"نعم يعنى جنه لأ يعني نار"، هكذا روجت جماعة الإخوان للموافقة على التعديلات الدستورية في مصر عام 2011 متجاهلين كافة الأراء التي تدور حولهم كما روجوا لفكرة أن "نعم" ستضمن الاستقرار ثم بدأت مصر في عمل دستور بعد ذلك. بنفس النهج بدأ نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الترويج للتصويت بنعم علي التعديلات الدستورية، وذلك بعد منذ أن قررت لجنة الانتخابات التركية، إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في أول أبريل ويجرى عليها الاستفتاء اليوم الأحد. "نعم" للاستقرار وخطوة للتقدم ففي استفتاء 2011 في مصر كان هناك معارضين للتعديلات الدستورية، لأن القوى السياسية كانت ترغب في تدشين دستور جديد تحت شعار "الدستور أولًا"، إلا أن مصلحة الجماعة كانت تتمثل في التعديلات فقط، وهنا بدأ محمد مرسي، حينها كان رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، في ترديد نفس الكلمات التي يطلقها "أردوغان" حاليًا.
فقال "مرسي": "الجماعة مع التعديلات التي أقرَّتها اللجنة المشكلة برئاسة المستشار طارق البشري"، داعيا الشعب إلى الموافقة عليها، باعتبارها "خطوة أولى نحو المسار" و"الأقرب إلى الطريق الصحيح"، مضيفا أنها، وإن كانت "غير كافية لإرضاء مطالب الثورة والثوَّار، إلا أن البلاد تمرُّ بمرحلة حَرِجَة، تتطلَّب الخروج من عنق الزجاجة من خلال تلك التعديلات التي تنقلنا إلى حالة الاستقرار.
وفي استفتاء تركيا، قال، حثّ أردوغان مواطني بلاده على التصويت ب"نعم" في الاستفتاء وشبّه أردوغان النظام البرلماني (القائم حالياً) ب"سلال وأغلال تقيد مسيرة تركيا في النمو والتقدم"، مشيراً إلى أن البلاد قطعت أشواطاً كبيرة في تغيير نظام حكمه، وهو نفس أسلوب الإخوان.
اتهام معارضي "نعم" بالعمالة وفي استفتاء مارس 2011، اتهم الموقع الرسمي لجماعة الإخوان رافضي التعديلات الدستورية ب"التدليس" وتلقي "تمويل أمريكي"، وهي نفس الحملة التي يتبعها نظام "أردوغان" حاليًا بإتهام معرضي "نعم" بأنهم مدعومين من فرنسا.
حيث زعم رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، أن البلاد الأوروبية تحظر الفعاليات الداعية لتأييد التعديلات الدستورية، وأن هناك مساعٍ فى بعض الدول الأوروبية للضغط على الناخبين الأتراك من أجل التصويت ب"لا"، في إشارة منه إلى أن من يصوت ب"لأ" سيكون موالي لتلك الدول وليس لتركيا.
استخدام الدعاية الدينية للترويج ونشرت جماعة الإخوان لافتات تحمل توقيع الجماعة، وتعلن الوجوب الشرعى للموافقة على التعديلات الدستورية، وهو ما قام به نظام "أردوغان" أيضًا حيث أقدم اتحاد علوى فى تركيا معروف بقربه من الرئيس رجب طيب أردوغان، على استخدام صور يزعم أنها تعود لسيدنا على بن أبى طالب، فى لوحات دعائية سياسية لصالح التصويت ب"نعم" فى الاستفتاء الدستورى المرتقب، مما أثار جدلاً واسعًا فى الشارع التركى، بحسب صحيفة زمان التركية.
وقالت الصحيفة، إن اتحاد قادة المعتقدات فى الأناضول العلوى قام بتعليق لوحات تحمل صورًا يزعم أنها تعود لسيدنا على بن أبى طالب (رضى الله عنه) فى أشهر أحياء إسطنبول، فضلاً عن تعليقها على أسوار كلية "جراح باشا" للجراحة التابعة لجامعة إسطنبول.
تهديد مسئول بقطع الخدمات وفي تطور لإتباع نفس أسلوب الإخوان، هدد عارف كارامان قائم مقام بلدة عادل جواز التابعة لمدينة بيتليس شرق تركيا أهالى القرية بقطع الخدمات عنهم فى حالة عدم التصويت ب "نعم" على استفتاء التعديلات الدستورية اليوم الأحد.
