تبرز الانتخابات الفرنسية الجارية، الانقسام الهائل بين الشعب الفرنسى، وغضب وإحباط شبابها الثائر بطبعه من النخب الثرية، وانحسار المواجهة بين مرشحين تختلف برامجمها بشكل جذرى، ما بين التطرف والليبرالية. وأشارت أحدث استطلاعات الرأى، إلى تفوق المرشح الوسطى ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون، بنسبة تتجاوز ال60%، والذى يعتبر مرشح الاتحاد الأوروبى أمام منافسته اليمينية المتشددة "مارين لوبان"، المعادية للهجرة والاتحاد الأوروبى.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الشباب الفرنسى بين الأمل والغضب والإحباط، وينوى الكثير منهم الامتناع عن التصويت أو بترك بطاقة التصويت بيضاء كعلامة احتجاج.. إلاّ أن ذلك الامتناع الكبير قد يخدم لوبان أكثر.
واستطلعت الصحيفة الأمريكية بعض آراء الشباب الفرنسى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، التى أوضحت انقساماً وسخطاً ضد الواقع السياسي.
وقالت أحد الآراء، إن الانتخابات لم تأت بجديد، وأنها تضع أمامهم خيارات صعبة للغاية، نافية مزاعم حدوث تغيير سياسى، فما بين مرشح للنخبة الاقتصادية الثرية المستفيدة من تواجد الليبراليين والوسطيين بالسلطة، وأخرى يمينية متشددة يجب إيقافها.
وبينما طرح البعض فكرة انتخاب ماكرون لأنه أفضل الخيارات الممكنة، والتصويت ضد مبادئه، يرى جانب أخر أن التصويت للمرشحة لوبان يستعيد سيادة فرنسا القومية للتصدى لهجمات الإرهاب. وأبرزت الصحيفة أيضاً، أن انتخابات الرئاسة الفرنسية خطوة أخرى للمجهول، لافتة إلى سيطرة نبرة الأصول العرقية بحملة "لوبان". واحتل هاشتاج "7 مايو بدونى" الصدارة بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، بمجرد إعلان انحسار المواجهة النهائية بين لوبان وماكرون، كما اندلعت احتجاجات عنيفة فى باريس بعيد العمال رفضاً لكلا المرشحين.
من جهة أخرى، أبرزت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن فرنسا قد تتحول خلال ساعات إلى دولة بوليسية حال نجاح مارين لوبان، التى تميل لاتخاذ إجراءات قومية وعنصرية.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الاختلافات الجذرية بين برامج المرشحين تعكس الانقسام بالديموقراطيات الغربية.
وفى ذات السياق، قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن برنامج لوبان يعززّ فرص ذوى الأصول الفرنسية فى الحصول على الوظائف والامتيازات، وتبنى سياسة إغلاق الحدود، والخروج من الاتحاد الأوروبى.
فيما أبرزت الصحف الإسبانية، أن فوز ماكرون يصب فى مصلحة إسبانيا وأوروبا، ووجهّت صحيفة "ال بريوديكو، تساؤلاً للمرشحة لوبان"أين الحرية والمساواة والإخاء؟".
كما أبرزت صحيفة "ال موندو" أن التدخل الروسى بحملة القرصنة ضد ماكرون تفسد أجواء العملية الانتخابية، وعنونت "ال باييس" فرنسا تتخذ طريقها نحو أوروبا".