انتهى الدورى الفرنسى الليج "إ" رسميا وتوج فريق الإمارة موناكو بطلآ لفرنسا لأول مرة منذ ثمانية عشر عاما، وللمرة الثامنة فى تاريخه. وأنهى موناكو هيمنة باريس سان جيرمان على اللقب الذى ظل فى حوزة أبناء العاصمة لخمس سنوات متتالية، ويعلن بدء حقبة جديدة فى عالم الدورى الفرنسى لتعود المنافسة داخل فرنسا كما كانت عليه من قبل، حين كان الدوري يتنافس عليه ليون ومارسيليا وسانت إيتيان حتى آخر جولة من عمر الدوري، وليس كما فعل باريس سان جيرمان فى المواسم الخمس الأخيرة وخاصة منذ بداية حقبته الرائعة التى بدأت مع رجل الأعمال القطري ناصر الخليفى مالك النادى الباريسى، والذى نجح نجاحآ كبيرآ فى جعل هذا النادى زعيمآ لفرنسا وخصمآ قويآ فى دوري أبطال أوروبا، وهو المشروع الذى ينتظر القطري تحقيقه، وبسببه تعاقد مع مدربين كبار على غرار المخضرم الإيطالى كارلو أنشيلوتى والفرنسى الرائع لوران بلان وأخيرآ الإسبانى أوناي إيمرى، ولاعبين كبار على غرار السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيليان تياجو سيلفا وماركينيوس والأرجنتينيان أنخيل دى ماريا وباستورى والأوروجويانى إديسون كافانى والإيطالى ماركو فيراتى وغيرهم من اللاعبين ممن تعاقدت معهم إدارة النادي.
نعود للبطل المتوج على عرش الكرة الفرنسية موناكو والذى نجح فى تحقيق المعادلة الصعبة، وكل ذلك بفضل مدربه البرتغالي الشاب ليوناردو جارديم قائد ثورة الشباب داخل الفريق، نتحدث عن ثورة الشباب وهي بالفعل ما قام به جارديم فى صيف 2016 بداية الموسم المنصرم.
المدرب البرتغالى قرر وبفكر سليم تمامآ النزول إلى لاعبى المدرسة فى النادى وتصعيد لاعبى الأكاديمية والاعتماد عليهم وقد نجح، فلنا أن نتخيل جميعآ أن أفضل لاعبى موناكو هذا الموسم هو لاعب لا يتعدى عمره 18 عامآ، لا يوجد لديه أي سابق خبرة فى اللعب لبطولات كبرى كتلك التى لعبها فى الدورى الفرنسى الليج "إ" ودورى أبطال أوروبا.
استطاع ليوناردو تكوين تشكيلة قوية قادرة على مقارعة الكبار فى فرنسا وخارج فرنسا فى أوروبا، ولنا فى ذلك مثالآ فى نتائج الفريق أمام باريس سان جيرمان ذهابآ وإيابآ فى الدورى، فقد فاز ذهابآ وتعادل إيابآ مع الباريسيين، كما استطاع مقارعة الكبار فى دورى الأبطال وقام بإقصاء كلآ من مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند من أدوار الستة عشر وربع النهائى على التوالى لكلآ منهما، فبتشكيلة أغلبها من الشباب وصغيري السن كذلك الشاب الرائع الذى ذكرناه دون ذكر إسمه كيليان مبابى والملقب بتيرى هنرى الصغير والبرتغالى الصغير بيرناندو سيلفا ولاعب الوسط الصخرة باكايوكو ولاعب ريال مدريد الكاستيا السابق فابينيو إستطاع جارديم بهذه التشكيلة الشابة والصغيرة، أن يأكل الأخضر واليابس فى بلاد برج إيفل والشانزيليزيه، فعلى الرغم من صغر سن الفريق وعدم وجود الخبرة اللازمة لديهم للعب بنفس طويل ومقارعة باريس سان جيرمان فى بطولة كهذه.
نجح جارديم فى إستخراج كافة المهارات والطاقة المتوفرة لدى هؤلاء الشباب، وإستغل المدرب البرتغالى الميزة الأكبر التى كانت تميزهم عن غيرهم من أندية فرنسا وهي عاملي السرعة واللياقة بالإضافة إلى عامل المهارات العالية التي ميزت لاعبي الفريق، هذا بالطبع دون إغفال عنصر هام جدآ وهو دور القائد والمتمثل فى الكولومبى الخطير راداميل فالكاو، وفى النهاية كان له ما أراد وتوج ملكآ لفرنسا وفى عام استحق فيه موناكو وبالأخص مدربه جارديم اللقب والزعامة .