تسعى إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة، عن طريق نشر "التشيع"، فهي الأداة الإيرانية لمد نفووذها في المنطقة، حتى نجحت في ذلك في إمتداده بدول الخليج العربي حتى ارتفعت نسبة أعدادهم، ولم تكتفي طهران بذلك، بل ظلت تسعى لفرض أذرعتها في جميع دول المنطقة، وهو ما حذر منه كثير من المراقبون. مصر على الرغم من تاريخها الفاطمي، فإن مصر بقيت عصية على الاختراق الشيعي، بحكم طبيعة شعبها المحب لآل البيت والصحابة، ووقوف الأجهزة الأمنية المصرية بالمرصاد أمام كل محاولات إيران لنشر التشيع، وفرض شروط خاصة للموافقة على سفر المصريين إلى كل من إيران أو العراق، فضلاً عن اطلاق مفتي مصر السابق علي جمعة في أكتوبر 2012 تحذيره الشهير مخاطبا إيران "اتقوا الله فينا وفي أنفسكم".
المملكة العربية السعودية تركز الوجود الشيعي في السعودية في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة، ولا سيما في القطيفوالأحساء، إضافة إلى أقلية أخرى في مناطق أخرى؛ مثل المدينةالمنورة، وعسير، وجيزان، ونجران، والطائف، والخبر، وغيرها.
لذلك لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الشيعة في السعودية، إلا أن تقرير "المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية"، والصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) في بروكسل عام 2005، يقدر عددهم بمليوني نسمة تقريبًا، يمثلون نسبة 10-15 % من إجمالي السكان.
لا يتبعون مرجعية واحدة ويشار إلى أن الشيعة في السعودية لا يتبعون مرجعية دينية واحدة؛ فمنهم من يقلد آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنهم من يقلد آية الله علي السيستاني في العراق، ومنهم من يقلد آية الله صادق الشيرازي في قم، أو آية الله محمد تقي المدرسي في كربلاء، أو آية الله محمد حسن فضل الله في لبنان.
عمان ينقسم الشيعة في عمان إلى ثلاث جماعات كبيرة هي الشيعة اللوانية والتي تتميز بتعدادها الكبير، ومن أثرى طبقات المجتمع العماني، ويتولون كثيرا من المناصب الحكومية، إضافة إلى الشيعة البحرينيين والعجم.
على الرغم من قلة عدد الشيعة في عمان إلا أنهم يأتون على رأس الهرم الاقتصادي في هذه البلاد، فكثير منهم يمتلك مشروعات صناعية وتجارية واقتصادية كبيرة، ويساهم الشيعة في كثير من المشروعات القومية العملاقة، ويعد اختيار وزير التجارة والصناعة من بين الشيعة دليلاً على أهمية دورهم في اقتصاد البلاد.
الوضع السياسي الوضع السياسي للشيعة داخل قطر، على الرغم من أن العضوية في مجلس الشورى والمجلس البلدي ليست على أساس الطائفة, إلا أنه يوجد عضو شيعي واحد في مجلس الشورى الذي يعينه أمير الدولة، ويوجد عضو آخر في المجلس البلدي المركزي.
العراق شيعة العراق هم أتباع مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ويشكلون الغالبية من سكان هذا البلد حيث تقدر نسبتهم ما يقارب (60 إلى 65) في المائة من سكان العراق، أغلبهم من العرب ثم التركمان مع أقلية من الأكراد و الشبك.
أرتبط اسم العراق ارتباطا وثيقاُ بالإسلام الشيعي حيث أن العديد من الأحداث المكونة للتاريخ الشيعي وأدبياته قد حدثت فوق أرض العراق، كما ظهرت منه الحركات الشيعية التي وجدت في منطقة الفرات الأوسط مثل الكوفة والحلة، اللتين ظلتا مدينتين شيعيتين حتى العصر الحديث، بخلاف البصرة التي اشتهرت كمدينة سنية حتى القرن العشرين.
