قبل ساعات قليلة على الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الفرنسي الجديد إمانويل ماكرون لبرلين، أكدت الحكومة الألمانية رغبتها في تعزيز التعاون مع باريس. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الإثنين، إن زيارة ماكرون "نقطة انطلاق لتعاون مكثف ومفعم بالود". ومن المنتظر أن تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي الجديد في مقر المستشارية ببرلين بمراسم عسكرية في الساعة الخامسة والنصف عصراً (التوقيت المحلي). وعن مساعي ماكرون لتأسيس برنامج استثماري ضخم ممول من ميزانية مشتركة من دول اليورو، قال زايبرت إن ميركل اقترحت عام 2013 دعم إصلاحات دول مجموعة اليورو عبر مثل هذه الميزانية. وكان متحدث باسم وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل اقترح عقد مشاورات حكومية مشتركة بين ألمانياوفرنسا عقب الانتخابات البرلمانية في فرنسا في منتصف يونيو (حزيران) المقبل، موضحاً أنه يتعين الآن التوصل إلى اتفاقات محددة "بسرعة شديدة". وكانت مجلة "دير شبيغل" كشفت في عددها الصادر السبت أن غابريل يعتزم تبني فكرة ماكرون الخاصة بإطلاق برنامج استثمار مشترك. وحصلت المجلة الألمانية على صورة من ورقة لغابريل بهذا الخصوص، وذكرت، استنادا إلى هذه الورقة، أن نائب المستشارة الألمانية يرغب في استخدام جزء من الاحتياطات المخصصة للتخلص من مخلفات قطاع الطاقة النووية بألمانيا، في تمويل هذا البرنامج. يذكر أن ميركل أبدت عدم ممانعة حيال فكرة إطلاق برنامج مشترك للاستثمارات والتي دعا إليها ماكرون، الذي كان يشغل منصب وزير الاقتصاد الفرنسي في الفترة بين عامي (2016-2014). وجاء في ورقة غابريل، التي تتألف من خمس صفحات، المطالبة بالتفكير المشترك في إعداد معالجة لتطوير معاهدة الإليزيه (للصداقة الفرنسية الألمانية المبرمة 1963). وطالب جابريل بميزانية خاصة لمنطقة اليورو، وقال في ورقته "عندما يمتلك رئيس فرنسي الشجاعة في أن يبعث بإشارة واضحة مؤيدة لأوروبا ليلة انتخابه، فإن على ألمانيا أيضاً أن يكون لديها الشجاعة في أن تعيد التفكير في المواقف المتصلبة في موضوع الاتحاد النقدي، وأن تنفتح على حل وسط ألماني-فرنسي من أجل بنية مستقرة لليورو".