قصر رأس التين أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية، من أقدم القصور الملكية التي تطل على شاطئ البحر المتوسط بمدينة الإسكندرية، تحرك من أمامه يخت المحروسة، ليكتب بذلك نهائية الحكم الملكي في مصر. ولهذا القصر أهمية تاريخية كبرى، شهد عهد أسرة محمد علي باشا كاملة، إلى انتهاء عصر الأسرة العلوية ورحيل الملك فاروق إلى إيطاليا على يخت المحروسة من ميناء رأس التين، وقد استمر حكم الملكية ما يقرب من 150 عامًا، يُعد من أكبر القصور بالإسكندرية. سبب تسمية القصر: تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعًا في الإسكندرية في ذلك الوقت؛ لوجود الكثير من الأجانب، وقد استخدم في بناء هذا القصر عمال أجانب ومصريين. في بداية الأمر تم بناء القصر على شكل حصن، وكان في مكانه أشجار التين التي كانت موجودة بوفرة في تلك المنطقة، ولذلك سمي قصر رأس التين، وكان مقرًا صيفيًا للحكام على مر العصور. بداية بناء القصر: في عام 1834م بدأ محمد علي باشا في بناء قصر رأس التين، ليكون أحد قصور الأسرة العلوية بالإسكندرية والتي كان يملكها، استعان محمد علي في بنائه بمهندسين أجانب أمثال المهندس الفرنسي سيريزي بك، وشارك في بناء القصر المهندسان روميو والمسيو ليفرويج. وفي عام 1845م تم بناء القصر، وقد استغرق بناؤه أحد عشر عامًا، ولكن كان هناك أعمالا تكميلية وإنشاء أجنحة إضافية ظلت قائمة به، وفي عام 1847 تم افتتاحه رسميًا. القصر من الداخل: قد اختفى جزء كبير من القصر ولم يتبقى منه حاليًا غير الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجانا مصرية تحمل عتبًا به سبعة دوائر على هيئة كرون من ويوجد على طرفي العتب أسدين، وتتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكتب بوسطها اسم محمد علي وتاريخ 1261. وتم إعادة بناء القصر مرة أخرى في عصر الملك فؤاد على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث، وتم تكليف أربعمائة ألف جنيهًا. الدور الأول العلوي يضم صالونان ملحقان بقاعة العرش، ثم قاعة العرش الفسيحة الفخمة، والمكتب الخاص، ثم طرقة موصلة إلى قاعة الولائم الرئيسية، ثم حجرة المائدة والقاعة المستديرة المقفلة الأبواب، وهي تضاء صناعيًا ومملؤة بنقوش وحليات موزعة بين أرجائها الفسيحة، ثم يوجد بعد ذلك الصالون الكبير الفخم وبه شرفة كبيرة تطل على ميناء المحروسة، ثم قاعة الطعام الصغرى. أما الدور الأرضي فيوجد به صالون الحرملك ذو الأبهة والعظمة وأجنحة الخدم والحاشية، ثم القاعة المستديرة حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش. أما البدروم يضم الصالة المستديرة الثالثة التي توصل إلى السلم الموصل الى مرسى الباخرة المحروسة التي غادر عليها الملك فاروق مصر متجها إلى ايطاليا. وقصر رأس التين مثله مثل أي قصر يضم حمام سباحة له بهو مغطى بالزجاج، وقد أنشا الملك السابق حمامًا بحريًا بدلا منه على حاجز الأمواج بعد الحرب العالمية الثانية. وبجوار القصر من هذه الناحية محطة السكك الحديدية الخاصة التي تصل إلى داخل القصر والتي كانت مخصصة لانتقالات الملك السابق فاروق.