إذا استعرضنا حجم ونفوذ وتأثير الكتلة السكانية الشيعية فى دول الخليج فسنجدها على النحو التالى فى البحرين لا يوجد تقدير سكانى واضح للشيعة، لكن معظم التقديرات تشير إلي أنهم حوالي 49% من عدد السكان الذى يبلغ المليون و234 ألف نسمة. ويتميز شيعة البحرين تحديداً دون غيرهم من شيعة الخليج بعدة نقاط، وهو ما يبدو جلياً فى تحركاتهم ونشاطاتهم خلال الأعوام الأخيرة ومن هذه النقاط الكثرة العددية: فنسبتهم لا تقل عن نصف السكان، وهذه نقطة مهمة، خاصة مع ما يروجون له من أساطير من كونهم السكان الأصليين، والسُنة غزاة جاءوا من الخارج الدعم الخارجي: والمتمثل أساسا في إيران وأتباعها من المنظمات والتجمعات الشيعية في العراقولبنانوالكويت وغيرها. وحدة القيادة السياسية: المتمثلة أساسا في جمعية الوفاق وحدة المرجعية الدينية: والمتمثلة أساسا في المجلس العلمائي النفوذ المالي: إذ يسيطر تجار الشيعة على تجارة المواد الغذائية والذهب، وبعضهم من كبار الأغنياء ويتهمهم الكثيرون من السُنة بتمويل أنشطة الشيعة الدينية والسياسية. وفى الكويت يمثل الشيعة في الكويت أقلية، بنسبة 6% من إجمالى عدد السكان، علماً بأن العدد الإجمالي لسكان الكويت يصل إلى 4 ملايين نسمة طبقاً لإحصاءات 2014 وطبقا لدراسة تم نشرها فى موقع الشبكة السياسية والاقتصادية العالمية فى نهاية عام 2015، تؤكد تمتع شيعة الكويت بوضع خاص على المستوى العربى، حيث تنشط الطائفة الشيعية فى نشاطاتها الدينية وتتوسع فى إقامة الحسينيات أو معابدهم الذى فاق عددها 400، وتستقطب الطائفة فى كل عام مع ذكرى أبرز الأحداث الدينية الشيعية مئات من العلماء ورموز المذهب الشيعى من إيرانوالعراق وغيرهم، مما يسهل اندساس عناصر استخباراتية بينهم. ويمارس شيعة الكويت شعائرهم بكل حرية دون مضايقات من النظام الأمنى الكويتى أو وزارة الأوقاف، فضلا عن عدم التزامهم بالعمل أو الدراسة فى أيام العطلات الدينية الخاصة بطائفتهم، والتى لا تعتبرها الدولة يوم إجازة رسمية. وتتبع الطائفة الشيعية فى مرجعياتها السياسية التوجهات الإيرانية، حيث يرأس نشاطها السياسى أحد أصحاب الأصول الإيرانية وهو «محمد باقر المهرى»، ايضا يمكن اعتبار شيعة هذا البلد الخليجي رقماً مهماً فى المشاركة السياسية بالكويت بالرغم من تعدد الائتلافات والحركات التى تمثلهم إلا أن لهم وجوداً سياسياً قوياً ومؤثراً فى المشهد السياسي والانتخابى، وشهدت الانتخابات الأخيرة التى جرت يوليو 2013 تراجع تمثيل الشيعة من 17 نائباً فى مجلس الأمة فى عام 2012 الى 8 نواب فقط فى 2013 وفى السعودية تقدر نسبتهم ما بين 10 إلى 15% من إجمالى عدد السكان الذى وصل إلى 31 مليون نسمة طبقا لإحصاءات 2015. ويتركز الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة حيث تبلغ 24% في القطيف التى تسمى النجف الصغرى بالإضافة إلى مدينة الأحساء. كما تعيش أقلية شيعية فى المدينةالمنورة، وبعض مناطق الجنوب والغرب وأهمها جدة وينبع. ولا يتبع شيعة الإمامية في السعودية، مرجعية دينية واحدة؛ وتتنوع ما بين مذاهب إيرانوالعراقولبنان ويتواجد الشيعة فى المجالات التربوية والثقافية، ويقبلون على العمل في سلك التعليم والوظائف الإدارية. كما ان لديهم نشاطاً اقتصادياً كبيراً في شرق المملكة وخاصة المؤسسات النفطية يمارسون مهناً ثابتة كالزراعة والصيد