح الدكتور على عبدالله، مدير المركز المصرى للدراسات الدوائية ل«الفجر» المشهد، بقوله: قد يتعرض مرضى الصرع إلى نوبات صرع متكررة، نتيجة تغيير مواعيد أدويتهم فى رمضان. وتابع: حتى إذا تناولوها فى وقت الإفطار أو السحور، لو كانت الأدوية قصيرة المفعول قد تزيد نوبات الصرع، والحل لهذه المشكلة يتمثل فى استشارة الطبيب وأخذ أدوية صرع طويلة المفعول لتكفى طوال فترة الصيام، أما مرضى السكر فينبغى عليهم استبدال الأنسولين قصير المفعول بآخر طويل، ليتناسب مع ساعات الصيام، أو يخفض جرعة الأنسولين التى يتناولها بعد السحور. وعن مرضى الغدة الدرقية يقول مدير المركز المصرى للدراسات الدوائية، من الأفضل تغيير مواعيد تناول أدوية الغدة، ولا بد أن يتناولها المريض ومعدته فارغة، مع تقليل شرب الشاى والعصائر، لأنها تزيد الحموضة ما يؤثر على امتصاص الأدوية، وطالب وزارة الصحة بضرورة إرسال تعليمات واضحة مكتوبة لكل من الأطباء والصيادلة فى طريقة التعامل مع المرضى، على الأقل خلال شهر رمضان. وحذر مدير المركز المصرى للدراسات الدوائية من أن عدم الانتباه لتغيير مواعيد الأدوية لبعض مرضى الضغط والقلب قد يؤدى إلى ارتفاع نسبة الجلطات الدماغية والقلبية خلال الشهر الكريم.