"صرف غير أدمي، شوارع متهالكة، وجوه بائسة على أهلها بين تفاصيلها المعانأة" هكذا الحال في زاوية عبد القادر الواقعة فى الكيلو 23 بطريق "الإسكندرية - القاهرة الصحراوى"، والتى يتخطى عدد سكانها 30 ألف نسمة، حيث تستمر معانأة أهلها من الأزمات التى تحاصرهم، خاصة أزمة الصرف الصحى وتدهور حالة الطرق، تلك الأزمات التى كانت بمثابة إختبار قوى للمسؤولين الذين توالوا على محافظة الإسكندرية، والتى لم ينجح أحد فى حلها ورفع المعانأة عن أهلها حتى هذا اللحظة. وتعانى المنطقة من تدهور كبير فى شوارعها، حتى أصبحت تشبه ال"خرابة"، ناهيك عن أزمة الصرف الصحى المستمرة، والتى كانت سببًا فى الأزمة الشهيرة التى مرت بها محافظة الإسكندرية خلال موسم الشتاء الماضى، وتسببت فى غرق المنطقة بالكامل وعدم إستيعاب مطابق الصرف الصحى لكميات المياه فى الشوارع، إلى أن تدخلت القوات المسلحة حينها لرفع المعانأة عن الأهالى عقب فشل المسؤولين فى ذلك. أثناء جولة "الفجر" فى المنطقة، رصدت عدستها حالة الإهمال الكبيرة فى المرافق، والتى جاءت أبرزها فى أزمة الصرف الصحى، ووجود العشرات من المطابق فى الشوارع الرئيسية والفرعية منها فى حالة إنسداد كامل بالأسمنت أو بالمخالفات، وكذلك رصد إختفاء بعض الغطاءات الخاصة بالمطابق، والتى رجحوا أهلها بسرقتها ليلًا من قبل أشخاص مجهولين، وكانت سببًا فى تراكم مياه الامطار وإنتشار العديد من البرك المائية والطينية مما شل حركة الأهالى داخل المنطقة. عبد الحفيظ عبد المنصف - 46 عامًا - أحد الأهالى، تحدث ل"الفجر" أقيم فى المنطقة منذ 30 عامًا تقريبًا، ومنذ زمن بعيد والمنطقة فى تدهور كامل فى الخدمات والمرافق، ولم يهتم بها أحد، خاصة فى المشاكل التى تؤرق الأهالى مثل الصرف الصحى والرصف، فدائمًا تغرق شوارع المنطقة فى مياه الصرف الصحى أو مياه الأمطار، لعدم إستيعاب الشبكة لكميات المياه، وكذلك وجود المخلفات داخل المطابق، مما تسببت فى إنسدادها بشكل كامل. وتابع: قدمنا إستغاثات وشكاوى إلى شركة الصرف الصحى، ولكن كل ما يقوم به العاملين هو تسليك المطابق فقط بعد 3 أو 4 أيام من بداية المشكلة، حتى تغرق الشوارع وتتضرر محلات الأهالى، ضاربًا المثل بما حدث في موسم الشتاء الماضى، وتضرر منزله ومنازل أهالى المنطقة أثناء الكارثة البيئية التى شهدتها الإسكندرية، وعلى أثرها قام بترك منزله حتى تدخل القوات المسلحة ورفع المياه عن كامل المنطقة. أحمد الشربينى - 32 عامًا - من شباب المنطقة، يقول، نعانى من سوء شبكة الصرف الصحى فى المنطقة التى لا تستوعب كميات المياه الناتجة عن الأمطار وخاصة فى شارع مسجد السلام الرئيسى، وهو الشارع الذى يمثل محور هام لأهالى المنطقة، فالعديد من المطابق مسدودة نتيجة للمخالفات بداخلها وعدم إهتمام العاملين فى الصرف الصحى بتطهيرها من وقت للأخر، والقيام فقط بالحلول التقليدية وتسليك المطابق بإستخدام السياخ، حتى تعاود المشكلة من جديد. وأشار: قدمنا الكثير من الإستغاثات وخاصة لفرع الشركة الذى يقع على قرابة 500 متر فقط مننا، مشيرًا إلى أن العاملين بفرع الشركة يمرون دومًا على الشوارع التى تتواجد بها مشكلة مياه الصرف الصحى، وذلك اثناء ذهابهم إلى الشركة ولكنهم لم يتحركوا من أنفسهم، ويضطروا فى التحرك بعد عدة ايام وقيام الأهالى بالتوجه إلى الشركة مباشرة لمطالبتهم بتطهير المطابق. الأسطى محمد - صاحب ورشة سيارات بالمنطقة، تحدث قائلًا، تضررت أكثر من مرة وأغرقت المياه مصدر رزقى الوحيد المتمثل فى الورشة، وذلك لإنخفاضها عن شارع مسجد السلام الرئيسى فى المنطقة، مما أجبر على غلق الورشة، موجهًا رسالته للدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، محافظ الإسكندرية، قائلًا: بصلنا يا سيادة المحافظ بعين من الرحمة، عندنا أطفال الريحة أثرت عليهم وجابتلهم حساسية، ومش عارفين نأكل عيش، أنا عايز أشقى وألاقى شقايا، وأوفر فلوس لإيجار مكانى وفلوس لدروس عيالي. وتابع "محمود إبراهيم السمالوسى - أحد الأهالى": شوية شتاء بنلاقى الشوارع كلها غرقانة، وخاصة شارع مسجد السلام الشارع الحيوى الوحيد الذى يخدم كافة أهالى المنطقة، مما أثر على مصدر رزق أهالى الأهالى، كما أن البلاعات جميعها مسدودة ولم يهتم أحد، وسوء حالة الرصف فى الشوارع والهبوطات الموجودة بها تؤدى إلى كارثة بسبب مياه الامطار الغزيرة. وأوضح "احمد صلاح - صاحب إحدى المحلات": مصدر رزقنا تضرر بسبب إنسداد مطابق ومواسير الصرف الصحى، مما تسبب فى غرق الشوارع ووجود برك للمياه، لدرجة أن لو توك توك مر من أمامى يتسبب فى غرق المحل بالكامل وغرق بضاعتى، وبنضطر بسحب البضاعه عند هطول أى أمطار، موضحًا أن إن هناك العديد من المحلات تضررت خلال الأيام المادية نتيجة لإنخفاضها عن سطح الأرض. وأكد، قدمنا إستغاثات وشكاوى للمسؤولين ولكنهم يأتون بعد 3 أو 4 ايام وكل ما يقوموا به هو تسليك المطابق فقط، ومع الوقت تعاود المشكلة مجددًا، كما أن المياه عقب تسليك المطابق تأخذ وقت كبير فى الإنسحاب إلى داخل المطابق نظرًا لكمية المخالفات المتواجدة بداخلها، مشيرًا إلى عضو مجلس النواب عن الدائرة قام بزيارة المنطقة لتفقد الحالة بها وبعد وعود الأهالى بحل مشكلة الصرف الصحى فى المنطقة، ولكنه لم يحدث شئ حتى الأن، وكل ما فعله النائب إرسال سيارات محملة بالرمال ووضعها فى شارع مدرسة أم سلمى، بعد حالة الغضب بين الأهالى بعدما أغرقت مياه الأمطار أطفالهم أثناء دخولهم وخروجهم إلى المدرسة. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا