عقب اتهامه بازدراء الأديان والمرتد، أسدلت مؤسسة الأزهر الستار على المعركة التي شغلت الرأي العام طيلة الفترة الماضية، والتي كان بطلها إسلام البحيري، الباحث والمفكر الإسلامي، بعد اعتذار الدكتور أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر له عن اتهامه بالكفر، والإطاحة به لتكفير الأول. ووصف الدكتور أحمد حسني، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، إسلام بحيري " بالمرتد لأنه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وذلك خلال لقاء تليفزيوني شارك فيه مؤخرا. البداية دخل "بحيري" في صراع مع الأزهر بعد عدة مناظرات قام بها مع عددًا من الدعاة والشيوخ كان في مقدمتها الشيخ محمود شعبان، والذي هاجم خلالها كتب التراث الإسلامي، وعرض لأفكاره المثيرة للجدل لرفض سلطة الكهنوت الديني على حرية الفكر والتجديد، وهو ما قاد الأزهر لإصدار بيان يصف خلاله أفكار "بحيري" بالهجمات الشرسة والمضللة التي تقف ضد ثوابت الدين وفقهاء الأمة. غلق برنامج "بحيري" ودعا الأزهر إلى غلق برنامج "بحيري"، وأرجع الأزهر تبنيه تلك الخطوة، لما يمثله البرنامج من التشكيك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، واتهم برنامجه بالتحريض الظاهر على إثارة الفتنة وتشويه للدين ومساسًا بثوابت الأمة والأوطان وتعريض فكر الأمة للتضليل والانحراف. السجن ولم يكف العقاب إلى هذا الحد، بل خاض "بحيري" تجربة السجن بعدما قضت محكمة الاستئناف بتخفيف سجنه لعام فقط، بعد صدور حكم سابق ضده بحبسه 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، ليقضي 9 أشهر في سجنه الانفرادي داخل مزرعة طرة. العفو الرئاسي بعد شهور قضاها في السجن، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي"بحيري، بقرار العفو الذي أصدره بحقه، وفور أن نال الحرية، أكد أنها خطوة في اتجاه إعلاء الدستور فوق القانون. الأزهر يطيح برئيس الجامعة من جانبه قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تكليف الدكتور محمد حسين المحرصاوي، عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة ، بالقيام بأعمال رئيس جامعة الأزهر، وذلك بصفة مؤقتة لحين تعيين رئيس للجامعة وفقًا للإجراءات المحددة قانونًا.
وجاء قرار الإقالة بعد أن أصدر الدكتور أحمد حسني طه، اعتذارا عن وصفه "إسلام بحيرى" بالمرتد خلال لقاء تليفزيوني شارك فيه مؤخرا، موضحا أن وصف "بحيرى" بالمرتد رد غير صحيح، ويخالف منهج الأزهر الشريف، الذي يقضى بأنه لا يُخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما أدخله فيه.
لا يعبر عن منهج الأزهر واعترف رئيس جامعة الأزهر، في بيان له، باستعجاله في الرد بما ظهر أنه حكم على شخص، وهذا تجاوز لا يعبر عن منهج الأزهر أبدا، وهو ما أدركه لاحقا، معترفا بأنه وقع فيه دون قصد، لأن الحكم على الأشخاص وعلى أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم، اختصاص القضاء وليس العلماء.
استقالة بأعمال رئيس جامعة الأزهر وتقدم " حسني"، باستقالته للإمام الأكبر، يوم الخميس الماضي، نظرا لوقوعه في هذا الخطأ وشعوره بالحرج أمام القيادة الأزهرية، وقبلها شيخ الأزهر.
يهدد أمن واستقرار الوطن في سياق ما سبق قال الدكتور رمضان عبد الرازق، أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، إن اتهام البعض بالردة والتكفير من أكثر الأشياء التي تهدد أمن الوطن واستقراره، وإذا شاعت ظاهرة التفكير فإنه يفتح أوبواب فتن كثيره على مصر، لذا اتهام "بحيري" بالمرتد لايجوز، مشددًا على ان تكون هذه الوقعة درس لجميع من يفكرون بهذا الفكر ويبتعدون عن سماحة الدين الإسلامي. وأوضح "عبد الرازق"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن التكفير والحكم بالردة لا يكون لعوام الناس، ولا حتى إذا كان أكبر العلماء، فلا يجوز أن يحكم أحد على أحدًا بالردة، لأن تابعياته جثيمة جدًا، لذلك يجب التسرع في تجديد الخطاب الديني، لوقف هذا الفكر المتطرف. ولفت أستاذ الفقة المقارن بمجمع البحوث الإسلامية،إلى أن الإمام أحمد الطيب، بهذا القرار ألقم مهاجموا الأزهر حجرًا، مشيرًا إلى أ الأزهر سيبقى رمزا للوسطية.