يعاني أهالي قرية المحاميد التابعة لمركز أرمنت بالأقصر، والتي يوجد بها العديد من الطبقات الفقيرة، وتعد منازلهم لا تصلح للاستخدام الآدمي، من تهميش المسئولين حتى أصبح سكانها يعيشون في العراء رغم المساعدات التي تقدمها لهم الجمعيات الخيرية. وقال "علي عبيد" أحد أهالي القرية، ل"الفجر"، إن القرية يوجد بها العديد من المنازل الآيلة للسقوط، ولا يستطيع ساكنيها بنائها لعدم قدرتهم المادية، مما يجعلنا نستعين بالجمعيات والمؤسسات الأهلية لمساعدتهم في البناء، بالإضافة إلى المساعدات العينية كالأغذية والكسوة في الأعياد والمدارس، ولكن كل ذلك لا يكفي لتلبية احتياجات الأهالي الفقراء. وأكد أنه منذ عدة شهور، وقع الاختيار على عدة منازل هم الأسوأ من بين المتقدمين، حيث رصدت الجمعية مبلغ مالي لكل منزل كالمعتاد تصل قيمته إلى 7 آلاف جنيه، ولكن استحدثت طريقة جديدة للبناء، بعمل أعمدة مسلحة بدلًا من البناء بالطوب الأبيض وسقفه بالصاج، مشيرًا إلى عدم قدرة المؤسسة على تكملة المباني في ظل غلاء الأسعار والطريقة الجديدة التي تبنى بها المنازل، وتركها بالأعمدة فقط. وأوضحت آمال حسن، إحدى السيدات، أنها كانت تأمل في بناء منزلها لتستطيع العيش بداخله وأطفالها الأربع، بعد اختيارها، ليأويهم من برد الشتاء والأمطار، وحرارة الصيف، ولكن هذه الآمال لم تدم كثيرًا، لتشعر بألم الصدمة حين توقفت أعمال البناء. وأشارت إلى قيام بعض الجمعيات الصغيرة داخل القرية، بمدها بطوب وأسمنت لبناء الحوائط، لافتة إلى عدم استطاعت تلك الجمعيات على الإستكمال وبناء السقف، وتركيب الأبواب، بالإضافة إلى عدم تجهيز أهم الأساسيات كدورة المياه، مما يجعلها لا تستطيع العيش بداخله، ويتحول الحلم إلى كابوس. وذكر حسان عبدالله، أن عدد المساكن التي قامت بإعادة تأهيلها المؤسسة في القرية يصل إلى أكثر من 35 منزل، بينهم 15 إنشاءات عمدان فقط، فيما تم عمل أسقف للآخرين منازلهم مبنية، بينما يوجد العديد من المنازل التي لا تصلح للإستخدام الآدمي، لافتا إلى أن المؤسسات الأهلية وحدها لا تكفي لمساعدة الأهالي البسطاء. وطالبت مديحة عبد الباقي، بضرورة تدخل المسئولين لحل أزمة المساكن التي يعانون منها في القرى الفقيرة، مشيرة إلى أنهم من الطبقات معدومة الدخل ولا يستطيعون حتى اللجوء إلى مشروعات اسكان الشباب التي تجتاج إلى مقدمات بآلاف الجنيهات لا يمتلكونها. ومن جانبه أوضح إمام الهواري، مدير مشروعات مصر الخير بالأقصر، أن إعادة تأهيل المنازل كان من المقدر لها مبلغ 7 آلاف جنيه فقط، حيث يتم بناء غرفة وصالة كاملتين، والإستغناء عن الأسقف الخشبية التي لا تدوم مع السكان لإصابتها من النمل الأبيض داخل القرى، مضيفًا، أن غلو أسعار مواد البناء وتحديد قيمة المبلغ سبب عدم اكتمال المباني. وتابع نحن نعمل في الوقت الحالي على الإنشاءات بذات القرار الذي حدد مبلغ ال7 آلاف جنيه، ولكن نقوم بعد ذلك باستكمالها عن طريق أهالي الخير وجمعيات أخرى، بالإضافة إلى العمل على لائحة جديدة لزيادة المبلغ في الميزانية الجديدة، حتى نستطيع إنهاء العمل مرة واحدة.