في إطار مد أواصر العلاقات السعودية اللبنانية ومع انطلاقة عهد جديد، وصل الرئيس اللبناني ميشال عون، العاصمة السعودية الرياض، مساء اليوم الاثنين، في زيارة رسمية تستمر يومين، وتعد هذه الزيارة هي الأولة للرئيس اللبناني عون، بعد توليه رئاسة الجمهورية، في 31 أكتوبر 2016. طقما متكاملا ضمن الحضور وليس الرئيس اللبناني وحده في الرياض، وإنما أكد البيان الرسمي اللبناني، إن وفدا رسميا، يضم كل من وزراء الخارجية والتربية والمالية والدفاع الوطني والداخلية والبلديات وشؤون رئاسة الجمهورية والإعلام والاقتصاد والتجارة، ضمن الحضور مع الرئيس اللبناني عون. دعوة العاهل السعودي لميشيل عون وفي شهر نوفمبر من العام المنصرم 2016، كان قد وجه المستشار الخاص للعاهل السعودي، خالد الفيصل، خلال زيارة إلى لبنان، دعوة رسمية للرئيس ميشيل عون، من الملك السعودي يبلغه طلبه في زيارة المملكة. قيمة الزيارة في هذا التوقيت الحالي وتأتي هذه الزيارة وسط جو لا يعلوه صفاء العلاقات بدرجة ما، بين الدولتين السعودية واللبنانية، حيث شهد البلدين علاقات متأزمة والتي تصاعدت منذ العام الماضي، وهو ما سيجعل الزيارة تهتم بإعادة ترتيب تلك الأوراق مرة أخرى بين الخليج والدولة اللبنانية. مواقف متوترة سابقة وكانت العلاقات السعودية اللبنانية قد توقفت في آخر محطاتها يعلوها جو من التوتر، إثر التصرف الذي وصفته المملكة حينها ب "المشين"، وهو ما حدث في أعقاب الاعتداء على السفارة الإيرانية، في طهران، العام الماضي، الأمر الذي لم يلق صدى من قبل لبنان، واعتبرته عاديا، وهو ما سبب حرجا شديدا وقتذاك، حيث جعل المملكة تصف لبنان بالمناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، وعليه اتخذت المملكة قرار بتجميد المساعدات العسكرية إلى لبنان، والتي كانت تقدمها لها بقيمة 4 مليارات دولار. حزب الله اللبناني والسعودية وفي ذات السياق تعيش السعودية مع حزب الله اللبناني، ظروفا خاصة للغاية، حيث تتهمه دائما بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، فضلا عن تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، وهو ما يسبب لها مشكلة كبرى في علاقاتها الخارجية. جعجع: زيارة ممتازة ستتضمن مناقشة الأمور العسكرية من جانبه وصف رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، زيارة ميشيل عون إلى السعودية ب "الممتازة"، موضحا أنها ستتضمن مناقشة، العديد من القضايا والعلاقات الثنائية، ومنها المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وعودة السياح الخليجيين إلى لبنان. ميقاتي: خطوة إيجابية في مسار العهد الجديد ويرى رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي، أن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية خطوة إيجابية في مسار العهد الجديد، معربا عن أمانيه في أن إبراز نتائج إيجابية. وأوضح ميقاتي، أن هذه الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات اللبنانية مع الدول العربية، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، ونأمل أن تكون نتائجها إيجابية على صعيد تعزيز علاقات لبنان مع الأشقاء العرب وفي مقدمهم السعودية. طعمة: انطلاقة نحو عهد جديد فيما اعتبر النائب نضال طعمة، إن زيارة الرئيس اللبناني، عون إلى المملكة العربية السعودية، تعد علامة فارقة، بل وستكون انطلاقة نحو عهد جديد في العلاقات ما بين البلدين. وأضاف طعمة، أن الزيارة تحمل مؤشرات إيجابية، منها تأسيس لمرحلة جيدة في العلاقات بين لبنان والسعودية، مشددا أن لبنان تحتاج في الأيام المقبلة إلى تعزيز آمال الحراك الاقتصادي على كافة المستويات.