رحلة البحث عن "خرم إبرة" على طريق "الشرائع- مكة"

لم تكفِ ثلاثةُ أعوم لإنهاء معاناة سكان الشرائع التي يواجهون فيها مماطلة مقاول مشروع كوبري الشرائع وتعثره، بعد تقليص مسارات الخدمة بالقرب من حد الحرم باتجاه مكة؛ الأمر الذي جعلهم يبحثون عن "خرم إبرة" لتفادي الزحام؛ بينما تتفاقم معاناتهم لأكثر من عام.

ورصدت "سبق" حجم معاناة الأهالي، وقامت بجولة ميدانية مصورة في أوقات الذروة في الموقع؛ لنقل معاناتهم للمسؤول؛ حيث أكد المواطن ثامر العتيبي، عدم اكتمال مسارات الخدمة، وتعثر المشروع؛ بسبب مماطلة الشركة في تنفيذ المشروع الذي بدأ من 2013م.

وقال: "هذا الطريق المتهالك جراء الأعمال والحفر التي تركها المقاول، يتصيد المركبات؛ مسبباً زحاماً مرورياً لأكثر من عام؛ فلم نشاهد المعدات والأعمال إلا بعض أيام ثم تعاود السكون؛ حيث تتوقف الحركة قبل حد الحرم بمسافة تُقدر بأكثر من كيلو متر على طول الطريق الذاهب إلى مكة المكرمة وصولاً إلى شارع الدرة بمخطط 5 طريق بمحاذات الكوبري الذي تقع عليه عشرات المحلات التجارية والورش الصناعية؛ حيث يتوقف الطريق للاستفادة من تلك المحلات، ولضيق المكان بسبب انحسار المسارات الثلاثة إلى مسار وحيد؛ ويتسبب ذلك في ازدحام مروري، وفي تأخرنا في الوصول إلى وجهاتنا؛ خصوصاً في أوقات الذروة".

وأوضح المواطن "القثامي"، أن الشركة المنفّذة للمشروع قامت بقشط الإسفلت وعمل بيبات لتصريف السيول تمتد من بدايته إلى نهاية أعمال الإنشاء حتى موقع الإشارة المرورية، ثم تركت المشروع دون إنهائه؛ الأمر الذي جعل المعاناة تستمر لأكثر من عام دون توضيح الأسباب في تعثره".

وأوضح كل من المواطنيْن عادل الروقي وعتيق الزهراني، بقولهما: "نحن أهالي الشرائع المجاهدين ومخطط خمسة، نعاني اختناقاً مرورياً منذ أكثر من عام، ولم تنتهِ المعاناة بسبب تعثر المقاول في إنجاز المشروع؛ حيث انحسار الطريق المؤدي إلى حد الحرم تحت كوبري الشرائع الجديد".

وأضافا: "مرور العاصمة المقدسة نجح في تحرير الحركة المرورية وإغلاق الإشارة المرورية؛ ولكن الطريق أصبح مصيدة لمركباتنا؛ لسوء السفلتة وتشققات الإسفلت بسبب الأعمال الإنشائية وتوقفها عن العمل؛ فتكبدنا خسائر مادية بسبب تعطل الطريق ووجود مسار وحيد تقصده مئات السيارات في وقت واحد؛ وخاصة في وقت الذروة أثناء إيصال الطلاب إلى مدارسهم، وكذلك في المساء؛ الأمر الذي جعل المركبات تتكدس قبل وصولها إلى الإشارة بمسافة كيلو متر، بالإضافة إلى حدوث حوادث بسبب طول مدة الانتظار".

وطالَبَ الأهالي الجهات القائمة على المشروع، بضرورة استكمال أعمال الطريق؛ لتفادي وقوع الحوادث المرورية، أو سفلتة الطريق وفتحه حتى ولو كان من دون سفلتة؛ حتى ينتهي الاختناق المروري.

ومن جانبه، أكد مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة، أسامة زيتوني، أن الإدارة المختصه بالأمانة أوضحت أن هناك بعض التعثر من قِبَل مقاول المشروع، وقد تم تطبيق الغرامات المترتبة عليه؛ بسبب التأخير وحسب شروط العقد، ويجري حالياً متابعته لإكمال تنفيذ الأعمال المتبقية؛ مشيراً إلى أنه قد تم تنفيذ ما نِسبته أكثر من 80% من المشروع ولله الحمد، وسيكون المشروع منتهياً تماماً بإذن الله قبل نهاية العام الجاري.