إبان اضطهاد وجولات العنف والحروب في سوريا والعراق، المرأة والأطفال هم أبرز الضحايا والموت هو قدرهم، وتسببت الحروب المسلحة بفقدان الوطن والهوية والإنسانية. الناشطة الاجتماعية السورية، نجبير درباس، من الطائفة (ايزيدية ) وهي و لاجئة منذ أربعة سنوات في ألمانيا، تروى جزء من الماسأة التي تعاني منها المرأة السورية، وما تعانيه من ويلات الحروب والاضطرابات، حيث أنها تعمل في مركز لإيواء الاجئين والنازحين من الحروب. وقالت: "اعمل حاليا في أحدى مراكز الإيواء في المانيا واتصلت إدارة المركز في ليلة شتاء باردة، بمكتبي لمقابلة لاجئة سورية حديثة الوصول، وعلى الفور توجهت إلى المركز الرئيسي، وشاهدت في الزاوية من المدخل إمرأة تجلس لم تتجاوز ال 30 سنة ومعها طفلها الصغير كان ابن الخمسة أعوام تقريبا. وكانت المرأة بحالة مزرية والخوف بعينيها وتحتضن طفلها والصمت سيد الموقف والقلق على وجهها ظاهر يلوح من بعيد، وتحدثت معها باللغة العربية ورحبت بها، وبدأت بالسؤال عن اسمها وكيف حالها. ونظرت إلي اقتربت مني وعانقتني، بدأت بالبكاء، "لم اعلم ما علي قوله في تلك اللحظة عانقتها وقلت لها انها بأمان ولتهدأ قليلا فكل شئ سيكون على ما يرام، ثم اخذتها مع امتعتها بعد الانتهاء من بعض الأوراق القانونية الخاصة بالاجيئين والهاربين من أماكن العنف والقتل والحروب، وقمت بنقلها إلى غرفتها حيث ستبقى هناك مع طفلها. وبدأت بالبكاء مجددًا وباتت عليها بوادر الخوف وعانقتني مرة أخرى، وأخبرتها أن ترتاح قليلا فقد كانت تبدو كزهرة جف منها الماء وذبلت كأنها بين الحياة والموت. وأضحت "درباس" التقيت في اليوم الثاني مع المرأة وطفلها وبدأنا بالحديث حول الكثير من الأشياء وبدأت تتكلم عن معناتها وأنها تركت زوجها المفقود في سوريا وأخذت طفلها لتنقذه من الموت، وبدأت تتكلم عن رحلة تهجيرها، وأخذت تتنفس بنفس عميق وكأنها قررت واتخذت قرارًا مهمًا وبالفعل بدأت بالحديث مجددًا، كانت كالكثير من الناس هاجرت عبر تركيا إلى اليونان ومنها إلى دول أخرى كصربيا ومقدونيا وهنكاريا إلى أن وصلت إلى ألمانيا، تحدثت لي عن صربيا حين وصولها إلى هناك تم تسليمهم من قبل المهرب إلى مهرب آخر وهو قام بنقلهم إلى مكان بطريقة غير قانونية.
وأشارت الناشطة الاجتماعية، إلى أنها توقفت حينها عن السماع بدأت بالبكاء فهمت سبب ذعرها وخوفها سبب الألم والحزن الذي يسكن عينيها عانقتها وطلبت منها أن لا تكمل حديثها لعدم تحملي كل هذه المعاناة سألتها أن كانت ستوافق على أن أجلب لها رعاية من منظمات مختصة برعاية الأطفال والنساء الذين تعرضوا للعنف والاغتصاب، وافقت على الفور. وأضافت الناشطة الاجتماعية نجير درباس، أن هذه المرأة التي قالت قصتها خلال رحلة تهجيرها ووصولها لبر الأمان إلى مركز اللجوء، مؤكدة أن هناك العديد والعديد من تلك الحالات ولكنها تنتهي أما بالانتحار بسبب عدم وجود وسائل مساعدة أو القتل من قبل العائلة لأنهم يعتبرون تلك المرأة مذنبة وبعد حوالي أسبوعين من الرعاية النفسية والجسدية من قبل المنظمات الدولية المختصة، رأيتها إمرأة أخرى بقوة وذات عزيمة وهي الضحية بسبب الحرب في سوريا.