وبحسب صحيفة زمان التركية، استدعى المسئول التركى عمد القرى، وقال لهم: "إن لم تصوتوا لصالح التعديلات الدستورية سأسحب الأختام الرسمية منكم".
وبعد أن انتشر الخبر توجه نائب حزب الشعب الجمهورى المعارض عن العاصمة أنقرة علي حيدر حق وردى إلى البلدة واجتمع بالعمد. وأكد العمدة أن قائم مقام البلدة قال لهم: "إن لم يخرج الاستفتاء ب"نعم" بنسبة معينة، لن يقدم الخدمات المحلية للقرى، ولن يخصص لنا جزءا من الميزانية، وسيسحب منا الأختام الرسمية للدولة".
توزيع البطاطين للتصويت ب"نعم" وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، قالت مصادر تركية مطلعة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بالاستعانة بعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المتواجدين داخل تركيا للترويج للتعديلات الدستورية التي يجريها، من خلال إلقائهم لخطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، وذلك بالمخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر، وذلك في إطار محاولات أردوغان المستميتة لفرض هيمنته على مقاليد الأمور في تركيا.
وأشارت إلى أن النظام التركي استعان بالإخواني الهارب محمد الصغير في القيام بعدة جولات في محافظاتجنوب شرق تركيا، لحث المواطنين الأتراك على التصويت بالموافقة على تلك التعديلات، لافتة إلى أن أردوغان يتبع نفس الأساليب التي اتبعها التنظيم الإرهابي في مصر خلال الانتخابات، وذلك بتوزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين عبر زيارات قامت بها عناصر من أمانة الشباب بالحزب الحاكم "العدالة والتنمية".
تزور أصوات ب"نعم" إتباع أسلوب الإخوان، لم يكن قبل الاستفتاء فقط، بل اتبعوا نفس أسلوب الجماعة أثناء التصويت أيضًا، فى الساعات الأولى من يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية المصيرية التى تحدد مستقبل تركيا، شهدت مدينة كوجالى شمال غرب تركيا أول واقعة تزوير فى الأصوات.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، أن مدينة كوجالى فى شمال غرب تركيا، شهدت أول واقعة تلاعب فى عملية التصويت من خلال سيدة صوتت فى صندوقين انتخابيين مختلفين، وعلى الفور قام المراقبون التابعون لحزب الشعب الجمهورى باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
كما شهدت مدينة إسطنبول، انتشار اللوحات الدعائية لصالح نعم للدستور فى أحد المقرات الانتخابية، بشكلٍ مبالغ فيه أثار غضب المتواجدين.
إشراف من الحزب الحاكم فقط وفى حى أسكودار، شوهد العديد من الصور الخاصة بليلة انقلاب 15 يوليو، كمحاولة للتأثير على الرأى العام، أمَّا مدينة حكارى، فقد تم تعيين جميع أعضاء لجنة الإشراف على الصندوق الانتخابى رقم 212، من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
عنف وقتل المعارضين ل"نعم" ولجأ النظام التركي للعنف أيضًا، حث مقتل شخصين على الأقل في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لإجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مدينة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي تركيا، والاشتباكات وقعت في مركز انتخابي في منطقة شيرميك بضواحي مدينة ديار بكر.
وشملت المواد المتضمنة في التعديلات تمكين الرئيس من إصدار المراسيم وإعلان حالة الطوارئ وتعيين الوزراء وكبار المسؤولين في البلاد وحل البرلمان، وقد تؤدي إلى احتفاظ أردوغان بالسلطة حتى عام 2029.
كما تتضمن زيادة عدد النواب من 550 إلى 600، وخفض الحد الأدنى لعمر النائب من 25 إلى 18 عاماً، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كل خمسة أعوام، وتسمح المادة السابعة للرئيس بأن يكون عضواً في حزب سياسي.
كما تجيز للبرلمان فتح تحقيق مع رئيس الجمهورية استناداً إلى مقترح تطرحه الأغلبية المطلقة من إجمالي أعضاء البرلمان التركي، ولا يمكن للشخص الواحد أن يُنتخب رئيساً للجمهورية التركية أكثر من مرتين.