وكانت بغداد مقسمة في العصور الوسطى إلى جهة شيعية هي الكرخ، وأخرى سنية هي الرصافة، وكانت مسرحاً للاشتباكات والمعارك بين الطائفتين منذ بداية العصر العباسي مرورا بالحكم البويهي والسلجوقي وحتى سقوط الدولة العباسية على يد المغول سنة 1258 ميلادية، وبالرغم من سيطرة الشيعة على الحكم أثناء حكم البويهيين فإن التشيع ظل محصوراً في مدن معينة وظل غالبية سكان العراق على المذهب السني حتى انهيار الدولة العباسية.
قطر وينحدر الشيعة في قطر من أصل عربي، وهم "البحارنة" الذين تكون أصولهم بحرينية، أو من الأحساءوالقطيف في السعودية، والعجم الذين هم من أصول إيرانية، ويوجد في قطر أيضًا شيعة يحملون الجنسية الإيرانية، ولكنهم أقلية.
ويشكل الشيعة أغلبية في أي منطقة سكانية، إلا أنهم يكثرون في مناطق الهلال، والمطار، والروضة، والدفنة، ومعظمهم يتبعون لمرجعية آية الله العظمى علي السيستاني في العراق.
الوضع الاقتصادي أما الوضع الاقتصادي لشيعة قطر فلا يختلف عن وضع مواطنيهم السنة، فكلا الطائفتين استفادت من توزيع الثروة الناتجة عن الموارد الطبيعية الغنية بالإمارة.
الكويت يمثل الشيعة في الكويت أقلية بالمقارنة مع البحرين تحديدا، وهم منقسمون على أساس عرقي إلى شيعة من أصل عربي، وشيعة من أصل إيراني، فالشيعة العرب ينحدرون من شرق الجزيرة العربية، والذين يطلق عليهم "الحساوية"، نسبة إلى منطقة الأحساء بالسعودية، أو شيعة البحرين.
ويتركز أغلب الشيعة في العاصمة والمناطق المجاورة لها؛ مثل الرميثية والشرق والدسمة ودسمان، والقادسية والجابرية وحولي، إذ سمحت الحكومة للشيعة، وللمرة الأولى، بإقامة موكب عزاء حسيني في الرميثية، بمناسبة الاحتفال بعاشوراء، ووفرت الحماية الأمنية لهم عام 2006.
النشاط السياسي فيما يتعلق بمشاركتهم السياسية داخل الكويت، فهم يملكون وجودا هاما ومؤثرا في الساحة الكويتية، والذي تمثل مؤخرا بانتخابات عام 2013.
ومن أبرز المظاهر السياسية، التحالف الإسلامي الوطني والذي تشكل عام 1998م، وهيئة خدام المهدي عام 2000م، وجماعة دار الزهراء والتي تمثل كبار تجار الشيعة، إلى جانب تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، وحركة التوافق الوطني الإسلامية وغيرها.
البحرين يشكل الشيعة في البحرين أغلبية السكان، وتتراوح التقديرات ما بين 60 و80 في المائة من إجمالي السكان، (الذي يبلغ 725 ألف نسمة تقريباً).
يوجد في شيعة البحرين من هم من أصول فارسية، والذين يقدر عددهم ما بين 25 و30 في المائة من إجمالي السكان، إلا أن الشيعة العرب يشكلون أغلبية المجتمع الشيعي، ويقطن معظمهم القرى والمناطق الريفية، ولا يوجد لشيعة البحرين مرجع تقليد مقيم، فهم يتبعون مرجعيات في الخارج، وأبرزهم: آية الله العظمى علي خامنئي في إيران، وآية الله العظمى علي السيستاني في العراق، وآية الله محمد تقي الدين المدرسي في كربلاء، وآية الله صادق الشيرازي في قم، وآية الله محمد حسين فضل الله في لبنان.
ويمارس الشيعة احتفالاتهم الدينية وشعائرهم بدون قيود، كما يحتكم الشيعة في قضايا الأسرة والأحوال الشخصية أمام محاكم جعفرية.
الوضع السياسي- الاجتماعي انعكست الإصلاحات السياسية على وضع الشيعة في البحرين، الذين ازداد دورهم في الحياة السياسية، وبرزت العديد من الجمعيات السياسية المعبرة عن توجهاتهم ومطالبهم، وبالرغم من ذلك لم يسمح بتكوين الأحزاب في البحرين حتى الآن.