قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله نهانا عن إفشاء الأسرار الزوجية، لأن هذه العلاقة نشأت بكلمة الله، مشيرًا إلى أن بعض المواطنين يستهينون بهذه الكلمة ولا يفهم معناها رغم أنها عظيمة فى الأرض والسماء، لافتًا إلى أن عادات العرب قديمًا إذا طلق الرجل زوجته أفشى أسرارها لكي تدفع له حتى لا يفضحها. وأضاف "جمعة" خلال حواره ببرنامج "والله أعلم"، المذاع على فضائية "سي بي سي"، مساء الأحد، أن الزوجة تعرف الزوج تمامًا فى كل شىء من برنامج حياته وعقليته ونفسيته وجسده وهو كذلك، وهذا الانكشاف التام لا يتم إلا بين الرجل وزوجته، ولا يتم بين الأب وابنته أو الاخ وأخته أو الرجل وأمه ،ولذلك عندما يموت الأخ أو الأب أو الابن فإن الحداد يكون ثلاثة أيام،أما عندما يموت الزوج فإن الحداد 4 شهور و10 أيام، لأن الزواج أمر آلهي بمعنى أن العلاقة وصلت من العظمة ما يصعب وصفها وتعجز الألسنة عن الحديث عنها. وأشار إلى أن الإسلام يحرم إفشاء الأسرار الزوجية لأنها تعد تضييع للأمانة، مستشهدًا بما قاله عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ، عَنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا". وتابع: "روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا"، لافتًا إلى أن الحديث يؤكد أن نَشْرَ الرَّجُلِ وَإِفْشَاءَهُ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ حَالَ الِاسْتِمْتَاعِ بِهَا مِنْ أَعْظَمِ خِيَانَةِ الْأَمَانَةِ.