كارثة حقيقية تهدد حياة الأطفال فى الوحدات الصحية، والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وهى تركيب عدادات كهرباء مسبقة الدفع، وهو ما تسبب فى انقطاع التيار الكهربائى عن عدد من الوحدات الصحية بمدينة 15 مايو بحلوان لمدة وصلت إلى أسبوع لحين استخراج شيك بمبلغ قيمة كارت الشحن الخاص بالعداد. وهو ما أثار استياء المواطنين الذين توقفت الخدمات المقدمة لهم بشكل تام، وما يزيد الطين بلة هو أن هذه الوحدات الصحية معظم روادها من الأطفال للحصول على التطعيمات الدورية، والسيدات الحوامل التى تتابع حالتهم وحدات الرعاية والصحة الإنجابية، وهو ما ترتب عليه توقف التطعيمات بالمركز لأنه لا يمكن حفظها لوقت طويل في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي لم يحصل مئات الأطفال على تطعيماتهم.
من جانبهم دخل العاملين بمركز صحة 15 مايو أول بالمجاورة الخامسة في اضراب عن العمل اعتراضاً على قطع التيار الكهربائى لمدة 6 أيام متتالية، مؤكدين أنهم لا يستطيعون العمل مع انقطاع التيار حيث أنه يؤثر بشكل كبير على تقديم الخدمات وقد يعرض حياة المرضي للخطر، هذا إلى جانب النقص الشديد فى الأدوية نتيجة أن الثلاجات والتكييفات لا تعمل وهو ما قد يؤدى إلى فساد الأدوية لذلك تم نقلها إلى مراكز أخرى.
وقال أحد العاملين أنه تم تقديم شكوى لمديرة مديرية الصحة بمدينة 15 مايو، ولكن تحركها بطئ حيث يستلزم الأمر استخراج شيك من الوزارة بقيمة 2000 جنيه لدفع ثمن الكارت، وهو ما لم يتم على مدار 6 أيام حتى ضاق العاملين والمرضى بالأمر، حيث يتم تحويل الحالات لمراكز صحية أخرى بعيدة عن أماكن سكنهم، وتأجيل التطعيمات لحين عودة العمل بالمركز.
وأوضح ل "الفجر" أنه من غير المعقول أن تتجه الدولة لتركيب عدادات الكهرباء مسبوقة الدفع بالمستشفيات على وجه التحديد، حيث أن الأمر يتعلق بأروح المرضي فلا يعقل ان يتم قطع الكهرباء عن وحدة رعاية مركزة مثلاً أو وحدة حضانات أطفال بسبب أن المستشفى لم تدفع فاتورة الكهرباء، مشددًا على أن هذا يهدد حياة ألاف المرضى من أبناء الشعب المصري قائلاً: "هذا لا يرضى ربنا ولا يرضي أحد".
من جهته وصف أحمد على والد لطفلة أتمت العام جاء لتطعيمها، ما يحدث بالمهزلة ، حيث أن ابنته لم تتلقى تطعيها منذ 15 يوم وذلك لأن التطعيم يوم واحد فقط في الأسبوع وتصادف هذا اليوم مع إجازة رسمية في الأسبوع الأول وهي إجازة شم النسيم وفي الاسبوع الثانى جاء ليجد المركز مغلق بسبب انقطاع الكهرباء.
وأضافت شيماء محمود، والتى جاءت لتطعيم رضيعها، أن وزارة الصحة تتحمل المسئولية كاملة عن حياة الأطفال الذين لم يتناولوا تطعيماتهم نتيجة انقطاع تيار الكهرباء مؤكدة أنه يجب أن يكون هناك حلول عملية تحافظ على حياة المرضى أولاً لأنه لا يمكن قبول أن يتسبب الروتين الحكومي الغبي – على حد وصفها- في وفاة إنسان من أجل مبلغ تافه يتطلب توقيع وكيل وزارة لكي يتم صرفه.
ومن جانبها قالت الدكتورة أميمة مديرة المركز التى حاولت منعنا من تصوير إضراب العاملين بحجة أنهم سيدات، وأنه من غير المخول لنا تصويرهم بدون تصريح، أنها تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع مديرة المديرية لحل المشكلة في أقرب وقت واستخراج الشيك لدفع ثمن "الكارت".