شهدت مصر خلال الفترة الماضية العديد من حوادث سرقة الآثار التي تم تهريب الكثير منها إلى الخارج، لاسيما ولاية نيويوركبالولاياتالمتحدةالامريكية، دون تحرك وزارة الآثار بشكل سريع، مما أدى إلى بيعها في المزادات العالمية، وهو ما ارجعه خبراء الآثار إلى التقاعس الامني على الحدود. وكشفت وثائق رسمية أمريكية أن قطع أثرية بقيمة 100 مليون دولار تم نقلها من مصر وتركيا إلى الولاياتالمتحدة خلال عام 2016، وهي أعلى قيمة سنوية لآثار قادمة من البلدين منذ نحو 20 عاما. بالرغم من أن سرقة الآثار مشتركة ما بين مصر ودول أخرى، إلا أن مصر صاحبة الرقم القياسي في عدد القطع الأثرية المفقودة والمنهوبة من قلب مواقعها الأثرية والتي تعدى عددها ثلاثة ملايين قطعة وتستمر عمليات "السلب " منذ وقتٍ طويل وحتى الآن، على الرغم من القيود التي تضعها السلطات الأمنية المصرية في الحفاظ على تراث مصر القديمة. قط مصري من البرونز من ضمن الآثار المنهوبة تمثال لقط مصري من البرونزيرجع للأسرة 21، بسعر بدأ من 400ألف دولار، وذلك بمزاد " سوذبي " بولاية نيويوركبالولاياتالمتحدةالامريكية، في الخامس عشر من ديسمبر الماضي. تابوت لسيدة مصرية وتفجأت مصر بعرض تابوت لسيدة مصر، مصنع من الخشب يرجع للأسرة 25 ، وذلك بسعر بدأ من 90 ألف دولار. تمثال إيزيس وتم بيع تمثال إيزيس، الذي يرجع للأسرة 26 ، بسعر بدأ من 120 ألف دولار، وذلك في مزاد سوذني، بولاية نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية. تمثال للآلهة سخمت وعرض تمثال للآلهة سخمت المصنع من الجرانيت، يرجع للأسرة 18، وذلك بسعر يبدأ من 5 ملايين دولار. وجه مومياء من الخشب وتم بيع وجه مومياء من الخشب، يرجع للأسرة 18، في إحدى المزادات بنيويورك، بالولاياتالمتحدةالامريكية، بسعر يبدأ من 90 دولار أمريكي. وأظهرت الوثائق أن معظم القطع الأثرية دخلت إلى مدينة نيويورك حيث يوجد العديد من تجار الآثار ودور المزادات والمعارض الفنية، ويقول مسئولو إنفاذ القانون للموقع الأمريكي إنه سيكون من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الآثار تم نهبها مؤخرا. سرقة الآثار باتت منتشرة وفي سياق ما سبق قال الدكتور عمر زكي خبير الآثار، إن سرقة الأثار باتت منتشرة في مصر منذ في عقود، خاصة بعد ثورة 25 يناير، حيث عدم استقرار الأحوال الأمنية الذي ساعد على سرقة وتهريب كثير من الأثار خارج البلاد، لافتًا إلى أنه بامكان وزارة الأثار استيرداد هذه الأثارعن طريق اللجنة المختصة التي تمتلك وثائق تحتوي على أسماء وصور وتاريخ التماثيل والقطع الأثرية التي نهبت وعرضت في المزادات العلنية في الخارج. وأوضح "زكي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الأثار التي تسرق في المحافظات كالتمثال الذي سرق من حديقة "أنطونيادس" بالإسكندرية غير تابع لوزارة الأثار وإنما تابعًا للمحافظة وكليات الفنون الجميلة، نظرًا لأنها من الأسعار الحديثة التي لا يكون لها صورًا أو تاريخ داخل وزارة الأثار. وأضاف خبير الأثار، إلى أنه برغم من أن هذا التمثال يعد من الأثار الحديثة إلا أن مهمة استرداده تقع على عاتق الدولة متمثلة في وزارة الخارجية التي كانت معنية بالأساس بحماية وحراسة الحديقة التي سرق منها التمثال. وكانت صالة مزادات " سوذبي " بولاية نيويوركبالولاياتالمتحدةالامريكية قد باعت فى 15 ديسمبر الماضي، 82 قطعة أثرية مصرية نادرة. تأمين المنافذ قال الدكتور مختار الكسباني، خبير الآثار، إن انتشار سرقة الآثار، يرجع لعدم تأمين المنافذ على الحدود التي عن طريقها يتم وصولها للخارج. وأضاف"الكسباني"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن إذا اجتمع جميع المصريين لم يستطيعو أن يحموا آثارها، نظرا لكثرتها، ولكن الحل في التكثيف الامني على الحدود. وعن استرداد هذه الآثار، أشار خبير الأثار،إلى أنه لابد من تغليظ عقوبة سرقة الآثار.