عقب اتخاذ بريطانيا قرارها بالخروج من الاتحاد الأوربي، الذي يعد أكبر القرارات السياسية التي سوف يمتد تأثيرها ليشمل الكثير من جوانب الحياة، وليس فقط السياسة، بما فيها الحياة اليومية. وبالرغم من خروجها في أخر يونيو الماضي، بموجب موافقة البريطانيين بموجب الإستفاء الذي أجرى خلال عشرة أشهر، إلا أن لازال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حديث الساعة في الأوساط الأوروبية والعربية، لاسيما وأن بريطانيا أحد الأعمدة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي. وكانت بريطانيا انضمت رسميا للاتحاد عام 1975 بعد استفتاء دعا إليه رئيس وزرائها ويلسون في حينها لم تكن تريد مطلقا أن تكون أوروبية، وترى أن الاتحاد الأوروبي خاضع للهيمنة الالمانية الفرنسية، وتمسكت بعقلية أهل الجزر ذات النزعة الانعزالية، ووضعت رجلا في اوروبا، والاخرى في امريكا، التي حرصت على إقامة علاقات خاصة معها، فقد رفضت الانضمام إلى العملة الاوروبية الموحدة (اليورو)، مثلما رفضت العمل باتفاقية "شنجن" التي تسهل حرية الحركة، وساهمت بنصيب مالي متواضع لانقاذ دول اوروبية من الافلاس مثل اليونان والبرتغال وايرلندا بالمقارنة مع المانيا.
وترصد "الفجر"، خلال السطور التالية، أبرز الخسائر المؤثرة على بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوربي.
تقليل حجم قطعة شكولاتة "كادبوري" وأعلنت شركة "كادبوري" أنها ستقوم بتخفيض حجم قطعة الشيكولاتة التي تنتجها، نظرًا لأنها ستقلل عدد الدول التي ستصدر إليها منتجها إزاء اتفاقية "البريكست"، التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. شركة "Mondelez"، الشركة الأم ل"شركة كادبوري" أثارت غضبا واسعا بعدما قللت حجم قطع "توبليرون"، بينما احتفظت بالسعر كما هو. 62 مليار دولار خسائر محتملة لبريطانيا تحتاج بريطانيا تسديد ما يقرب من 50 مليار جنية إسترليني أو ما يعادل 62 مليار دولار، فاتورة خروجها من الاتحاد الأوروبي، إسهامًا منها في الميزانية العامة، المتفق عليها. اضطرابات حركة الملاحة الجوية فيما حذر المفاوض الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، هذا الأسبوع من الاضطرابات الحادة في حركة الملاحة الجوية ونقص الوقود النووي والتأخيرات الكبيرة في نقل البضائع عبر القناة الإنجليزية في حال رفض بريطانيا هذه الأموال للاتحاد الأوربي. العلاقات التجارية كان خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، أن يتسبب في الحقها خسائر مادية من شأنها أن تؤثر على علاقاتها بالدول الأوربية المجاورة في العلاقات التجارية، فضلا عن أنها لن تكون قادرة على الاستفادة من مزايا السوق الأوروبية المشتركة. غلاء سفر العائلات البريطانية تكلفة عطلة الأسرة الصيفية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط وغيرها من الوجهات الشعبية في الاتحاد الأوروبي قد ترتفع بمقدار 230 جنيه استرليني، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. أوضاع المغتربون البريطانيون وتوقع بعض المراقبون في الشأن الأوربي، أن المغتربون البريطانيون قد يضطرون للتوقف عن العيش في دول أوروبية مثل فرنسا واسبانيا، خلال الفترة المقبلة. وبحسب معنيين في الشأن البريطاني، أكدوا أن بريطانيا ستفقد على المدى القريب مكانتها كمركز مالي عالمي، مثلما ستفقد تأثيرها في كتلة سياسية واقتصادية عظمى مثل الاتحاد الأوروبي الذي تذهب نصف صادراتها إليه، ويشكل توازنا استراتيجيا بين العملاقين الروسي والأمريكي.