وعلى المستوى السياسى (وتمثل نسبة الشيعة فى المجتمع القطرى 6%، إذ يقدر عدد سكان قطر مليون و919 ألفاً تقريباً طبقا لآخر احصاءات وزارة التخطيط القطرية فى 2014. ويكثرون في مناطق الهلال، والمطار، والروضة، والدفنة. ومعظم شيعة قطر يتبعون لمرجعية آية الله العظمى علي السيستاني في العراق. وعلى الرغم من ان العضوية في مجلس الشورى والمجلس البلدي ليس على أساس الطائفة، فإنه يوجد عضو شيعي واحد في مجلس الشورى الذي يعينه امير الدولة، ويوجد عضو آخر في المجلس البلدي المركزي الذي ينتخب اعضاؤه بالكامل. ولا يختلف الوضع الاقتصادى للشيعة فى قطر عن نظرائهم من السنة، فكلا الطائفتين استفادت من توزيع الثروة فى الدولة. وتقدر نسبة الشيعة 15٪ فى الامارات من إجمالي عدد سكان دولة الإمارات، الذي يبلغ نحو 8.264 مليون نسمة فى 2014، ويشكل نسبة غير المواطنين منهم نحو 85 في المائة. ويتركز الشيعة في إمارة دبي والشارقة وأبوظبي. ويغلب على المجتمع الشيعي في الإمارات مذهب الإمامية، وتتنوع أصولهم الاثنية والقومية إلى عرب، وهم «البحارنة» الذين جاءوا من شرق الجزيرة العربية. كما صدر قانون فى عام 1996، جعل من المذهب الشيعي مذهبا معترفا به في الدولة ولأصحابه الحق في ممارسة شعائرها، وتقلد عدد منهم مناصب كبيرة في الإعلام حتى وصل أحدهم إلى منصب مستشار رئيس الدولة. وقد تزايد الحضور الإيراني في دولة الإمارات خلال العقدين الاخرين حيث وصل تعدادهم حالياً إلى ما يزيد على النصف مليون إيراني برأس مال يزيد على المائتي مليار دولار وظفت من خلال 6500 شركة تجارية في مختلف القطاعات وخاصة في قطاع البنية التحتية والبناء والعمران وفي شتى المناطق الحيوية للدولة، ويعمل معظم الشيعة في الإمارات في التجارة والمهن البحرية وقطاعات الأعمال وتجارة الذهب. وفى عمان طبقا لدراسة لمركز الأبحاث العقائدية تبلغ نسبة الشيعة 18% من مجموع الشعب العمانى، الذى يبلغ تعداده 4.18 مليون نسمة حتى 2015، ويتركز الشيعة فى مسقط والباطنة, وعلى الرغم من قلة عددهم فإنهم يأتون على رأس الهرم الاقتصادي فكثير منهم يمتلك مشروعات صناعية وتجارية واقتصادية كبيرة، ويساهمون في المشروعات القومية العملاقة، ويعد اختيار وزير التجارة والصناعة من بين الشيعة دليلاً على أهمية دورهم في اقتصاد البلاد،كما يتمتع زعماء المجتمع الشيعي بنفوذ كبير في سوق العمل والاقتصاد والصناعة. وفى اليمن يمثل الشيعة أقلية في اليمن، ويغلب عليهم المذهب الزيدي، ولا تزيد نسبتهم على 30 % من إجمالي سكان اليمن، الذي يبلغ 26 مليوناً و678 ألف نسمة. يتركز الزيديون في مناطق شمال البلاد، مثل صنعاء وصعدة وحجّة وذمار. أما الإسماعليون، والذين يعرفون ب «المكارمة»، فيسكنون مناطق في شمال اليمن مثل حراز، وفي غرب صنعاء مثل مناخة. ورغم أن «الزيدية» هي مذهب الأقلية في اليمن، فإن بعض أتباعها تولوا حقائب وزارية، مثل أحمد محمد الشامي، الذي تولى منصب وزير الأوقاف، وإسماعيل أحمد الوزير الذي عين وزيراً للعدل أكثر من مرة، والقاضي أحمد عقبات الذي تولى منصب وزير العدل. وتشهد اليمن الآن صراعا داميا بسبب انقلاب الحوثيين علي الشرعية وسعيهم للسيطرة علي مقاليد الحكم فى الدولة بتحريض ودعم مادى ولوجيستى من إيران وحزب الله فى لبنان وبالتزامن مع دور الرئيس السابق على عبدالله صالح وميليشياته العسكرية.