تبدلت مواقع أندية الصف الثاني في الدوري الألماني البوندسليجا هذا الموسم، في ظاهرة لم تحدث في السنوات الأخيرة. فبعد أن كانت فرق مثل باير ليفركوزن وشالكه ومونشنجلادباخ وبريمن وغيرها، تأتي خلف بايرن ميونيخ ودورتموند، تقدمت فرق أخرى إلى تلك المراكز مثل الوافد الجديد لايبزيج وهوفنهايم وهيرتا برلين وفرايبورج. وهناك دروس أخرى ظهرت مع نهاية الموسم من أبرزها: 1. اختفاء "الفريق الصاعد" من أهم دروس موسم الدوري الألماني 2016-2017، إلغاء مصطلح "فريق صاعد" للدوري. فعادة كانت الفرق الصاعدة للدوري، هي فرق يتحتم عليها أن تكافح بكل قوة من أجل النقاط، ولا يهم الأداء الكروي، فالمهم هو عدم الهبوط من جديد. لكن هذه النظرة تغيرت الآن مع لايبزيج وفرايبورج، الصاعدين هذا الموسم. فقد ظل لايبزيج ينافس بايرن معظم أوقات الموسم على الصدارة، وفي النهاية احتل المركز الثاني، أما فرايبورج احتل المركز السابع. وكانت عروض الفريقين خصوصا الوصيف لايبزيج تتميز بالشجاعة والخطط الذكية، حسب ما يرى موقع قناة "إن تي في" الألمانية. 2. القدرة على الفوز وتلقي الخسارة فاز بايرن بالبطولة عن جدارة، لكنه على عكس السنوات الأربع الماضية، لم يكن ذلك العملاق الذي لا يقهر، فقد خسر مباراتين وتعادل في 7، بينما خسر لايبزيج صاحب المركز الثاني 7 مباريات وفي المقابل خسر دورتموند صاحب المركز الثالث 6 مباريات. ويقول موقع "Zeit" إن الدوري الألماني أكثر توازنا مما يظهر في ترتيب الفرق في جدوله "فعندما يواجه كولن، صاحب المركز الخامس، فولفسبورج، صاحب المركز ال16 لن تلاحظ فرقا كبيرا في المستوى الكروي". وأضاف أن فريقا مثل هيرتا برلين فاز بمباريات كثيرة بسبب قلة الحظ، وفريقا مثل ماينز لو كان حظه سيئا قليلا لهبط هذا الموسم. 3. الفوز المتسلسل والهزائم المتتالية فريق مثل إنجولشتات لم يفز ولا مرة واحدة في المباريات العشرة الأولى له هذا الموسم، وفجأة فاز في أسبوع واحد في ثلاث مباريات. فريق آخر هو فرانكفورت، كان في ختام دور الذهاب يحتل المركز الرابع وفي دور الإياب كان أسوأ الفرق في البطولة، كذلك فيردر بريمن لعب بقوة وحماس لمدة طويلة وكأنه يصارع الهبوط وفجأة خسر 11 مباراة متتالية. وتلقى هامبورج كالعادة في ميونيخ هزيمة ثقيلة، لكن بعدها وفي أربع مباريات متتالية على أرضه فاز على مونشنجلادباخ وكولن وبرلين وهوفنهايم. كما أكد موسم البوندسليجا، الذي أسدل عليه الستار السبت الماضي، أن البطولة لا يفوز بها عموما، وخصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، إلا مدرب كان لاعبا دوليا كبيرا. أما المدربون، أصحاب الأسماء غير المعروفة مسبقا، فقد برز بعضهم ونجح في فترات، لكن في النهاية لابد من الانتظار حتى يكسروا تلك القاعدة. 4. أعداد الجماهير في تناقص تركيز معظم فرق الدوري على اللعب البدني أضر بالأندية الألمانية في المسابقات الأوروبية. في ألمانيا لا تعتني الفرق كثيرا بالمهارات الفنية للاعبيها، وتركز أكثر على القدرة على الجري واللياقة البدنية. ومن نتائج ذلك عدم تواجد فريق ألماني منذ فترة طويلة في نصف نهائي أي بطولة أوروبية منذ عام 2014، العام الذي فازت فيه ألمانيا بكأس العالم. الحقيقة هي أن بايرن ميونيخ هو الفريق الوحيد، الذي كانت تذاكر مبارياته مباعة عن آخرها، وبالنسبة لبقية الفرق فإن هناك 10 أندية انخفضت أعداد الجماهير في مدرجاتها هذا الموسم مقارنة مع الموسم الماضي، ومن بينها دورتموند وشالكه وبريمن.