اتسم بأسلوبه المميز، وكلماته السلسة حتى أصبح واحدًا من الكوكبة العظيمة التي تبوأت مكان الصدارة في تاريخ الثقافة العربية، فعالج في أدبه كثيرًا من الموضوعات السياسية والاجتماعية، فهاجم الإقطاع في مصر، ونقد الحكام والوزراء، وحارب المجالس الوطنية المزيفة، وقاوم المحتل إنه الأديب العربي "أحمد حسن الزيات". يحل اليوم الثاني من أبريل ذكرى وفاة "الزيات"، الذي ولد في الرابع من فبراير 1885، بقرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، تلقى تعليمه في كتاب القرية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة، ثم التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، واستكمل دراسته بالجامع الأزهر، والتحق بالجامعة الأهلية، وكان أثناء دراسته بالجامعة، يعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية، وفي ذات الوقت يدرس اللغة الفرنسية التي أعانته كثيرًا في دراسته الجامعية حتى تمكن من نيل إجازة الليسانس. رئيسًا للقسم العربي بالجامعة الأمريكية وظل الزيات يعمل بالمدارس الأهلية حتى اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي بها، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلاً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس. أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد وظل بالجامعة الأمريكية حتى اختير أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد، ومكث هناك ثلاث سنوات، حفلت بالعمل الجاد، والاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات. صاحب فكر إنشاء مجلة الرسالة بعد عودة الزيات من بغداد، هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء "السياسة" الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر. وقد نجحت الرسالة في فترة صدورها، فيما أعلنت عنه من أهداف وغايات، فكانت سفيرًا للكلمة الطيبة في العالم العربي، الذي تنافس أدباؤه وكُتّابه في الكتابة لها، وصار أمل كل كاتب أن يرى مقالة له ممهورة باسمه على صفحاتها، فإذا ما نُشرت له مقالة أو بحث صار كمن أجازته الجامعة بشهادة مرموقة؛ فقد أصبح من كُتّاب الرسالة. وأفسحت المجلة صفحاتها لأعلام الفكر والثقافة والأدب من أمثال العقاد، وأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي، ومصطفي عبد الرازق، ومصطفى صادق الرافعي الذي أظلت المجلة مقالته الخالدة التي جُمعت وصارت "وحي القلم"، وظلت المجلة تؤدي رسالتها حتى احتجبت في 15 من فبراير 1953. مؤلفاته ألف كتاب "تاريخ الأدب العربي، في أصول الأدب، الدفاع عن البلاغة، وحي الرسالة" وجمع فيه مقالاته وأبحاثه في مجلة الرسالة. ومن أعماله المترجمة من الفرنسية: "آلام فرتر" لغوته، رواية روفائيل للأديب الفرنسي لامارتين، بالإضافة لذلك له مجموعة قصصية بعنوان "من الأدب الفرنسي".