هل ينتصر بق الفراش في معركته مع المبيدات الحشرية؟ ذلك ما يخشاه علماء من جامعة بوردو الأمريكية، بعد أن وجدوا بأن بعض أنواع بق الفراش قد نجحت بتشكيل مقاومة لاثنين من المبيدات الحشرية المستخدمة على نطاق واسع في مكافحتها. ونتيجة لذلك، فقد أوصى الباحثون شركات القضاء على الحشرات باتباع مجموعة من الإجراءات للتعامل مع هذه الحشرات الطفيلية. تقول المعدة الرئيسية للدراسة أميا جوندهالكر، الأستاذة المساعدة بمركز جامعة بوردو لتدبير الآفات الصناعية والمدنية: "أظهرت حشرات بق الفراش في الماضي قدرةً على تطوير مقاومة تجاه المبيدات التي دأب الناس على استخدامها لمكافحتها. وقد أظهرت دراستنا الحالية حدوث شيء مماثل مع كل من الكلورفينابير والبيفينثرين". قام الباحثون باختبار 10 أنواع من بق الفراش جرى جمعها من عدة أماكن من الولاياتالمتحدةالأمريكية (إنديانا، ونيوجرسي، وأوهايو، وتينيسي، وفيرجينيا، والعاصمة واشنطن). ووجد الباحثون بأن أكثر من 25% من هذه الحشرات قد بقيت على قيد الحياة بعد سبعة أيام من التعرض للمبيد الحشري كلورفينابير وبيفينثرين. وبحسب معدي الدراسة، فإن معدلات النجاة هذه تُشير إلى أن الحشرات طورت مقاومة تجاه هذين المبيدين الحشريين. ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة الأسباب التي ساعدت أنواعاً محددة من بق الفراش على تطوير مقاومة تجاه المبيدات الحشرية. وتنصح جوندهالكر بأن يتم استخدام كلورفينابير وبيفينثرين بالاشتراك مع طرائق أخرى للقضاء على بق الفراش، وذلك بهدف الحفاظ على فعاليتهما على المدى البعيد. وتتضمن الطرائق الأخرى للقضاء على بق الفراش: الشفط بالهواء، التعريض للبخار الساخن، تغليف المراتب، واستخدام المبيد الحشري الفعال الذي يطلق عليه اسم الغبار المجفف desiccant dusts. وبحسب جوندهالكر، فإن هذه المقاربة المتعددة في مكافحة بق الفراش تساعد على القضاء عليه بفعالية، وتُقلل نظرياً من قدرته على تطوير مقاومة تجاه المبيدات الحشرية.