تتردد بين الحين والآخر أنباء تفيد بسعي إيران الحثيث، لبناء قاعدة عسكرية في منطقة اللاذقية، وهي ضمن المحافظات السورية، الواقعة شمال غربي سوريا، والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط وفيها ميناء كبير، فضلا عن حدودها مع تركيا ومع محافظة إدلب ومحافظة طرطوس، والذي يعد موقعا استراتيجيا هاما في سوريا، وفيما ينفي بعض قادة الملالي في طهران، عدم بناء تلك القاعدة، إلا أن هناك تقارير دولية تفيد بانتزاعهم قرارا من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، بمقتضاه يتم إنشاء تلك القاعد العسكرية. صحيفة دولية: الأسد سمح لإيران ببناء القاعدة حيث كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" نقلا عن مصادر سورية معلومات تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على منح إيران الحق في نصب قاعدة عسكرية-بحرية لا تبعد كثيرا عن مطار حميميم، الذي تنطلق منه الطائرات الحربية الروسية، لشن غاراتها على مواقع المسلحين، حسب قول الصحيفة. نتنياهو يأتي على ذكر هذه القاعدة ولكن... ومن الملفت للنظر، أنه خلال مباحثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، طرح نتنياهو موضوع تلك القاعدة الإيرانية، وأكد حينها أمام جمع من الصحفيين، إن السبب الرئيس لزيارة موسكو، هو جهود إيران لضمان وجود دائم لها في سوريا، موضحا أن إيران تسعى لزيادة قوتها العسكرية وتعزيز بنيتها التحتية العسكرية في سوريا، بما في ذلك محاولتها بناء ميناء بحري في هذا البلد، في إشارة إلى تلك القاعدة التي يتم ذكرها بين الحين والآخر، وشدد نتنياهو أيضا على أن هذا الأمر لديه آثارا خطيرة على أمن إسرائيل، حسبما أكد، إلا أنه استبعد في ذات الوقت وجود اتفاق بين الأسد وطهران على إنشاء تلك القاعدة دون الحصول على موافقة موسكو الضمنية. تصريحات قديمة عن بناء القاعدة وكان قد صرح، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، في شهر نوفمبر من العام الماضي 2016، بضرورة إنشاء قواعد بحرية إيرانية في سوريا واليمن، حيث جرى هذا التصريح في إطار الحرب النفسية والدعاية، ومحاولة "جس نبض" الرأي العام العربي والدولي تجاه تلك التصريحات الإيرانية التي أدت حينها إلى انقلاب كبير لا سيما في الأوساط العربية والخليجية. احتمال تمركز للسفن الإيرانية في اللاذقية وبرغم حديث البعض عن عدم إتمام إنشاء تلك القاعدة، إلا أن وسائل إعلام سورية، وفق ما أوردته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، قد تحدثت سابقا هي الأخرى عن احتمال تمركز سفن تابعة للبحرية الإيرانية في الميناء الرئيس للبلاد – اللاذقية، وذكرت أنه من المحتمل جدا أن تكون إيران في اللاذقية، موضحة أن السبب في ذلك هو المناخ الاقتصادي الصعب لروسيا، والذي يحول دون تطوير منشأة عسكرية أخرى في اللاذقية، ولذا على ما يبدو سيكون بمقدور إيران سد هذه الثغرة، حسب وصفها. إيران تنفي تنفيذ القاعدة البحرية العسكرية وقبل يومين، نفى المساعد السياسي للقائد العام لقوات حرس الثورة الإيرانية، العميد "رسول سنائي راد،"، صحة المعلومات التي يجري تداولتها بشأن احتمال إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في محافظة اللاذقية السورية، معتبرا أنها "ضجة إعلامية"، حسب توصيفه. استفزاز دول المنطقة وبث الخلافات وأوضح سنائي راد، أن تواجدهم في سوريا هو تواجد على صعيد المستشارين العسكريين، ويأتي بناء على طلب الحكومة السورية، مشددا أن أنباء إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية، تثار بهدف استفزاز دول المنطقة وبث الخلافات فيما بينها وبين إيران. اللاذقية منطقة مهمة وفي الوقت ذاته وبرغم نفيه التام بإنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في تلك المنطقة، إلا أن العميد "راد" لم ينس الإتيان على ذكر أهمية مدينة اللاذقية، حيث أكد إن محافظة اللاذقية تعد من المحافظات المهمة في سوريا، بسبب إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أنها تحظى بالأهمية الشديدة، لا سيما أن التكفيريين يصرون على الاستيلاء على هذه المنطقة لكي يفتحون طريقا صوب البحر الأبيض المتوسط والغرب، للخروج من العزلة والوصول إلى المياه الدولية، حسب تصريحاته. أهمية القواعد بالنسبة لإيران وتؤكد مجلة "فورين أفيرز" نقلا عن كبير الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة "تل أبيب" يوئيل غوزانسكي، الذي أشار إلى أن إقامة قواعد في سوريا واليمن، شئ مهم وكبير بالنسبة إلى إيران، موضحا أن اليمن يشرف على مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات المائية حركة في العالم، وهو ما يجعل إيران أن تقيم تلك القواعد في تلك المناطق، لإستراتيجيتها وأهميتها العالمية، هذا بجانب أن هذا يمنح طهران منفذًا إلى البحر الأحمر وسيمكنها من تهديد أكبر للمملكة العربية السعودية، وكذلك تقديم دعم أفضل لجماعة الحوثي، التي تتبعها، على حد وصف " غوزانسكي".